زاهى حواس

فتح أول تابوت

الجمعة، 27 سبتمبر 2024 02:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحفائر التي تمت داخل حجرة الدفن الخاصة بمقبرة توت عنخ آمون تعتبر فريدة من نوعها؛ لأن المقبرة تم كشفها كاملة لم تمس رغم دخول اللصوص، مرتين، ولكن العناية الإلهية أنقذت المقبرة سواء عن طريق بوليس الجبانة، أو عن طريق بناء مقبرة للملك رمسيس السادس بعد ذلك، وقد نزل الدبش والأحجار لتغطي مدخل المقبرة تماماً حتى يأتي هيوارد كارتر ويؤمن باليقين أن المقبرة موجودة في هذا المكان، وظل يبحث أربع مواسم كاملة لم يعثر على شيء، حتى جاء العام الخامس ليكون عام خير عليه وعلى مصر، ويتم الكشف عن أعظم وأجمل مقبرة كاملة في القرن العشرين، وتعتبر المقبرة الوحيدة للملك الذهبي الصغير والتي غزت قلوب الأطفال وكل رجال ونساء العالم.

وقد قابلت مئات الأطفال من المدارس الحكومية أمام حرم الملك "خوفو" وكانوا مهتمين أكثر بالفرعوني الذهبي "توت عنخ آمون، وأهم ما كانوا يودون معرفته هو كيف مات الشاب الصغير الذي وصل إلى حكم مصر وهو في سن التاسعة.

وقد وجد هيوارد كارتر أن المقصورة الخارجية داخل حجرة الدفن تم اختراقها، ولكن المفاجأة التي أسعدته وجد ختم الجبانة بجوارها سليماً تماماً، أي أن اللصوص لم يصلوا إليها، ويبدو أن هذه المقصورة الثانية قد كسيت بحجاب من الكتان ومزين من البرونز المطلي، وكانت توجد أمام أبوابها أنيتا عطر من المرمر منحوتتان ومزينتان، ويقع العديد من الأدوات الأخرى بين جدران المقاصير، أقواس وجعبة مملوءة بالسهام وعصي ومراوح وسط الأشياء الأخرى، وفي يوم 12 فبراير عام 1924م تم افتتاح التابوت الخارجي بحرص شديد جداً في وجود المرمم العظيم ألفريد لوكاس، ولكن وجدوا عدم التسرع في فتحه هذا العام، وانتظروا إلى الموسم التالي.. أما المفاجأة الأخرى فقد تمت يوم 15 أكتوبر 1925م، حيث تم فتح أول تابوت عن طريق فريق العمل وعثروا أعلى التابوت الثاني أكفنة كتانية وبقايا أكليل من الزهور، وأعتقد كارتر أن هذه الباقة قد تركها شخص للملك أو أحد الكهنة، ولكن أعتقد أن زوجته الملكة عنخ إس إن "آمون" هى التي تركت هذه الزهور تعبيراً عن حزنها وحبها لزوجها العظيم الملك توت عنخ آمون، ويتضح صور هذا الحب من خلال المنظر المصور على كرسي العرش.

وتظهر لمسات الحب بين الزوجين، وفي 23 أكتوبر تم فتح التابوت الثاني والثالث ومرة أخرى كان مغطى بأكفان كتانية وأكاليل زهور، ونعرف أن آثار "توت عنخ آمون" سوف تنقل إلى المتحف الكبير، وسوف يتم افتتاح قاعات الملك الذهبي في نهاية شهر ديسمبر من هذا العام، وهناك تخوف من نقل المقاصير الثلاثة إلى المتحف، وقد قابلت أحد المرممين الألمان الذي قال إن نقل المقاصير دون فكها قد تحدث كارثة ويبدو أن لوكاس قد استعمل مادة غريبة للترميم؛ ولذلك ينصح بضرورة فك المقاصير وترميمها بالمتحف المصري ثم نقلها مفككة إلى المتحف الكبير، ويتم تركيبها هناك، وقد اتصلت بالدكتور خالد العناني وزير الآثار، وأشار إلى أن هناك مجموعة من المرممين المصريين تم اختيارهم بعناية ومعهم المرمم الألماني الذي رمم ذقن القناع.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة