حسن السعدني يكتب: البطولة التي حققها إيهاب جلال دون أن يدرى!

من قال إن إيهاب جلال لم يحقق بطولة في تاريخه؟ بالتأكيد هذا انتقاص كبير من قيمة إنسان ترك أرثه الأعظم  على المستوى الإنساني على كل من حوله، وترك في المواهب التي صنعها بصمات تميزهم كشخصيات، قبل أن تميزهم كمواهب كروية، حتى وإن أدارت البطولات الكروية ظهرها لإيهاب جلال، لكنه توج ببطولة في الإنسانية، يعترف بها ويؤمن بأهميتها، كل من اقترب منه وعاش معه وتدرب على يديه أو عمل بجواره.

هذا هو الكنز الذى يتركه الإنسان لأهله ومحبيه، فرحل إيهاب جلال، تاركًا خلفه سيرة عطاء حافلة، ومشوارًا حافلًا بالأحداث. قد نكون قد اختلفنا معه في بعض القرارات، ولكننا لا ننكر أنه كان شخصية مؤثرة في عالم الكرة المصرية. رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته.

لقد كان إيهاب جلال مدربًا أثار الكثير من الجدل والنقاش، ولكن وراء ذلك كله، كان إنسانًا طيبًا، وصاحب روحًا رياضية عالية، قد نختلف في آرائنا حول أساليبه التدريبية، ولكننا نتفق على أنه كان يحب كرة القدم، ويعيش من أجلها.

إيهاب جلال، الاسم الذي ارتبط بالكثير من الإنجازات والتحديات، خاض الراحل مسيرة حافلة قاد فيها العديد من الفرق المصرية والعربية، وحقق نتائج مشرفة. ففي 335 مباراة تدريبية، حقق 147 انتصارًا، وتعادل في 86 مباراة، وخسر 102 مباراة، سجل خلالها لاعبوه 464 هدفًا، واستقبلت شباكه 386 هدفًا. هذه الأرقام تتحدث عن نفسها، وتؤكد على مكانة الراحل في عالم التدريب.

وحتى لا ننكر فضله على الكرة المصرية التي لم تبتسم له يوما في منصات التتويج، لكنه رغم ذلك حقق إنجازات كبيرة، كان أبرزها قيادته لفريق مصر للمقاصة فى بدايات إنشائه إلى وصافة الدوري المصري، والصعود به إلى دوري أبطال إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه، هذا الإنجاز يعد إنجازًا تاريخيًا، ويشهد على قدرات الراحل التدريبية.

لقد كان إيهاب جلال أكثر من مجرد مدرب، فهو كان قائدًا، وملهمًا، وصديقًا للاعبيه. كان يتميز بشخصية قوية، وحكمة بالغة، وقدرة على التواصل مع اللاعبين. وقدوة حسنة للاعبين الشباب، الذين كانوا يتطلعون إليه كقدوة يحتذون بها.

رحيل إيهاب جلال خسارة كبيرة للكرة المصرية، وسوف نفتقده كثيراً. نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون، إلى روحك يا كابتن إيهاب، ستظل ذكراك خالدة في قلوبنا.