د. محمد كمال يكتب.. متى تنتهى حرب غزة؟

الأحد، 25 أغسطس 2024 01:08 م
د. محمد كمال يكتب.. متى تنتهى حرب غزة؟ د. محمد كمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك أكثر من نظرية يمكن من خلالها تفسير استمرار حرب غزة، وتعثر مفاوضات الهدنة حتى الآن.

النظرية الأولى ترتبط باسم أستاذ العلاقات الدولية الأمريكى «ويليام زارتمان» وتقوم على فكرة أن أطراف النزاع تسعى لوقف الحرب وتلجأ للتسوية عندما تصل لحالة من «الجمود المرتبط بألم متبادل» بمعنى ألا يتحقق أى تقدم عسكرى فى ساحة القتال، وفى الوقت ذاته يشعر كل طرف بالتكلفة الكبيرة «الألم» الناتج عن استمرار القتال، لو طبقنا هذه الفكرة على إسرائيل سنجد أن حكومتها ترى أن العملية العسكرية لا تزال تحقق أهدافا، كما أنها لا تشعر بنفس درجة الألم التى يشعر بها الطرف الفلسطينى، وضغوط أسر الرهائن الإسرائيليين محدود، ولا توجد أى عقوبات أو تكلفة دولية على إسرائيل من استمرار الحرب، بل وشعبية نتنياهو تعود للازدياد.

النظرية الأخرى ترتبط بالمقولة الشهيرة للمفكر الاستراتيجى «كلاوزفيتز» وهى أن «الحرب امتداد للسياسة بأدوات أخرى» بمعنى أن الحرب لا تتعلق فقط بالعمليات العسكرية وتدمير الخصم، ولكن تقف وراء هذه العمليات أهداف سياسية.

ويبدو أن المرحلة الحالية من حرب غزة، أصبحت ترتبط بالأساس بتحقيق أهداف سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو والتيار اليمينى المتطرف فى حكومته.

هذه الحقيقة أصبحت واضحة جدا، وأحد مؤشراتها هو مطالبة قادة عسكريين فى الجيش الإسرائيلى بالتهدئة والسعى الجاد للوصول لوقف إطلاق النار، لأن الأهداف العسكرية الكبرى للحرب قد تحققت من وجهة نظرهم، ولم تعد حركة حماس مصدر التهديد العسكرى الذى كان.

ولكن فى المقابل فإن نتنياهو يرفض الإقرار بذلك، ويسعى لتحقيق عدد من الأهداف السياسية، لا تتعلق فقط باستمرار الحرب لاستمرار بقائه الشخصى فى الحكم وتجنب المساءلة عن هجمات 7 أكتوبر وقضايا الفساد التى يتهم بالتورط فيها، ولكن نتنياهو يؤمن بأن وقف إطلاق النار سيكون بداية للحديث عن الحل السياسى للقضية الفلسطينية، ووضع ملامح مسار لإنشاء دولة فلسطينية، وهو أمر يرفضه من الناحيه العقائدية، لذا يصر على استمرار احتلال أجزاء من غزة كأحد شروط التواصل لهدنة، بحيث تصبح قضية احتلال غزة والانسحاب منها، هى قضية التفاوض المستقبلية، وليس التفاوض حول إنشاء دولة فلسطينية، ويرتبط موقف اليمين المتطرف فى حكومة نتنياهو الذى يسعى لاستغلال حرب غزه لإشعال التوتر فى الضفة الغربية، وإخضاعها بالكامل للسيطرة الإسرائيلية.

ولا أستبعد أيضا أن يكون أحد أهداف نتنياهو السياسية، هو مساعدة المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية، بحرمان إدارة بايدن من تحقيق انتصار دبلوماسى بالتوصل لوقف إطلاق للنار فى غزة، يمكن أن يعزز فرص المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس، ولا يستبعد أن يكون هناك تفاهم بين نتنياهو وترامب على هذا الأمر، كعربون مودة يقدمه نتنياهو لترامب.

إذن الوقف الدائم للحرب فى غزة يرتبط بكل ما سبق، وكان الله فى عون من يقوم بالوساطة لتحقيق الهدنة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة