يبدأ العام الدراسى الجديد الأيام الجارية والتى ينتظرها الأطفال بشوق كبير كى يتوجهون لمدارسهم بزيهم وحقائبهم الجديدة التى اختاروها بعناية فيكون بداية العام الدراسى بمثابة العيد يلتقون فيه أصدقائهم ومعلميهم بعد غياب طويل فتكتمل سعادتهم ويبدأون خطوة جديدة فى رحلتهم الدراسية مصحوبة بدعوات الوالدين بتوفيق ونجاح أبنائهم.
على جانب آخر، هناك من بدأ العام الدراسى مصحوبا بما يرونه من مشاهد ومآس تعرضوا لها دون ذنب لهم فيها سوى أنهم من أبناء غزة الصامدة فى وجه عدوان وحشى يشنه الكيان الصهيونى، الذى هدم المساكن، والجدران، والبنايات التعليمية، وأفنى عائلات بأكملها تم محوها من سجلات الأحياء، ليتم تدوينهم فى سجلات الشهداء، أو المصابين، أوالمفقودين.
هنا وسط الركام والمبانى يسير طلاب وطالبات غزة يستدعون ذكريات كانت حتى وقت قريب حاضرة، فهنا كانت مدارسهم، وهنا موضع تلقى الدروس، وهنا كانوا يلتقون أصدقائهم، وهنا كان والداهم يصطحبونهم ذهابا وإيابا.
كل هذا تبدل، فالجدران تهدمت والمبانى تحولت ألى ركام والأهل والأصدقاء والمعلمين باتوا شهداء أو مصابين أو مفقودين أسفل الركام والمبانى المهدمة أو نازحين والمقاعد الدراسية والفصول تئن وتبكى فراق طلاب كانوا يشغلونها وتسعد بصخبهم.
فى هذا الملف يتم توثيق قصص واقعية من أطفال غزة عن بداية العام الدراسى وما يمثله لهم بعد مرور عام من العدوان على غزة من جانب الكيان الصهيونى.
سما الغول: صحباتى ما بعرف مين مات ومين عاش
عبر شرفات منزلها اعتادت الطفلة سما مراقبة النجوم فهى تحدثها وتخبرها عن أمنياتها وما تود تحقيقه عند إنهاء دراستها.
فى الماضى كانت تنتظر بداية العام الدراسى بشوق كبير لترتدى ملابسها الجديدة وتسير بصحبة والديها إلى مدرستها للقاء زملائها ومعلميها الذين غابت عنهم فترة طويلة خلال فترة الأجازة الصيفية تسرع الخطى للحاق بطابور الصباح والوصول الى فصلها الدراسى لبدء اليوم الدراسى والاستماع لشرح معلميها للمقررات الدراسية والعودة مسرعة إلى منزلها مع نهاية اليوم الدراسى.
سما الغول
لكنها هذا العام لم تعد تنظر إلى السماء فهى ملبدة بغيوم الغارات والمدرسة تهدمت، وزملاؤها ما بين شهيد أو نازح أو مصاب، وأذناها أرهقتها أصوات الغارات والمدافع الصهيونية، وطابور المدرسة تحول إلى صف طويل للحصول على فتات من الطعام وبقايا الماء، حيث تعود بهذا الفتات إلى خيمتها التى تقطن بها مع أسرتها بديلا عن مسكنهم الذى هدمته الطائرات الإسرائيلية.
وتقول «سما»: نسمع يوميا أصوات الطائرات الإسرائيلية وهى تقصف مناطق قريبة منا، ونحن موجودون بخيمة لا تحمى من البرد ليلا أو تقينا الحر الشديد نهارا وأطفال كل لحظة تموت أمامنا، وأنا باقف طابور للحصول على ماء وطابور آخر للحصول على الغداء ونسيت الدراسة وما أدرى أين صحباتى ما بعرف وينهم مين مات ومين عايش.
النزوح بحثا عن الأمان
لم يحلم الطفل 12 عاما بأشياء عصية، فكانت أمنيته هى أن يصبح لاعب كرة قدم شهيرا، خاصة أن من شاهدوه من الأصدقاء أو المتخصصين فى كرة القدم يشهدون له بالموهبة غير العادية، والتى كان شاهدا عليها ملعب المدرسة وفناؤها الذى كان يزدحم بزملائه الطلاب فى أوقات الفسحة المدرسية ليشاهدوا مداعبته للكرة وطريقة لعبة وأهدافه المميزة، لكن هذه الأحلام تم وأدها وكتابة نهايتها، فالمدرسة تحولت إلى تراب، ولم تعد موجودة بعد استهدافها فى إحدى الغارات الصهيونية.
فراس اليعقوبى
ويقول «فراس»: قبل بداية العدوان بيوم توجهت مع والدى لشراء زى وحذاء رياضى جديد على أمل ارتدائهما للاشتراك فى الدورة الرياضية المدرسية التى كان من المفترض تنظيمها مع بداية العام الدراسى الجديد، ولحبى الشديد لكرة القدم كنت أعد الأيام متصورا أنها تمر ببطء شديد بسبب شوقى للدراسة وللملعب المدرسى، ولم أكن أدرى أنى أحصى العد التنازلى للمدرسة ولهذه الذكريات السعيدة، فالمدرسة تحولت إلى ركام هى والمنطقة المحيطة بها بالكامل بعد استهداف الحى الذى كانت تقع به بالكامل، وتضطر الأسرة إلى النزوح من مكان لآخر بحثا عن الأمان والطعام والشراب».
حياتنا صعبة
يستيقظ فزعا من نومه متحسسا جسده مطمئنا بأنه على قيد الحياة وأن جسده ما زال سليما، فلا إصابات أو بتر أو دماء تسيل من أحد أعضائه، هكذا أصبح حال سراج لؤى من سكان قطاع غزة، والذى تحول من طالب متفوق إلى نازح يبحث بشكل يومى عن مأوى يقيه الغارات الصهيونية أو الشظايا التى تتناثر بشكل عشوائى فتسيل الدماء من الأجساد، وهو ما يعبر عنه سراج بقوله: «كل حياتنا توقفت لا مساكن، لا صحة، لا تعليم، تحولنا إلى نازحين فقط، نبحث عن مأوى يعمل على حمايتنا من الغارات الصهيونية».
وتابع سراج: «أتمنى أن يأتى اليوم الذى تتوقف فيه هذه الغارات ومشاهد الغارات ونعود لحياتنا الطبيعية بعيدا عن الدماء ومناظر الأشلاء والجثث والضحايا والمنازل المهدمة ومرور النعوش الطائرة داخل سيارات الإسعاف، معربا عن أمله فى إيقاف تلك المجازر، كى يستطيع الخروج من قطاع غزة لاستكمال تعليمه بعد أن توقفت الدراسة بشكل كامل فى القطاع، متابعا: «بجد تعبنا كثير نفسيا وجسديا واجتماعيا واشتقنا للأكل والشرب الصحى حتى اشتقنا للحمام، يا خسارة حياتنا تحولت صعبة للغاية».
المدارس مراكز إيواء
أكد عدنان أبوحسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن ثلثى مدارس الوكالة الأممية تعرضت للتدمير من قبل قوات الاحتلال، موضحا أن بعض تلك المدارس دمر تدميرا كاملا وشاملا والبعض الأخر تم تدمير أسواره وأضراره متوسطة، وأضاف المتحدث باسم وكالة الأونروا، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن المدارس التى لم تدمر حتى الآن، أصبحت تستخدم كمراكز إيواء لمئات الالاف من الفلسطينيين.
وأشار عدنان أبوحسنة، إلى أن ما حدث من قصف مدرسة الجاعونى التابعة للأونروا، هو أخطر حدث من حيث عدد الذين استشهدوا من المدرسين العاملين فى الأونروا لأن هناك 6 موظفين تابعين للأونروا فى هذه المدرسة كانوا يعملون لإدارة هذا المأوى، بعدما تحولت المدرسة لمأوى يوجد به 12 ألف من النازحين ليرتفع عدد الذين استشهدوا من موظفى الأونروا لـ220 وهو العدد الأكبر منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945 حتى الآن.
وأوضح المتحدث باسم وكالة الأونروا: «أن ما يحدث من استهداف لمدارس الأونروا هو خرق كبير للقانون الدولى الإنسانى واستهانة كبيرة لاتفاقية جنيف وسابقة خطيرة فى حال غياب المحاسبة للدول فى التعامل مع الأمم المتحدة وموظفيها بهذه الطريقة».
الطلاب إما شهداء أو مصابون
كشف صادق الخضور، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم العالى الفلسطينية، أن 90% من الأبنية المدرسية لحقت بها أضرار، وما لا يقل عن 290 مبنى أصبحت غير مؤهلة من حصيلة 307 مبان تعليمية فى القطاع.
ويضيف المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم العالى الفلسطينية، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن المدارس التى لحقت بها أضرار خفيفة أصبحت تستخدم كمراكز إيواء للنازحين فى غزة وبالتالى لا يمكن الاستفادة منها بشكل مباشر، وفيما يخص الجامعات، فإن أكثر من 30 مبنى تتبع الجامعات والكليات المتوسطة والجامعية فى غزة تعرضت لأضرار. ويوضح «الخضور»، أن المستشفى التعليمى الوحيد فى غزة تم تدميره، وكذلك هناك متحف يتبع وزارة التعليم العالى تم تدميره وبالتالى هذه الخسائر فى البنية التحتية شملت شبكة الكهربائية وشبكة الاتصالات وأصبح خيار التعليم عن بعد خيارا مستبعدا على المدى القريب.
المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية
ويتابع المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم العالى الفلسطينية: «بالنسبة للخسائر البشرية فى قطاع التعليم تحديدا سواء التعليم المدرسى أو التعليم الجامعى وصل عدد الضحايا إلى 10500 شهيد و15000 جريح وأصبح بينهم 3 آلاف من ذوى الإعاقة»، لافتا إلى أن هناك مئات الضحايا من الكوادر التعليمية وعلى مستوى المدرسين هناك 400 مدرس شهيد وعلى مستوى الجامعات، هناك 106 من العلماء بعضهم رؤساء جامعات من الشهداء، بجانب مئات الجرحى وفى الضفة الغربية هناك مئات المعتقلين من المعلمين ومئات الحواجز التى تصعب وصول المدرسين إلى مدارسهم. وبشأن خطة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية حول تأهيل المدارس المدمرة بعد انتهاء الحرب، يقول صادق الخضور، إن خطة الوزارة تستند إلى توفير أبنية تعليمية بدلا من التى هدمت من مدارس وجامعات والحديث عن حلول بديلة مثل وحدات يتم تركيبها وهناك خطط متعلقة بالفاقد التعليمى سواء طلاب المدارس أو الجامعات بهدف إنقاذ العام الدراسى وهناك أيضا تدخلات متعلقة بالجانب النفسى الاجتماعى للطلاب.
وحول التحديات التى تواجه قطاع التعليم فى غزة، يقول: هناك تعليم ما قبل المدرسى وهو رياض الأطفال، وهناك 620 مبنى تتبع رياض الأطفال فى غزة الآن وعدد كبير من هذه الأبنية تم تدميرها و97% من هذه الأبنية تتبع القطاع الخاص الذى لن تكون أولويته إعادة بناء هذه المبانى، وستكون له أولويات أخرى على الصعيد الفردى، وبالتالى ستكون هناك ضمن خطط الوزارة الخاصة بالتدخلات خطة رياض الأطفال وسيتم تبنيها، وبالنسبة لطلاب الجامعات هناك تحد يتمثل فى التدريبات العملية لطلاب كليات الطب والهندسية والصيدلية والكليات الخاصة بالتطبيق العملى. وحول خطة الوزارة للتعامل مع الطلاب الذين حرموا من التعليم فى غزة هذا العام، يقول: بالنسبة لمن حرموا من التعليم منذ بداية العدوان فهناك 630 ألف طالب فى قطاع التعليم المدرسى موزعين بالقطاع الحكومى ووكالة الغوث ورياض الأطفال، ولدينا 70 ألف طفل برياض الأطفال وفى التعليم الجامعى لدينا 88 ألف طالب، وهناك 39 ألف طالب حرموا من التقدم لامتحانات الثانوية العامة فى غزة، وبالتالى أعلنت الوزارة التزامها بعقد امتحان لهؤلاء الطلاب متى توافرت الظروف الموضوعية لذلك. ويشير صادق الخضور، إلى تدشين المدارس الافتراضية للمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، موضحا أن وزارة التعليم الفلسطينية تعمل بجدية لإنقاذ العام الدراسى الذى انقضى جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة»، مؤكدا أن الوزارة وضعت العديد من الحلول المختلفة لإنقاذ العملية التعليمية فى غزة، منها التعليم عن بعد ومساندة المبادرات من قبل المؤسسات ومساعدة المعلمين والمتطوعين داخل مراكز إيواء النازحين فى كل مناطق القطاع.
«الدحدوح» مثل أعلى
رغم صغر سنه، فقد حظى بشهرة واسعة داخل مدرسته السابقة والتى كان مسجلا فيها بالصف السادس الابتدائى نظرا لتفوقه وحرصه الشديد على حفظ وأداء واجباته بشكل كامل على مدار العام الدراسى، فكان اسمه يزين قائمة الأوائل باستمرار فى نتيجة امتحانات الصفوف الدراسية على مدار سنوات دراسته.
وائل دحدوح
ويقول حذيفة 12 عاما الذى كان يعيش مع والده و3 من أشقائه قبل استشهادهم بعد قصف منزلهم واصابته هو وشقيققته وأمه: «كنت ملتحقا بالمدرسة الابتدائية وكان الجميع يشهد لى بالتفوق الدراسى بسبب حرصى على دروسى واستذكارى المستمر لتحقيق أمنية أسرتى فى أن أصبح طبيبا بالمستقبل قبل أن تتغير أمنيتى بأن يصبح صحفيا مثل وائل الدحدوح لأنقل حقيقة الانتهاكات والإجرام الذى ينتهكه الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى».
ويتابع حذيفة: «مع بداية العدوان الإسرائيلى على غزة فى 7 أكتوبر 2023، كنت مسجلا بالصف السادس الدراسى وكنت من المتفوقين دراسيا وكان من المفترض الانتقال إلى المرحلة الإعدادية ولكن نتيجة للعدوان وقصف منزلنا واستشهاد أشقائى الثلاثة ووالدى وإصابتى بعدة إصابات خطيرة بمناطق مختلفة من جسدى اضطررت لمغادرة قطاع غزة بصحبة والدتى وشقيقتى الصغرى لتلقى العلاج والحياة فى إحدى الدول العربية المجاورة والتسجيل بمدارسها فى الصف الدراسى فلم يكتف الاحتلال بالعدوان وقتل ثلاثة من أسرتى بل وأصابنى بعدة إصابات خطيرة وحرمنى من عام دراسى كامل بسبب خروجى للعلاج خارج غزة».
ويؤكد «حذيفة» لـ«اليوم السابع» إنه حلم كثيرا فى دراسته الطب وارتداء البالطو الأبيض ولكن بعد مشاهدته حجم العدوان الصهيونى، بعينه وحجم الدمار الذى تسبب به يتمنى أن يكون صحفيا مثل وائل الدحدوح لينقل الحقيقة ويندد بالمجازر التى يرتكبها الكيان الصهيونى فى حق الشعب الفلسطينى، ومنهم شقيقته «جنان»، التى استشهدت فى غزة مع عائلته والتى كانت تتمنى قبل استشهادها أن تعود للدراسة وتذهب إلى مدرستها وكانت تحلم بأن تكون معلمة فى المدرسة ولكن جاء الاحتلال ليهدم أحلامها وينهى حياتها.
مستقبل مجهول
«جنى ورشا يوسف» شقيقان بالمرحلة الابتدائية لم يجمع بينهما صلة الأخوة فقط ولكن كان يجمعهما أيضا حفلات التفوق المدرسية التى كانت تقيمها المدرسة ويحضرانها معا، وتقول «جنى»: كان من المفترض انتقالى للدراسة للصف الخامس الابتدائى ولكن لم يحدث هذا بسبب العدوان والحرب على غزة التى هدمت مدرستى وأحلامى معها، فالمستقبل أصبح مجهولا وحلمى فى أن أصبح طبيبة لم يعد قابلا للتحقق فى ظل هذه الظروف وما عدت أنتظر فقط غير أن تتوقف الحرب والعودة للحياة الطبيعية والاستقرار الذى كنا نحيا فيه.
أما رشا فتقول: كنت أتمنى أن أصبح مهندسة فى المستقبل، ولكن ضاعت علىّ السنة الدراسية الماضية بسبب العدوان وما زال المستقبل مجهولا ولا نعرف متى تعود الدراسة فى القطاع ونستكمل تعليمنا؟ وأضافت رشا: نتمنى الوصول إلى حل قريب ينهى هذا العدوان وتعود المدارس من جديد فى القطاع ونعوض ما فاتنا من سنوات دراسية.
الطالبات جنى ورشا
وتقول الطالبة مريم عبدالله، بالصف الثانى الابتدائى، والتى تم هدم مدرستها أيضا فى إحدى الغارات على قطاع غزة: أتمنى أن تعود الدراسة من أجل أن أستمر فى دراستى وأذهب إلى مدرستى والتقى بأصدقائى وزملاء الدراسة، ولكن الاحتلال هدم مدرستى وأتمنى توقف الحرب واستكمال دراستى وتحقيق حلمى فى أن أصبح طبيبة وارتداء البالطو لعلاج المصابين والجرحى.
4 عائلات فى الفصل الدراسى
من جانبه، يقول الصحفى الفلسطينى باسل خير الله: «نظام التعليم فى غزة يبدأ التعليم الأساسى من الصف الأول الابتدائى إلى الصف السادس الابتدائى ثم المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية كل تلك المراحل التعليمية إلزامية وهى موزعة على كامل قطاع غزة، وأضاف خيرالله: «وبشكل عام يمكن القول إنه لم تبق مدرسة لم يصبها الضرر، وكل مدارس قطاع غزة تعرضت لقصف مباشر أو لأضرار مباشرة خلال قصف بجوارها أو بمناطق قريبة أو تعرضت لإطلاق نار وتجريف أو تدمير أو نسف.
وذكر خيرالله: «قبل العدوان كانت المدارس تعمل بشكل طبيعى ولكن بعد العدوان الصهيونى تحولت المدارس التى لم تهدم أو تدمر إلى مراكز لإيواء النازحين فى مناطق مختلفة سواء فى جنوب أو شمال غزة، وعدد كبير من المدارس أصبحت هى الملاذ الوحيد للناس الذين فقدوا منازلهم خلال العدوان وسكنوا فى فصول المدارس والجامعات وكل المدارس فى شمال غزة الصالحة للسكن تم السكن فيها لأن عددا كبيرا جدا حوالى أكثر من نصف سكان شمال قطاع غزة فقدوا منازلهم بشكل نهائى والفصل الواحد قد يسكنه ثلاث إلى أربع عائلات وتضطر العائلات لعمل فواصل بينها من خلال تلك الأخشاب التى كانت فى الأساس مقاعد دراسية.
وتابع خيرالله: «أفنية المدارس أصبحت تجمعا لعدد كبير من الخيام المختلفة، وحمامات هذه المدارس أصبحت حمامات عمومية لكل النازحين، والمدرسة الواحدة يوجد فيها ما بين 2500 و3000 نازح، وهناك مدارس تضم أعدادا أكبر، فى إحدى المدارس ضمت 800 أسرة وكل أسرة تتكون على الأقل من خمسة أفراد، أى حوالى 5000 نازح فى المدرسة.
واستطرد خيرالله: «ابنتى من المفترض أن تكون فى الصف الأول الابتدائى ولم تلتحق برياض الأطفال بسبب العدوان، وكذلك ابنى «باسل» الذى كان من المفترض أن ينتقل للصف السادس الابتدائى هذا العام ولكن لم يحدث ولا أدرى متى سيعود لدراسته مرة أخرى؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة