تمر اليوم الذكرى الرابعة على انفجار ضخم في مرفأ بيروت يُلحق أضرارًا جسيمة في أرجاء بيروت، وسُمع دويه في الدول المجاورة للبنان، مخلفًا عشرات القتلى والمفقودين وآلاف الجرحى، ومئات الآلاف من النازحين، وذلك في 4 أغسطس عام 2020.
ويعد المرفأ، هو الميناء البحري الرئيسي في لبنان، وكان يشكل مركز التقاء للقارات الثلاث: أوروبا، آسيا، وأفريقيا، وهذا ما جعل منه ممرًا لعبور اساطيل السفن التجارية بين الشرق والغرب، وخلال السبعينيات من القرن العشرين كان مرفأ بيروت أهم محطة للتجارة الدولية مع الدول العربية المحيطة حتى تضرره في 4 أغسطس 2020 في حادث انفجار بيروت.
ووفقا لموقع "جمعية تراث بيروت" فإن تأسيس مرفأ بيروت يعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وقد ورد اسمه في رسائل تل العمارنة التي تشير إلى علاقات تجارية بين ملك بيروت الفينيقي وفرعون مصر، وفي العصر الروماني بني الامبراطور أغسطس قيصر سدين وبرجين وسلسلة حديدية لحمايته، ومنه انطلقت الحركة التجارية بين الشرق والغرب، وتابع ازدهاره مع الحقبات التاريخية اللاحقة، ثم تحول إلى مركزا للأسطول العربي وصناعة السفن الحربية في عهد الدولة الأيوبية.
ويوضح الموقع سالف الذكر، أنه خلال الحكم العثماني، بات المرفأ موقعا تجاريا وعكسريا في آن واحد، وقوى دوره مع حكم الأمير بشير الثاني لبيروت، والقرن التاسع عشر وبعد وصول حكم محمد علي إلى الشام، أنشأ منطقة حجر صحي في محلة الكرنتينا لحجر الوافدين 40 يوما خصوصا بعد تعاظم وباء الطاعون وغيره من الأمراض المعدية، لعدم انتشارها بين الموطنين.
ووفقا لكتاب "بيروت ودورها الجهادى منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العهد العثمانى" تأليف الدكتور حنان قرقوتى، فإن المرفأ ازدهر فى القرن الثامن عشر الميلادى، بفضل تجديده فى عهد الأمير ملحم الشهابى، وفى هذه المكانة الاقتصادية شملت أكثر من قطاع مما دفع التجار الأجانب لاسيما الفرنسيين منهم المقيمين فى عدة مدن ساحلية كصيدا أن يكتبوا إلى حكومتهم لإرسال بعض التجار والصناع إلى بيروت.
وأوضح الكتاب أن المرفأ جرى توسيعه فى عهد إبراهيم باشا، نجل الوالى محمد على باشا الكبير، أثناء حروبه ضد الدولة العثمانية، سنة 1830، ما جعله واحد من أكبر موانئ آسيا.
ويوضح كتاب "تاريخ لبنان الاجتماعي 1914 – 1926" تأليف مسعود ضاهر أن مرفأ بيروت فى بدايات القرن الماضى كان يقع فى الأساس تحت إدارة الانتداب الفرنسى الذى كان يعمل على تشجيع التجارة من مرفأ بيروت دون سواه، وبرزت فى هذه الفترة منافسة حقيقة مع مرفأ حيفا بالذات، بالتشجيع من الانتداب البريطانى، وفى الفترة اللاحقة تم النهوض العام بمرفأ بيروت وتوسيعه وتنشطيه، فأضحى مركزا للمنافسة بين طبقتين من الوسطاء، كبار التجار اللبنانيين والفلسطينيين من جهة، وبين رأسماليين استعماريين وانتدابين فرنسى وإنجليزى من جهة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة