تكمن فاعلية القوة الناعمة في مدى تأثيرها وإقناعها للفئة المستهدفة أو لجمهور بعينه؛ ليستجيب إلى ما تريده الدولة من أمور وتنظيمات ترتبط بغاياتها العليا، ومن ثم تصب في مصلحة المجتمع، وتتعدد أدوات القوة الناعمة في هذا الخضم لتشمل الثقافة، والفنون، والرياضة، فضلًا عن الدبلوماسية، والمساعدات الخارجية، ويضطلع بهذه الأدوات كلٌ من مؤسسات الدولة، وجميع منظمات المجتمع المدني، وشتى وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي.
ونوقن صورة المساهمة البناءة الفاعلة التي تقوم بها القوى الناعمة المصرية، ويأتي في مقدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وخير شاهد على ذلك أن الدولة المصرية تصدرت قائمة أكثر 10 دول أفريقية ذات التأثير الأكبر من حيث القوة الناعمة في العالم للعام الجاري، وفقًا لمؤشر القوة الناعمة العالمي الصادر عن شركة الاستشارات العالمية "براند فاينانس".
ونعي أن سر تأثير القوة الناعمة وقدرتها على التأثير والاقناع وتشكيل الوعي والمشاركة في البناء يقوم على مقومات رئيسة يأتي في مقدمتها حفاظ أدواتها على المهنية وما يرتبط بها من ميثاق ومبادئ معلنة، والتي تتمخض مجملها من قيم المجتمع النبيلة، ومن ثم يتسق المحتوى الذي يقدم مع خصائص المجتمعات عبر أدوات القوة الناعمة.
وهذا يجعلنا نفخر بما نمتلك من قوى ناعمة أبرزت مكانة مصر المميزة وتأثيرها الإيجابي وسمعتها الطيبة بين الدول، كما يؤكد على أن قوتنا الناعمة والتي منها إعلامنا الرصين بمتنوعه وانضباطه، وما يقدمه من محتوى هادف، يساهم قطعًا في بناء الإنسان؛ فتحرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أحد أدوات القوة الناعمة على فلترة أو تنقية المحتوى الإعلامي المقدم عبر قنواتها ومنابرها، بما يحقق الغاية الرئيسة منه، والتي تكمن في إيصال قيمة وسلوك صحيح وتأصيل مغزى ثقافي وتعضيد فكرة تعزيز الهوية وصناعة سياج واقي من صور الغزو الثقافي الذي يستهدف إفراغ بوتقة المجتمع من المنظومة الأخلاقية الحميدة واستبدالها بعادات وتقاليد تمحو ملامح الطبيعة الإنسانية السوية وتحولها إلى الطبيعة الشهوانية التي تسعى وراء الغريزة دون التقيد بالأطر المجتمعية المحافظة التي تتمسك بعقيدتها وقيمها.
وندرك أن للإعلام المصري له دور مؤثر على المحيط العربي والإقليمي والعالمي؛ باعتباره أداة فاعلة في تشكيل الوعي الجماهيري، كما ندرك أن قوتنا الناعمة شريك رئيس في تحقيق غاية بناء الإنسان، وتعمل بكل طاقتها على غرس متنوع القيم الأخلاقية والإنسانية؛ فهناك الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تحرص على دحر صور المادة الإعلامية التي من شأنها تعمل على تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو المفاهيم التي تعزز التعايش السلمي والنهضة الحضارية، وتساعد في نشر التراث الوطني والتعريف بجوانبه ومكونه وبآليات صنع المعرفة ليتوافر لدينا ما نستطيع أن نتبادله مع الآخر بصورة مفيدة يبقى أثرها مدى الحياة.
وتوسم القوة الناعمة المصرية بأنها ذات شيوع على المستوى المحلي والعالمي؛ فهناك مسلسل الإمام الشافعي، تلك الشخصية المصرية المجددة، والتي تعد من رموز التغيير والتجديد في الإفتاء والمراجعات الفقهية، الذي أضحى أيقونة لأهل مصر؛ ونظرًا لقناعة الكثير من الدول بأهمية التجديد وتبنى فكر التغيير في الرأي الذي نادت به الدولة المصرية؛ فقد كان لهذا المسلسل الأثر البالغ حيث تم عرضه كمعلم رمضاني في دول جنوب شرق آسيا، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على نجاح الدراما المصرية في اختياراتها الفنية التاريخية منها والحديثة، وعلى براعة المتحدة في إخراج متلون الأعمال ذات الريادة والتفرد والتأثير.
لقد شاهدنا ما قامت به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من جهود مضنية وتنظيمات رائعة ساعدت في إخراج فعاليات مهرجان العملين الجديدة في صورة أبهرت العالم كله؛ حيث ساهم ذلك في جذب الأنظار نحو بلادنا الآمنة؛ فاستضاف أصحاب القوة الناعمة من الفنانين والمبدعين وأصحاب الرسالة، ورجال الأعمال ورواده والمستثمرين؛ ليستمتعوا جمال وسحر المدينة التي أبهرت الجميع بالمستويات الفنية الراقية، فضمت ما يقدر بــ (108) جنسية من جنسيات العالم.
وجميعنا لاحظ أن مدينة العلمين الجديدة تلك المدينة البكر استطاعت من خلال أدوات القوة الناعمة التي قدمت أنواع الفنون الجاذبة للعديد من الأطياف، ناهيك عمن يتطلعون لإبرام اتفاقيات الاستثمار المباشر في ربوع وطننا، عندما وجدوا على أرض الواقع أن مقومات الاستثمار أضحت متوافرة، كما استكشفوا الكثير من الفرص، ورصدوا بأم أعينهم حجم المكاسب التي حققتها الاستثمارات التي نفذت بالفعل على أرض العلمين الجديدة؛ فالمعادلة حتمًا بالنسبة لهم قد تغيرت بصورة إيجابية، فأزداد الإقبال والتسويق المباشر وغير المباشر، وعليه تصبح المهرجانات التي تقدمها القوة الناعمة المصرية جاذبة للاستثمار في ربوع مصرنا الحبيبة.
وباعتبار أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أحد أدوات القوة الناعمة في مصر؛ لذا تعمل بصورة متصلة ومتواصلة على تقديم محتوى هادف ودراما متنوعة عابرة للحدود يساعد قطعًا في بناء وتشكيل وعي الأفراد تشكيلًا سليمًا يحقق لهم الحماية اللازمة من الأفكار المستوردة المغرضة الهدامة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ ما يتمخض عن الدراما يعزز السلوك المجتمعي الحميد ويحث على التمسك به؛ حيث يعمل على إكساب الفرد خبراتٍ مليئةٍ بالمعرفة والممارسة، تزيد من فاعليته وتكيفه مع مجتمعه.
وما يميز المتحدة المحتوى الهادف الذي يحرص على مشاهدته والاهتمام به ومتابعته جميع الفئات العمرية، داخل القطر المصري وخارجه، ومن ثم يصبح بمثابة أداةٍ فاعلةٍ تؤدي دورًا تربويًا ومجتمعيًا على المستويين المحلي والدولي، كما أن عناصر التشويق متعددةٌ؛ إذ ترتبط ارتباطًا فاعلًا ووثيقًا بالواقع المعاش، وبدون شكٍ تحمل تنوعات الدراما هموم الوطن ما يمر به من تحدياتٍ ومشكلاتٍ وأزماتٍ وممارساتٍ متباينةٍ ما بين مقبولةٍ وغير مقبولةٍ، ومن خلال تلك المعالجة العميقة يستطيع الفرد أن يستقرئ أو يستنتج أو يستنبط أو يستبصر القيمة المستهدفة، ومن ثم يعمل على تعديل أفكاره وممارساته التي تتعارض أو تتباين مع القيم النبيلة، وهذا يُعد فكرًا استراتيجيًا لتعديل السلوك والعمل على ضبطه.
والغايات العابرة للحدود بدت جليه من خلال ما قدمته أبرز أدوات القوة الناعمة، متمثلة في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تسهم بجهودها المتواصلة في بناء الإنسان؛ فتشمل في طياتها غاية تربوية مصبوغة بفن راقي يؤثر في وجدان المتلقي ويمده بالخبرة الناجعة، وفي ضوء ذلك نرصد تغيرًا فكريًا قائمًا على نمو مفاهيمي عميق تجاه كثير من القضايا العامة منها والنوعية والتي تلامس حياة الإنسان في ثيابها الاجتماعي والنفسي والعلمي والعضوي، وهذا يؤكد أن المتحدة للخدمات الإعلامية تساعد في كمال صورة الإعداد وإخراجها وفق مستهدفات التنشئة السوية للفرد؛ فيصبح البناء قوي يجابهه شتى محاولات النيل من الشخصية المصرية التي تتمتع بموفور النسق القيمي والخلقي النبيل.
وما يبث من محتوى إعلامي متنوع في صوره المختلفة عبر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يساعد في بناء الخبرات التي تعكس صورة الاتجاهات القائمة على جملة القناعات، المشكلة لسياج المعتقدات الفكرية منها والنفسية والاجتماعية والدينية، وهذا يشير إلى خطورة وقوة تأثير القوة الناعمة والرسالة الإعلامية التي تقدمها على الفرد والمجتمع، ويؤكد على الإعلام المصري يؤدي دورًا بارزًا في مواكبة حالة التغير الاجتماعي المستمرة؛ حيث يرسخ للعادات والتقاليد الأصيلة، ومن ثم يقوي من المنظومة القيمية التي يؤمن بها المجتمع ويتبناها، ويحافظ عليها ويدافع عنها، ويسخر العديد من المقومات لحمياتها.
لقد غيرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية منهجية الإعلام المصري؛ حيث تمسكها المتين بميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني؛ فعبر إعلامها العابر للحدود تقدم المواد الإعلامية التي تقوم فلسفته على تنمية الذات والثقة بالنفس، كما تؤكد المواد الإعلامية على تنمية قيم الولاء والانتماء لتراب الأوطان، من خلال الحرص على إيصال المفاهيم المنسدلة من القيم السامية والمبادئ الراسخة؛ فهذا يعين الفرد على أن يواجه متنوع القضايا والمشكلات بصبر وثبات ومقدرة على إيجاد حلول إجرائية وفق ما تنادي به المنهجية العلمية والفكر المستنير، مع التمسك بشتى القيم النبيلة من صدق وأمانة وإذعان للحق والفضيلة وتجنب صور الرزيلة التي تفت عضد العزيمة وتقتل الهمة وتدهر الطاقات.
ونثمن ما تقدمه القوة الناعمة المصرية من عناية خاصة بشباب الأمة المصرية ليقوي في وجدانها المواطنة الصحيحة؛ فنحن نرصد مراعاة الإعلام الوطني المصري للذوق العام وصورة المحاسبية الفورية لمن يخرج عن السياق المهني؛ فمجتمعنا قادر على فرز الغث من الثمين ولا يترك شاردة ولا واردة إلا وكان الرأي العام لها بالمرصاد.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة