قاضى قضاة فلسطين: الوعى الديني لا يقتصر على معرفة العبادات والأخلاق

الأحد، 25 أغسطس 2024 09:13 م
قاضى قضاة فلسطين: الوعى الديني لا يقتصر على معرفة العبادات والأخلاق محمود الهباش
أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش أن الوعي الديني لا يقتصر على معرفة العبادات والأخلاق وإن كانت هاتان ركيزتان مع العقيدة والشريعة في بناء منظومة الإسلام لكن الوعي الديني هو الوعي بما يجب على الإنسان انطلاقاً من دينه تجاه حياته و تجاه نفسه وتجاه مجتمعه وتجاه بيته وتجاه أهله و تجاه الإنسانية كلها.


جاء ذلك خلال الجلسة العلمية الثالثة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الخامس والثلاثين الذي عقد اليوم الأحد ويختتم أعماله غدا الإثنين برئاسة الدكتور محمود صدقي الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، وتحدث فيها رمضان الصاوي نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الطلاب، ومحمد مصطفى العرجاوي الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وأحمد ربيع يوسف عميد كلية الدعوة سابقًا، والدكتورة زينب عبدالسلام أبو الفضل أستاذ الفقه بكلية الآداب جامعة طنطا، وفتحية إسماعيل محمد مشعل أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن جامعة الأزهر، والشيخ الدكتور بلال الحلاق الأمين العام لدار الفتوى بولاية كاليفورنيا، والأستاذ الدكتور محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، وبحضور الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف.


وأكد العلماء خلال الجلسة أن النصوص التكليفية لم تفرق بين الذكر والأنثى إلا ما كان متعلقًا بالطبيعة الخاصة لكل منهما، واذا كان النص لم يفرق فالعمل من المرأة لأجل هذا الدين يماثل عمل الرجل ولا يقل عنه في شيء، ولقد حرصت النساء منذ العصر الأول على تواجدهن في خدمة الدعوة والفقه الإسلامي، وبرزت نماذج من النساء في تحمل الفقه والاجتهاد فيه، والحديث وروايته والتفسير وعلومه.


وأشار العلماء إلى أن وجود المرأة في مصر في مراكز الوعظ والإفتاء وخدمة الدعوة أساس لخدمة الدعوة الإسلامية والبناء الفقهي، وأن وجود الفقيهات من النساء ممن تصدرن المشهد في التعليم الجامعي والدراسات العالية واللجان العلمية لترقيات الأساتذة دليل وثقة في المرأة وما تقوم به في خدمة الفقه الإسلامي.


وأكدوا أن قضية الوعي من القضايا التي شغلت أذهان المفكرين والفلاسفة منذ القدم؛ لأن الشخص الواعي بقضايا مجتمعه وواقعه هو الشخص الأكثر تأثيرًا في توجيه دفة الحياة إلى الأفضل بلا ريب، والوعي المعياريْ أو الأخلاقيّ يتطلب إعدادًا علميًّا وثقافيًّا عاليًا، ويؤثر تأثيرًا كبيرًا في إصدار أحكام قيمية معيارية صالحة للحكم على الأشياء، وغالبًا ما يرتبط هذا النوع من الوعي بالشعور بالمسئولية تجاه الآخرين، وبذلك تتشكل القاعدة المعرفية التي توجه حركة المجتمع عبر الوسائل الإدراكية من حسٍّ وعقلٍ وتجربةٍ ووجدان.


وأضاف العلماء خلال الجلسة الختامية لليوم الأول للمؤتمر أن بناء الوعي الديني في وقتنا الحاضر يعد ركيزة أساسية في وضع الأسس الصحيحة المستقيمة للثقافة الدينية، ليعرف النشء دينه وأسس التعامل المشترك بين الإنسانية قائما على التعاون ودفع المضار، ودفع الفكر المتطرف والأفكار المغالية التي تنحرف بالمجتمع عن وسطية الدين واعتداله، وأن للمرأة دورًا كبيرًا ومؤثرًا في تكوين الوعي الديني لدى الأبناء فكلما كانت الأم ذات ثقافة دينية وسطية كلما انعكس ذلك على الوعي الديني عند أبنائها وذلك من خلال التنشئة الأسرية المستقيمة لأبنائها وبناتها.


ووجه وزير الأوقاف الشكر لجميع العلماء المشاركين في المؤتمر وجلساته على اختلاف بلدانهم وأوطانهم العزيزة الذين أفادوا وأضافوا وعطروا الدنيا بكلماتهم ومداخلاتهم القيمة، وتلبيتهم للدعوة بالحضور.


ووجه وزير الأوقاف التحية لجميع الواعظات المعتمدات بوزارة الأوقاف اللاتي هن بنات الأوقاف، متمنيًا لهن السداد والتوفيق، مؤكدًا أن هذا المؤتمر هو هدية الأوقاف إليهن، دعمًا وتشجيعًا وإمدادًا لهن للقيام برسالتهن في إيصال الوحي الشريف للناس على أكمل وجه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة