وصف أحمد فوقي، رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، انسحاب عشرات الدبلوماسيين من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة عند صعود رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإلقاء كلمته، بأنها خطوة إيجابية للاحتجاج على سياسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة أمام أعين العالم، معتبرًا أن هذه الانسحابات الرمزية تعد وسيلة دبلوماسية للتعبير عن رفض مواقف أو أفعال محددة دون الحاجة إلى توجيه كلمات مباشرة.
وأضاف أحمد فوقي في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن وصف نتنياهو خلال كلمته لمحورين "محور خير ومحور شر" يعكس محاولاته المستمرة لتبرير سياسات الاحتلال وتقديم رواية مشوهة عن الواقع في المنطقة، لافتا الى أن انسحاب الدبلوماسيين من القاعة خلال خطابه يشير إلى أن هذه الرواية لم تلقَ قبولاً واسعاً، خاصة من دول المنطقة التي تعرف جيداً واقع الاحتلال وانتهاكاته المستمرة.
واعتبر فوقي أن تقديم نتنياهو للقضية الفلسطينية على أنها مجرد جزء من "المشروع الإيراني" هو محاولة مكشوفة لتشويه الحقائق وتبسيط الصراع، لافتا الى أن القضية الفلسطينية تعود إلى ما قبل تأسيس الجمهورية الإيرانية الحديثة بأكثر من ثلاثين عامًا، مشيرًا إلى أن نتنياهو، رغم إدراكه للتاريخ الحقيقي، يحاول باستمرار استغلال القضايا الإقليمية مثل النفوذ الإيراني لربطها بالقضية الفلسطينية، بهدف صرف الأنظار عن جوهر الصراع الذي يتعلق بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ووصف فوقي هذه الاستراتيجية بأنها تهدف إلى استقطاب دعم دولي وإقليمي من خلال تصدير صورة زائفة عن الصراع، لكنه يواجه صعوبة في إقناع العالم بهذه السردية التي تتناقض مع الحقائق التاريخية والواقع الميداني الذي يشير إلى ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب، تجاوزت حدود الدولة الفلسطينية وتمتد أثارها إلى لبنان وباقي دول المنطقة.