قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي اليوم الأربعاء، إن السبيل الوحيد نحو خفض التصعيد في المنطقة هو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم.
وأضاف الصفدي -في تصريحات خاصة لتليفزيون "سي إن إن" الأمريكي- أن الوضع بالمنطقة شديد الخطورة عقب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إذ تصاعدت التوترات بشكل واضح وباتت مخاطر انزلاق المنطقة في حرب إقليمية أمرا حقيقيا وهو ما يجب على الجميع أن يدركه، مشددا على أن الخطوة الأولى والأهم نحو وقف التصعيد هي حل سببه الأساسي وهو العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وأكد الصفدي أن محادثات وقف إطلاق النار معقدة خاصة بعد اغتيال المفاوض الرئيسي في جانب حماس، وهو ما يدينه الأردن باعتباره جريمة ويراه انتهاكا للقانون الدولي، مشددا على أن المنطقة أمام مفترق طرق بين الانزلاق في فوضى الحرب أو إنقاذها من دمار الحرب الشاملة، مشددا على أن الحل هو إنهاء العدوان ومنع الحكومة المتطرفة في إسرائيل من الاستمرار في التصعيد وإجبارها على احترام القانون الإنساني الدولي.
كما شدد الصفدي على أهمية التوصل لوقف إطلاق النار لوقف التصعيد وحماية المنطقة من الأجندة التي قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستمر في دفعها في كل مرة يقترب التوصل لاتفاق، بالإضافة إلى استمراره في تغيير بنود الاتفاق، مضيفا أنه "لا يمكن أن يقيدنا نتنياهو بما يرغب بقبوله أو السماح به".
وحول احتمال تعقد المفاوضات بعد تعيين يحى السنوار رئيسا للحركة خلفا لهنية، أكد الصفدي أن الموقف معقد من الأساس نظرا لاستمرار الحرب على غزة منذ 10 أشهر بما خلفته من دمار يفوق الوصف، مشيرا إلى أن الجميع يدعم جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم، وأنه ما دامت الرغبة متوفرة لتحقيقه فسيمكن ذلك، مشددا على أن التحدي الحقيقي هو استمرار إسرائيل في اتخاذ خطوات تعقد الموقف كلما اقترب التوصل لاتفاق، بما في ذلك خطوة اغتيال هنية في خضم جولة المفاوضات التي قالت أمريكا ومصر وقطر "إنها تحقق تقدما فإذ بإسرائيل تغتال المفاوض الرئيسي وتدمر العملية بأكملها وتستمر في حربها على غزة".
وتابع الصفدي:" إيران تعتقد أنها تعرضت لخطأ كبير وأن لها حق الرد"، مضيفا "أن ما يجب فعله هو حث الجميع على التصرف بمسؤولية ومنع انزلاق المنطقة في الفوضى، ومحاولة خلق ظروف يمكن خلالها أن يرى الجميع القيمة الكبرى لخفض التصعيد والمتمثلة في إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة والتوصل لوقف إطلاق نار دائم".
وبشأن موقف الأردن إذا وقعت مواجهة بين إسرائيل وإيران مجددا، أكد الصفدي أن الأردن غاضب من استمرار المذابح بحق الفلسطينيين في غزة ومن التدابير التي تدمر فرص تحقيق السلام بالضفة الغربية، إلا أن رسالته كانت واضحة لإيران وإسرائيل ومفادها أن الأردن لن يكون ساحة حرب لأي طرف، ولن يسمح بانتهاك مجاله الجوي.
وشدد الصفدي على أن مسؤولية الأردن تجاه مواطنيه تقتضي حماية سيادة البلاد وأمن المواطنين وعدم تعريضهم لخطر سقوط مقذوفات على أراضيه، مضيفا أن المواجهة تؤدي لمزيد من التدمير والأذى ولن تنهي الاحتلال ولن تنهي المواجهة بين إيران وإسرائيل.
وأكد وزير الخارجية الأردني أن رسالة بلاده للعالم أجمع هي أنه يكفي القتل والدمار الذي حدث في غزة، وأن الطريق الوحيد للأمام هو تحقيق وقف إطلاق نار فوري يسهم في خفض التصعيد وينقذ المنطقة من المزيد من الصراع ويمهد الطريق لضمان عدم تكرار كل ماحدث منذ السابع من أكتوبر وإنهاء الاحتلال وتبني حل الدولتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة