كشفت الولايات المتحدة وحلفاؤها فى أوروبا ودول عربية عن اقتراح مشترك لوقف إطلاق النار لإنهاء القتال الدامى الأخير بين إسرائيل وحزب الله مؤقتا، على أمل تجنب نشوب حرب أوسع نطاقا وتعزيز المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحماس فى غزة .
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن - في بيان مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - "حان الوقت للتوصل إلى تسوية على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية تضمن السلامة والأمن لتمكين المدنيين من العودة إلى ديارهم. إن تبادل إطلاق النار منذ 7 أكتوبر، لا سيما على مدى الأسبوعين الماضيين يهدد بصراع أوسع نطاقا، وإلحاق الضرر بالمدنيين".
وفي هذا السياق، نسبت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى مسئولين قولهم إن هناك مؤشرات على أن إسرائيل ولبنان تؤيدان المحادثات التي ربما تؤدي قريبا إلى وقف إطلاق النار، ودعا بايدن وماكرون إلى حشد "الدعم الفوري" للاقتراح من جانب الحكومتين .
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن من بين الدول المؤيدة للاقتراح أستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان. وفي بيان صادر عنها، دعت جميع الدول الموقعة على الاقتراح إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل" لتوفير مساحة لمزيد من المفاوضات .
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن -عقب عودته إلى واشنطن من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في تصريح للصحفيين - : "لقد تمكنا من حشد دعم كبير من أوروبا فضلا عن الدول العربية، ومن الأهمية بمكان ألا يتسع نطاق الحرب وسيكون لدي المزيد لأقوله غدا".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين اثنين، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية المفاوضات قولهما -في وقت متأخر من الليلة الماضية- إنهما يأملان بأن يسمح وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أسابيع بالعمل لإنهاء دائم للقتال بين البلدين. وألمحا إلى أن إسرائيل ولبنان كانتا داعمتين للمناقشات السريعة على مدى الساعات الثماني والأربعين السابقة وقد توافقان على الاقتراح قريبا. وأضافا أنه إذا وافق لبنان على وقف إطلاق النار، فمن المتوقع أن تضمن حكومته التزام حزب الله به خلال فترة الأسابيع الثلاثة.
وقال أحد المسؤولين إن الدبلوماسيين أجروا محادثات مع البلدين وأعربوا عن أملهم في أن يقبل ممثلو حكومتيهما الاقتراح بوقف إطلاق النار في "الساعات المقبلة".
وأشار المسئولان إلى أن التوقف المؤقت في القتال يمكن أن يوفر "مساحة دبلوماسية" بمقدورها أن تساعد في إحياء المفاوضات المتوقفة بشأن القتال في غزة بين حماس وإسرائيل.
ومضت الصحيفة تقول إن الاقتراح الذي طرحته حوالي 12 دولة جاء بعد مناقشات مكثفة بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن ودبلوماسيين آخرين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث يواجه زعماء من جميع أنحاء العالم أحدث أعمال العنف في الشرق الأوسط.
من جانبه، قال وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، لمجلس الأمن الدولي خلال جلسة طارئة بشأن الأزمة، إن البلدين لم يوقعان بعد على الاقتراح بعد موجة من الغارات الجوية الشرسة التي شنتها القوات الإسرائيلية والتي قتلت مئات الأشخاص على مدى الأسبوع الماضي. لكن المسؤولين قالوا إنهم سيحاولون إقناع الجانبين بالموافقة على الاقتراح في الأيام المقبلة.
وأضاف أنه سيسافر إلى بيروت في نهاية الأسبوع للعمل مع المسؤولين اللبنانيين على دعم وقف إطلاق النار.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف المباشر للجهود الدبلوماسية هو تقليل فرصة أن يؤدي أسبوع القتال الأكثر دموية بين لبنان وإسرائيل منذ سنوات إلى جر المنطقة إلى صراع أوسع نطاقا يقتل العديد من الناس ويزعزع استقرار المنطقة.
واختتمت الصحيفة قائلة إن الضغط لإنهاء القتال يأتي في لحظة وصفها المسؤولون الأمريكيون بأنها لحظة جديدة خطيرة في دوامة العنف التي استمرت لمدة عام، مع احتمالية فتح جبهة ثانية على طول الحدود مع لبنان التي قد تجتذب لاعبين أكبر بكثير. ويتعرض بايدن لضغوط شديدة لتجنب نشوب هذا الصراع الأوسع، بينما الوقت ينفد؛ فهناك 117 يوما متبقية قبل مغادرته لمنصبه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة