في خضم العديد من القصص الإنسانية الملهمة التي تتجسد فيها قوة الإرادة والإصرار، تبرز قصة محسن ممدوح، الشاب الذي تحول من معاناة الفقد والإعاقة إلى رمز للأمل والطموح، بعد حادث مأساوي تسبب في فقدانه لساقه اليسرى، رفض محسن أن تكون هذه النهاية، بل جعلها بداية جديدة لطريق مليء بالتحديات، حيث أصر على تحقيق حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم محترف.
منذ سنوات طويلة، حمل محسن شغفه بكرة القدم في قلبه، وبدأ في ممارستها بمفرده، متكئًا على عكازه، لكنه لم يكن وحيدًا في رحلته فعائلته، وخاصة شقيقته التي كانت بمثابة الأم والأب له بعد وفاة والديه، كانت الداعم الأول له، محفزةً إياه على مواجهة الصعاب ومتابعة حلمه بتصميم لا يعرف التراجع، تمكن محسن من الانضمام إلى منتخب مصر لكرة القدم بساق واحدة، ولفت الأنظار بمهاراته الفريدة وعزيمته القوية.
ويحكي محسن عن رحلته الشاقة التي كانت تبدأ من الإسكندرية إلى القاهرة أسبوعيًا للتدريب مع الفريق، وكيف تحمل الصعوبات من أجل شغفه، مؤكدًا أن السعي يفتح أبوابًا لم تكن لتُفتح لولا الإصرار والعزيمة، وبالنسبة له، شقيقته كانت السند والدافع، حيث كانت تشجعه دائمًا على الاستمرار في ممارسة الرياضة، حتى بعد أن جرب يده في السباحة قبل أن يستقر على كرة القدم.
محسن اليوم يتطلع إلى مستقبل مشرق، ويحلم بالاحتراف في الخارج والمشاركة في بطولة باريس 2026، بعيدًا عن الإصابات، ويعتبر رسالته لكل الشباب، سواء من ذوي الهمم أو غيرهم، أن الإرادة والتحدي قادران على تحقيق ما يبدو مستحيلًا.
وعلى الرغم من كونه لاعب كرة قدم، إلا أن محسن لم يتوقف عن العمل لتأمين مستقبله، حيث عمل في العديد من المطاعم وقام بإنشاء مشروعه الخاص، وهو عربة لبيع "الفريسكا" و"بلح الشام" في الإسكندرية، مضيفا أن محمد صلاح يمثل قدوة له، مشيرًا إلى أنه ليس فقط نجمًا عالميًا، بل هو وجه مشرف لمصر في المحافل الدولية.
محسن لاعب منتخب مصر
.jpg "محسن-لاعب-منتخب-مصر-لكرة-القدم-(2)")
محسن لاعب منتخب مصر لكرة القدم
محسن لاعب منتخب مصر لكرة القدم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة