أكرم القصاص

عمار الشريعى.. ودرس فى العبقرية والموهبة والإرادة

السبت، 21 سبتمبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من بين العناصر التى تجعل سيرة عمار الشريعى ملهمة بالفعل عندما تصدر بقلم سعيد الشحات، إنه ركز فى جوانب كثيرة منها الجانب الإنسانى والإرادة والقوة فى التعامل مع تحديات وجودية، بما قد يعنى تغيير القدر بشكل ما، من خلال بناء الذات وتعويض النقص بمضاعفة القدرة.

فقد سبق وظهرت بعض النقاط الخاصة بحياة عمار الشريعى، لكن السيرة مع سعيد الشحات لم تكن فى شكل أحاديث وحوارات متتالية، لكنها كانت أقرب لمقطوعة من موسيقى عمار الشريعى نفسه، ولم تخلُ عملية تأليف الكتاب من مفارقة، فلم يكن الهدف لدى سعيد هو تأليف كتاب عن سيرة عمار، ويقول سعيد: «كنت أجمع المادة لأول كتاب لى، أم كلثوم وحكام مصر، واخترت الموسيقار عمار التشريعى لتقديم شهادة عن أم كلثوم، رغم أنه لم تكن له علاقة بها بشكل مباشر، لكنى كنت أحتاج منه تحليلا لأغانى أم كلثوم عبر عصورها، اتصلت به وعرضت عليه الفكرة، فراقت له، فقال لى أنت تكلمنى عن أحب شخصيتين إلى قلبى أم كلثوم وعبد الناصر»، لكن العلاقة تطورت، أنهى سعيد كتاب أم كلثوم، لكنه كان قد حصل على شهادة عميقة ومتنوعة من عمار عن حياته، من خلال عمل صحفى، لكنه عمل كما يرى سعيد يقوم على العلاقة والصداقة.

ويلتقط دور والد عمار فى صناعة عبقريته، وكون الموهبة تحتاج فى أحيان كثيرة إلى الدراسة والتدريب والتعليم، ليصبح عمار أحد عباقرة الموسيقى والفن، وأيضا الحياة بما يقدمه من تجربة عميقة واسعة عريضة تصلح الآن لإلهام كل من يولد بنقص ما، أو حتى لهؤلاء الذين يحتاجون إلى قدوة، فقد كان الأب يرى أن عمار يمكن أن يصبح مثل طه حسين، وهو إحدى السير الملهمة فى تاريخ مصر والعرب والعالم كله، الأب أرد لابنه عمار تكرارا لطه حسين، لكن عمار صنع هو نفسه سيرة ملهمة مثلما كانت سيرة العميد ملهمة، بما يجعل عمار أحد أعمدة الفن.

ويروى عمار فى شهادته لسعيد الشحات «حياتى المبكرة كانت تحتاج إلى أحد من صلبك، يقوى ضهرك، كانت أمام أبى تجربة ملهمة للدكتور طه حسين بلدياتى، تصور أبى أنه من الممكن أن يكررها معى»، ويفكر عمار أن يكون مهندسا، قبل أن يتجه إلى دراسة اللغة بكلية الآداب، ثم يغوص فى عالم الموسيقى ويصبح هو ذاته معجزة أخرى من معجزات الفن المصرى، ومثل الأدب كانت «أم عمار» تأخذ بيده الى عالم الغناء، مثل كثير من الأمهات اللاتى كن يغردن فى البيوت ليحولن الحياة إلى طاقات إيجابية.

سعيد الشحات يقدم رحلة عمار الشريعى منذ مولده فى سمالوط بمحافظة المنيا 16 أبريل 1948 وحتى وفاته فى 7 ديسمبر 2012، ويرصد مرحلة تكوينه من الطفولة حتى دراسته بالمدرسة والجامعة، وكيف استطاع مواجهة الحياة ليصبح هذا الاستثنائى فى تاريخ الموسيقى العربية.

الكتاب فى جانب منه مخزن حكايات، كان عمار موهوبا فيها، حيث لا يمكن للقارئ أن يقع فى الملل، بل يغوص فى عالم من الحكايات والدراما، يقدم سعيد الشحات كلا منها فى مكانه، فهو يقدم السيرة بدقة، وأيضا بسيناريو ودراما تكشف عن نسيج خاص، وتغوص بالفعل فى بحار ونفس عمار.

من اللقاء الأول عام 1997، وشهادات يحرص المؤلف على جمعها من رفاق عمار الشريعى، مع تحليل لموسيقاه التصويرية وأغانيه الدرامية فى المسلسلات والأفلام السينمائية، وأسرار ثنائيته الفريدة مع الشاعر سيد حجاب، وعلاقاته بعبدالرحمن الأبنودى، وأحمد فؤاد نجم، وعمر بطيشة، وجمال بخيت وآخرين، وقصة تكوينه لفرقة «الأصدقاء» فى بداية ثمانينيات القرن الماضى، وأسباب ساهمت فى صعودها، ثم توقفها بعد نحو ثلاث سنوات قدمت فيها 35 أغنية.

سعيد الشحات يقدم سيرة، تصلح إلهاما للجميع، ودرسا فى العبقرية والتحدى والإبداع.


مقال اكرم القصاص

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة