التعقيد سيد المشهد فى السودان.. مبادرة من جنوب السودان لإنهاء النزاع.. مواجهات داخلية فى صفوف قوات الدعم السريع.. "أطباء بلا حدود" تحذر من خطورة الوضع فى مخيم زمزم.. والكوليرا تقترب من حاجز الـ10 آلاف إصابة

الأربعاء، 18 سبتمبر 2024 06:00 ص
التعقيد سيد المشهد فى السودان.. مبادرة من جنوب السودان لإنهاء النزاع.. مواجهات داخلية فى صفوف قوات الدعم السريع.. "أطباء بلا حدود" تحذر من خطورة الوضع فى مخيم زمزم.. والكوليرا تقترب من حاجز الـ10 آلاف إصابة الحرب فى السودان - أرشيفية
ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يزداد التعقيد فى المشهد السودانى، بشكل يومى، خاصة مع استمرار الاشتباكات، وتتخذ الحرب منحى مختلف، فى ظل وجود مواجهات داخلية بين قوات الدعم السريع، فى خلاف على القيادة، مع مقتل العديد من قادة قوات الدعم السريع، ويأتى كل هذا فى ظل تردى كبير للوضع الصحى، إذ تواصل الكوليرا الانتشار بشكل مطرد.

وفى سبيل إنهاء الأزمة وافق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى، والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، على مبادرة رئيس جنوب السودان سلفاكير، للتوسط فى حل النزاع القائم، بعد مناقشات ثنائية خلال زيارة سريعة للبرهان لجوبا الاثنين.

البرهان يوافق على مبادرة سلفا كير لإنهاء النزاع فى السودان

فى زيارة سريعة لجنوب السودان، وصل الفريق ركن أول عبد الفتاح البرهان إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، الاثنين، للقاء الرئيس سلفاكير، وأعلنت دولة جنوب السودان عن موافقة البرهان، على مبادرة الرئيس سلفا كير ميارديت للتوسط فى حل النزاع القائم فى السودان.

وأجرى البرهان وسلفا كير محادثات تناولت الوضع فى السودان والاتفاقيات الجديدة للسلام فى دولة جنوب السودان، إضافة إلى ترتيبات استئناف تصدير النفط عبر الموانئ السودانية، وفقا لوكالة سونا.

ومن جهته أكد وزير الخارجية السودانى المكلف، حسين عوض، أن البرهان وسلفا كير اتفقا على فتح ممرات إنسانية لنقل الإغاثة إلى المتضررين من الحرب فى السودان، من جنوب السودان إلى مدينة كادوقلى بولاية جنوب كردفان، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.

وأوضح أن المساعدات الإنسانية ستقدم وفق خطة مشتركة بين البلدين، وأشار حسين عوض إلى أن الجانبين اتفقا على استئناف ضخ النفط عبر الأنابيب السودانية وتصديره للأسواق العالمية خلال أقل من شهر بعد استكمال كافة الترتيبات اللازمة.

وكانت جوبا قد طرحت مبادرة للتواصل مع الأطراف المتنازعة فى السودان، لإنهاء النزاع، كما أجرى مستشار الرئيس الجنوب سودانى، سلفا كير اتصالات مع قادة قوات الدعم السريع لخلق أرضية تفاهم مع الجيش لمناقشة وقف النزاع، وسط تأييد إقليمى لمبادرة جوبا، وفقا لما نشرته صحيفة سودان تربيون.

ومن جانبه، أكد وزير خارجية جنوب السودان، رمضان محمد عبد الله، أن البرهان وافق على مبادرة الرئيس سلفا كير للتوسط فى حل النزاع، وذكر أنهما اتفقا على استئناف تدفق نفط جنوب السودان إلى الأسواق العالمية عبر الموانئ السودانية.

مواجهات داخلية فى صفوف قوات الدعم السريع

وفى تطور كبير فى الصراع فى السودان، كشف مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة، عن مواجهات داخلية فى صفوف الدعم السريع تتعلق بالصراع حول قيادة القوات فى الخرطوم وسنار وشمال كردفان.

وكشف التقرير، أن مقتل العديد من قادة الدعم السريع خلال المعارك أو عبر القصف الجوى، مشلّ قدرات القوات على اجتياح مناطق جديدة، خلافًا للعام السابق الذى سيطرت فيه على معظم الخرطوم وولايات الجزيرة وغرب وجنوب وشرق ووسط دارفور ومناطق أخرى فى كردفان.

وأكد التقرير، أن الصراع حول خلافة القيادة داخل قوات الدعم السريع أشعل المزيد من المواجهات الداخلية فى الخرطوم وسنار وشمال كردفان.

وأشار، إلى أن هذه المواجهات تسلط الضوء على الطبيعة المعقدة لقوات الدعم السريع، وأضاف: "غالبًا ما يؤدى تكوين الدعم السريع من ميليشيات مختلفة ذات أجندات مختلفة إلى صراعات داخلية، حيث تستغل هذه الجماعات الحرب الوطنية لتحقيق مصالحها المحلية"، وفقا لصحيفة سودان تربيون.

وأفاد التقرير دخول مجموعتين من قوات الدعم السريع، واحدة من قبيلة الرزيقات والأخرى من عرقية الزيادية، فى 26 أغسطس المنصرم فى مواجهات عنيفة بمدينة مليط بولاية شمال دارفور.

وذكر المشروع أن الاشتباك المسلح اندلع عندما أراد مقاتلو الزيادية الذين كانوا يحمون السوق منع مقاتلى الرزيقات من محاولة نهب السوق.

وشدد على أن الاشتباك الذى وقع فى مليط غير مرتبط بأى صراعات سابقة، لكن النزاعات حول الأراضى والموارد الطبيعية أدت إلى تأجيج صراعات مستمرة، مثل الاشتباكات المستمرة بين السلامات وبنى هلبة وبين السلامات والهبانية فى 2023.

الوضع كارثى فى مخيم زمزم

ومن جهتها أطلقت منظمة أطباء بلا حدود، تحذيرا من أن آلاف الأطفال بمخيم زمزم للنازحين فى شمال دارفور، سيلقون حتفهم خلال الأسابيع المقبلة إذا لم يتلقوا العلاج، وفى حال عدم إيصال المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية إلى المخيم.

وكشفت فى بيان أن مسحًا تغذويًا أجرته السلطات السودانية والمنظمة داخل مخيم زمزم خلال الشهر الحالى، كشف عن وضع غذائى كارثى ويواصل التدهور، وناشدت الأمم المتحدة والجهات الفاعلة، للنظر فى جميع الخيارات التى تتيح إيصال الطعام والإمدادات الأساسية بشكل سريع إلى المنطقة، وإن كان ذلك عن طريق الإنزال الجوي.

ومن جهته قال رئيس عمليات الطوارئ فى أطباء بلا حدود ميشال أوليفييه لاشاريتيه: "أكدت النتائج على كارثية الوضع الذى نشهده ونحذر منه مع الجهات الفاعلة الأخرى منذ أشهر، كما كشفت أيضًا تدهور الوضع الذى يتفاقم يومًا بعد يوم فيما يوشك وقتنا على النفاد".

ونبهت المنظمة، إلى أنه لم تصل كمية تُذكر من مواد الإغاثة إلى السكان فى مخيم زمزم وما حوله وإلى مدينة الفاشر المنكوبة بالحرب غير البعيدة عنه، علمًا أن لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى أشارت إلى أن ظروف المجاعة قد سادت بالمنطقة فى الأول من أغسطس الماضى، وفقا لصحيفة سودان تربيون.

وأشارت، إلى أن معظم الطرق المستَخدمة فى نقل الإمدادات تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، فبات إدخال الأغذية العلاجية والأدوية والإمدادات الأساسية إلى المخيم مهمةً مستحيلة منذ اشتداد القتال حول الفاشر فى مايو الماضي.

وأضاف لاشاريتيه: "لم يبقَ أمامنا متسع من الوقت إذا أردنا منع آلاف الوفيات التى يمكن تجنبها، فمن بين أكثر من 29 ألف طفل دون سن الخامسة شملهم المسح الأسبوع الماضى خلال حملة التطعيم فى مخيم زمزم، تبينت إصابة 10.1% بسوء التغذية الحاد الشديد الذى يهدّد حياة المصابين به و34.8% بسوء التغذية الحاد الشامل الذى يتطور إلى أشكال أكثر حدة من سوء التغذية أن لم يُعالَج بشكل فعال وفى الوقت المناسب".

مقتل 4 وإصابة 16 فى هجوم للدعم السريع على قرية هجو بالجزيرة

فيما كشفت شبكة أطباء السودان، عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 16 آخرين بينهم 5 أطفال فى هجوم للدعم السريع على قرية هجو جنوب ولاية الجزيرة حيث تم نقل الجرحى إلى مستشفى المناقل بعضهم فى حالة حرجة.

وأدانت شبكة أطباء السودان، هجوم قوات الدعم السريع على المدنيين، وقالت فى بيان:"استمرار الدعم السريع فى تنفيذ هجماته على القرى والحلال بولاية الجزيرة يساهم فى مفاقمة الوضع الإنسانى ويزيد من عمليات التهجير القسرى للذين تقطعت بهم السبل بولاية الجزيرة".

الكوليرا تقترب من حاجز الـ10 آلاف إصابة

وفيما يتعلق بالوضع الصحى فى السودان، تتزايد الإصابات بالكوليرا، بشكل مطرد مؤخرا، وتزايدت حالات الإصابة بالكوليرا لتقترب من الـ10 آلاف حالة وأكثر من 300 وفاة، فيما أطلقت السلطات الصحية حملة للتطعيم بولاية كسلا شرقى البلاد.

وعقد مركز عمليات الطوارئ الاتحادى اجتماعه الاثنين، واستعرض تقارير التصدى للوباء، وكشف تقرير الوضع الوبائى، عن تسجيل 266 إصابة جديدة، منها 6 حالات وفاة، لترتفع جملة الإصابات تراكميا إلى 9533 إصابة، منها 315 حالة وفاة، من الولايات الـ8 المتأثرة بالمرض وبها 47 محلية.

فيما أشار تقرير الخريف، إلى تأثر 11 ولاية بالفصل، فى 54 محلية، ونوه إلى تضرّر 73.229 أسرة "345.204 فرد"، وانهيار 35.794 منزل كليًا و40.781 وجزئيًا، وحدوث 889 إصابة بينهت 225 حالة وفاة، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.

فى هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الاتحادية، إطلاق حملة الاستجابة لوباء الكوليرا بمحليتى ود الحليو وكسلا، وتستمر حتى 21 سبتمبر الحالى، ومن جهته قال رئيس الغرفة الاتحادية محمد الحسين فى تصريح صحفى عقب اجتماع الغرفة، أن الحملة تستهدف 334.548 شخصًا فى محلية كسلا، و69.533 وبود الحليو.

وأوضح أنها مخصصة للأشخاص الذين لم يسبق تلقيهم اللقاح، وكذلك الأشخاص الذين يتواجدون بمناطق لم تشملها الحملة السابقة من عمر عام فما فوق.
وأضاف أن كمية اللقاح التى وصلت تبلغ 404.081 جرعة للمحليتين، ولفت إلى انعقاد الاجتماع الأول للغرفة للمتابعة.

وأكد الحسين، أن الحملة تسير بصورة جيدة، وناشد المواطنين الذين لم يتلقوا الجرعة السابقة بالإسراع للتطعيم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة