محمد الزهار

أنا والسفير وأحداث لبنان

السبت، 21 سبتمبر 2024 10:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أبدى السفير عزت سعد مساعد وزير الخارجية الأسبق إستياءه الشديد مما فعله جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً في لبنان مؤكداً أن الوضع جد خطير وينذر بعواقب وخيمة قد تجر المنطقة إلى حرب شعواء وتزعزع استقرارها بشكل كبير والخوف الأكبر أن تتسع  رقعة الحرب بسبب هذا التصرف الأخرق من جيش الاحتلال وقد تتحول لحرب عالمية وأن الوضع يحتاج لتدخل دبلوماسي قوي وعاجل لمنع هذه الكارثة ،،، هكذا تحدث معي سفيرنا عزت سعد خلال اللقاء الذي جمعني به منذ أيام قليلة ،،،، ولمن لا يعرفه ،، فهو واحد من أبرز رموز الدبلوماسية المصرية، وصاحب بصمة عميقة في الساحة الدولية حيث  شغل سعد العديد من المناصب المرموقة خلال مسيرته  الدبلوماسية بوزارة الخارجية المصرية والتي بدأها منذ عقود حيث تدرج في مناصب متعددة داخل الوزارة، وكان دائمًا مثالًا يحتذى به في الالتزام بالعمل الوطني والدبلوماسي. فقد خدم في سفارات مصر بعدة دول وأشرف على العديد من الملفات الهامة، ما أكسبه خبرة واسعة في مجالات العلاقات الدولية وإدارة الأزمات.

ولعل أحد المحطات البارزة في حياة سفيرنا عزت سعد الدبلوماسية كانت توليه منصب سفير مصر لدى روسيا، وهي من أهم العلاقات الاستراتيجية لمصر على الصعيد الدولي. وخلال فترة خدمته، عمل على تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات السياسة والاقتصاد والدفاع، وأسهم في توطيد العلاقات الثنائية، ما أكسبه احترامًا كبيرًا في الأوساط الدبلوماسية.
وقد تميز السفير عزت سعد بحنكته الدبلوماسية وبراعته في التفاوض. وقد لعب دورًا بارزًا في معالجة العديد من القضايا المعقدة التي واجهتها مصر على الساحة الدولية. كما كان له دور فعال في تنظيم وتنسيق المؤتمرات الدولية التي عززت من مكانة مصر في المحافل العالمية.
ومن بين إسهاماته العديدة، ساهم في الدفاع عن المصالح الوطنية المصرية في القضايا ذات الأبعاد الإقليمية والدولية الحساسة. وكان داعمًا قويًا لقضايا العالم العربي والإفريقي، حيث سعى لتعزيز التضامن بين الدول الشقيقة، مشددًا على أهمية التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة.
فالسفير عزت سعد هو أحد الدبلوماسيين الذين آثروا العمل في الكواليس بهدوء وثبات، لكنه كان دائمًا حاضراً في لحظات صنع القرار الكبرى. لم يكن مجرد موظف في وزارة الخارجية، بل كان رمزًا من رموز السياسة الخارجية المصرية. عبر مسيرته الطويلة، أسهم في تعزيز صورة مصر دوليًا وأظهر القدرة الكبيرة للدبلوماسية المصرية على التأثير في الساحة العالمية.
وبعد تقاعده من العمل الرسمي، استمر السفير عزت سعد في تقديم خبراته من خلال إلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات الدولية. بقيت نصائحه وإرشاداته مصدرًا قيمًا للأجيال الجديدة من الدبلوماسيين، حيث كان دائمًا يؤكد على أهمية الالتزام بالمبادئ الدبلوماسية والتمسك بالمصلحة الوطنية في كافة الظروف.
لذا فسيبقى السفير عزت سعد واحدًا من الأسماء المضيئة في سجل الدبلوماسية المصرية،الحافل بالعلامات المضيئة ،، حيث ساهم بشكل فعّال في الحفاظ على مكانة مصر ودورها الريادي في العلاقات الدولية. إن مسيرته المهنية الحافلة تشكل مصدر إلهام لكل من يرغب في خدمة بلاده من خلال العمل الدبلوماسي، وهو مثال حي على أن التفاني والالتزام يمكن أن يتركا بصمة لا تمحى في تاريخ الأمة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة