أكرم القصاص

غزة.. سيناريوهات وتحولات الحرب والمواجهة بين طهران وتل أبيب

الأحد، 04 أغسطس 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة تأهب وطوارئ رفعتها كل الأطراف، الاحتلال الإسرائيلى، وإيران وحزب الله جنوب لبنان، وهناك ترقب لما قد تقوم به إيران وحزب الله والحوثيون فى مواجهة الاحتلال الذى يواصل قصف غزة والعدوان، الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت طائرات وسفنا حربية إلى الشرق الأوسط.

تمتد حالة الطوارئ فى واشنطن وتل أبيب انتظارا لرد إيران على اغتيال هنية بطهران، واستمرار تنفيذ اغتيالات لقيادات حزب الله، حيث تم اغتيال فؤاد شكر، رئيس أركان حزب الله، وبالأمس أعلن جيش الاحتلال اغتيال على نزيه عبد على، القيادى فى الجبهة الجنوبية لحزب الله اللبنانى، بواسطة مسيرة استهدفت سيارة فى منطقة بين وادى جيلو والبازورية، واحترقت.

اغتيال إسماعيل هنية فى طهران، وصفته إيران وحزب الله بأنه «تجاوز إسرائيلى للخطوط الحمراء»، وبالتالى فإن الرد الإيرانى المتوقع لا يمكن التنبؤ به، ما إذا كان على طريقة هجمات أبريل الماضى - بالمسيرات والصواريخ - أم أنه هجوم موسع يتم التجهيز له؟ وهو أمر يبدو من التصريحات والتهديدات الإيرانية وما تم إعلانه فى تليفزيون طهران من إذاعة أغانى الحرب والاستعداد لها، وتتفاوت التوقعات من قبل المحللين بأن الرد الإيرانى قد لا يختلف عن عملية أبريل الماضى، بينما يرى محللون آخرون أن الرد الإيرانى لا يمكن التنبؤ به، وأن الولايات المتحدة وإسرائيل تستعدان لمواجهة هجوم قد يكون أشد واوسع من هجمات أبريل الماضى.

توقعات اتساع الهجوم ترى أن اغتيال «هنية» على أرض طهران وتوالى الضربات الإسرائيلية، يمثلان إحراجا واسعا، وتظهر إيران فى صورة ضعيفة ومخترقة، وبالتالى يستلزم الرد بشكل يعيد لطهران هيبتها، خاصة أنها لم تدخل فى حرب واسعة منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية نهاية ثمانينيات القرن العشرين، وأن إيران اكتفت بإدارة الحرب والصراعات عن طريق وكلاء وليس بشكل مباشر.

من جانبه، نشر الحرس الثورى الإيرانى، بيانا عن طريقة اغتيال هنية، قال فيه إن عملية الاغتيال بقذيفة قصيرة المدى برأس حربى يزن 7 كيلوجرامات تقريبا من خارج حدود مبنى إقامة الضيف (هنية) وأدى إلى وقوع انفجار شديد، وكان الحرس ينفى الرواية التى نشرتها نيويورك تايمز عن عبوة زرعت مسبقا فى غرفة هنية، وفى بيانه جدد الحرس الثورى تهديده «أن الكيان الصهيونى سيتلقى العقاب الأليم والصعب فى الزمان والمكان المناسبين».

وفى حين أكدت إيران أن «الثأر لدماء الشهيد إسماعيل هنية» أمر حتمى، وسيعاقب الكيان الصهيونى عقابا شديدا على هذه المقامرة والجريمة الإرهابية»، فى المقابل أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون»، تعزيز التواجد العسكرى الأمريكى فى المنطقة، بسفن حربية وطائرات مقاتلة، وسفن مجهزة بأنظمة دفاع ضد الصواريخ الباليستية، فيما أكدت إسرائيل، أن جيشها بات فى حالة «تأهب قصوى».

وفى الوقت الذى انصرف فيه الاهتمام على توقعات وسيناريوهات الرد الإيرانى واصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة، حيث استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، فى قصف منازل فى خان يونس جنوب قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة فى غزة، ارتفاع حصيلة العدوان لنحو 40 ألف شهيد و92 ألف مصاب فى اليوم الـ303 من الحرب.

كل هذه التطورات تشير إلى أن نتنياهو يحتفى بالاغتيالات والعمليات النوعية، والمواجهة مع محور إيران، لكسب المزيد من الوقت لمستقبله السياسى، ويوظف أوراق الانتخابات الأمريكية لصالح مغامراته، ويروج بأنه يحارب على أكثر من جبهة، وهو ما يبرر مطالبه من الولايات المتحدة بالمزيد من السلاح وأنظمة الدفاع والدعم الاقتصادى، حتى يعوض الانهيار التام للاقتصاد الإسرائيلى، والتى يقدرها تقرير حديث بمئات المليارات، لكنه، يواصل الضغط للحصول عليها من الولايات المتحدة والغرب.

فى المقابل فإن المعسكر الإيرانى، يجهز لعمليات نوعية يثأر بها لعملية اغتيال هنية، فيما تستعد الفصائل الفلسطينية لرسم سيناريوهات التعامل السياسى والعسكرى ما بعد غياب هنية، خاصة أن الاغتيال مثّل تحولا عسكريا واستراتيجيا، ضمن تحولات كثيرة رسمتها الحرب القائمة منذ 7 أكتوبر، يحتاج تقييم نتائجها إلى وقت لمعرفة مكاسب وخسائر كل طرف، وما تسفر عنه الأوضاع ما بعد توقف إطلاق النار.


مقال أكرم القصاص بالعدد اليومي لليوم السابع

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة