قصص أخطر الأوبئة حول العالم بعد انتشار جدرى القرود.. طاعون جعل الناس يرقصون حتى الموت.. والأنفلونزا الإسبانية قتلت 50 مليون شخص.. النساء صاحبات البشرة السمراء أكثر ضحايا العصور الوسطى

الأربعاء، 21 أغسطس 2024 09:00 م
قصص أخطر الأوبئة حول العالم بعد انتشار جدرى القرود.. طاعون جعل الناس يرقصون حتى الموت.. والأنفلونزا الإسبانية قتلت 50 مليون شخص.. النساء صاحبات البشرة السمراء أكثر ضحايا العصور الوسطى الطاعون
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الترقب والانتظار، تصيب العالم، بسبب ظهور مرض جدرى القرود خلال الفترة الماضية، وحذرت منظمة الصحة العالم من خلال وضع بعض الارشادات لتجنب الإصابة بالمرض، وخلال السطور التالية سوف نرصد حكايات قديمة الأوبئة  حول العالم.

الطاعون الذي جعل الناس يرقصون حتى الموت

في عام 1518، شهدت ستراسبورج أحد أكثر الأحداث غرابة وفتكًا في أوروبا في العصور الوسطى وباء الرقص.

بدأ كل شيء عندما خطت امرأة تدعى فراو تروفيا إلى الشوارع وبدأت في الرقص بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وسرعان ما تحول هذا الفعل الذي يبدو غير مؤذٍ إلى أزمة على مستوى المدينة.

في غضون أيام، انضم إليها العشرات من الأشخاص، ورقصوا في الشوارع حتى الإرهاق، وانتشرت الظاهرة بسرعة، حيث وقع ما يصل إلى 400 شخص في قبضتها في النهاية.


بدأ كمشهد غريب سرعان ما أصبح مميتًا، مع تقارير عن ما يصل إلى 15 حالة وفاة يوميًا بسبب الإرهاق ومضاعفات أخرى.


ومع تصاعد الموقف، سعى مجلس المدينة إلى الحصول على إجابات، ووصف الأطباء في العصور الوسطى حالة الراقصات بأنها "دم ساخن"، وهي حالة يُعتقد أنها تسبب الجنون من خلال ارتفاع درجة حرارة المخ وكان العلاج الموصوف هو المزيد من الرقص، والأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلة.


وتم جلب الموسيقيين لمنع حركة الراقصات، لكن هذه الاستراتيجية جاءت بنتائج عكسية، حيث اجتذبت المزيد من الناس إلى الشوارع.


وفي نهاية المطاف، لجأت المدينة إلى الحلول الدينية، ونسبت الطاعون إلى لعنة، فنظمت حجًا جماعيًا إلى ضريح مخصص للقديس فيتوس، المعروف بقدرته على شفاء الأطراف المرتعشة.


وهناك، تم منح الأفراد المصابين أشياء مقدسة، وهو ما بدا أنه أنهى الحلقة الغريبة في النهاية، وفي حين تشير النظريات الحديثة إلى أن الهستيريا الجماعية هي السبب المحتمل، فإن الأصول الحقيقية لهذه الرقصة القاتلة تظل لغزًا.
 

طاعون قلص أعدد البشر خلال العصر الحجرى

كان تفشي الطاعون المعروف باسم الموت الأسود أحد أكثر الأحداث المروعة التي أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة في تاريخ البشرية، حيث قتل ما يصل إلى ثلث سكان أوروبا في القرن الرابع عشر ووفقًا لدراسة جديدة أصدرها فريق من الباحثين من الدنمارك والسويد، فهذه ليست المرة الأولى التي ينتشر فيها الطاعون الأسود في الريف الأوروبي مسببًا خسائر فادحة في الأرواح.

وبناء على تحليل عينات الحمض النووى المستردة من الهياكل العظمية التي دُفنت منذ حوالي 5000 عام في الدول الاسكندنافية، قرر خبراء الجينات من جامعة كوبنهاجن وجامعة جوتنبرج في السويد أن الطاعون كان شائعًا في المنطقة في ذلك الوقت.


كان هناك انهيار سكاني في العصر الحجري الحديث في شمال غرب أوروبا بين عامي 5300 و4900، ويعتقد الباحثون المشاركون في الدراسة الجديدة أنهم ربما وجدوا التفسير.


وفي حين اقترح علماء آخرون أن المرض ربما لعب دوراً في ذلك التراجع السريع والمطول في عدد سكان العصر الحجري الحديث ، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم أدلة حقيقية لدعم هذه النظرية.
ولأغراض هذه الدراسة الجديدة، جمع الباحثون في علم الوراثة من الدنمارك والسويد بيانات الحمض النووي من 108 أفراد عاشوا حوالي عام 3000 قبل الميلاد على الأراضي الاسكندنافية.


وقد دُفن أغلب هؤلاء الأشخاص في قبور حجرية ضخمة عُثر عليها في مواقع مختلفة في السويد، ولكن تم انتشال البعض منهم من مقابر حجرية حُفرت بالقرب من ستيفنز في الدنمارك.


وفي تحليلهم لهذه المادة الجينية التي تم استخراجها من العظام والأسنان، تمكن العلماء من العثور على معلومات حول أصول هؤلاء الأشخاص، وبنيتهم الاجتماعية، ومدى تعرضهم لأنواع معينة من مسببات الأمراض، بما في ذلك تلك المرتبطة بالطاعون.


البكتيريا المعروفة باسم يرسينيا بيستيس هي العامل المسؤول عن التسبب في الطاعون لدى البشر، ويمكن أن تترك وراءها آثارًا طويلة الأمد لدى الأشخاص الذين تصيبهم، مما يدل على أن تفشي الطاعون حدث بالفعل في الدول الاسكندنافية القديمة.

النساء صاحبات البشرة السمراء أكثر ضحايا الطاعون فى العصور الوسطى


عندما اجتاح وباء الموت الأسود أو الطاعون الدبلي لندن بين خريف عام 1348 وربيع عام 1350، ربما يكون قد قضى على ما يصل إلى نصف سكان المدينة، وبينما جاء ضحايا هذه الحالة المخيفة من كل الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والعرقية، فقد كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من إنجلترا والولايات المتحدة أن النساء صاحبات البشرة السمراء من أصل أفريقي يمتن بسبب الطاعون بمعدل أعلى من أي مجموعة أخرى. 


تضمنت هذه الدراسة المثيرة للاهتمام، التي قادتها الدكتورة ريبيكا ريدفيرن، أمينة علم العظام البشرية بمتحف لندن، تحليلًا تفصيليًا لـ 145 من ضحايا الطاعون الذين تم استخراج رفاتهم من ثلاث مقابر في لندن: مقبرة الطاعون الطارئة في إيست سميثفيلد، بالإضافة إلى أماكن الدفن في سانت لويس وكنائس ماري جريس وسانت ماري سبيتال ومن خلال فحص عظام وأسنان هؤلاء الأفراد البائسين، واكتشفت أن عدد سكان لندن الأفارقة في هذه المقابر كان غير متناسب مع النسب المئوية للأشخاص من أصل أفريقي الذين يعيشون في المدينة في ذلك الوقت.

وكانت النساء صاحبات البشرة السمراء ممثلات بشكل خاص بشكل زائد ضمن الضحايا، مما يكشف عن تعرضهم للوفاة بالطاعون بشكل لا مثيل له من قبل أي مجموعة أخرى.

كما كشفت الدراسة تتبع تأثير الفوارق العرقية على التعرض للموت الأسود، الوباء المروع الذي كان مسؤولاً عن وفاة ما بين 30 و50 %من سكان أوروبا بين عامي 1347 و1351.

وبناءً على النتائج التي توصلوا إليها، خلص الباحثون إلى أن ارتفاع معدلات الوفيات بين الأشخاص الملونين فى ذلك الزمان والمكان يدل على "الآثار المدمرة" لـ "العنصرية الهيكلية ما قبل الحداثة" فى عالم العصور الوسطى.

وبالنظر إلى الافتراض المعقول بأن الظروف المعيشية السيئة ومناخ التمييز ساهما في تعرض النساء صاحبات البشرة السمراء للطاعون، إحدى العلامات الواضحة للتفاوت الاقتصادي وتدني الوضع الاجتماعي هي عدم الاحترام في الطريقة التي يتم بها التخلص من جثث ضحايا الطاعون الأسود.

الإنفلونزا الإسبانية أخطر وباء ظهر بالعالم

في عام 1918 تسببت سلالة من الإنفلونزا المعروفة باسم الإنفلونزا الإسبانية في حدوث وباء عالمي، وانتشرت بسرعة وقتلت أعدادًا كبيرة من الأشخاص، حيث أصيب كل من الشباب والكبار والمرضى والأشخاص الأصحاء بالعدوى، وتوفى ما لا يقل عن 10٪ من المرضى.

كان الأطباء فى حيرة بشأن ما ينصحون به المرضى، ولكنهم حثوا العديد من الأطباء الناس على تجنب الأماكن المزدحمة واقترح آخرون علاجات شملت تناول القرفة، وشرب النبيذ أو حتى شرب شوربة اللحم.


وبحلول ربيع عام 1919 كانت أعداد الوفيات بسبب الإنفلونزا الإسبانية في تناقص، وقد تركت البلدان مدمرة فى أعقاب تفشي المرض، حيث لم يتمكن المهنيون الطبيون من وقف انتشار المرض، ويشرح كتاب نانسي بريستو "الجائحة الأمريكية: عوالم وباء الأنفلونزا المفقودة لعام 1918" أن الفيروس أصاب ما يصل إلى 500 مليون شخص حول العالم، وكان هذا يمثل ثلث سكان العالم، أي توفى ما يصل إلى 50 مليون شخص من الفيروس، على الرغم من أن الرقم الحقيقي يعتقد أنه أعلى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة