على بابه الخارجي يلقى السلام وفي الداخل يزرف المحبين الدموع وتوزع الورود وترش العطور عند زيارة مقام عبد الرحيم القنائي، ولي قنا الذى يقبل عليه الآلاف أسبوعيا للصلاة داخل المسجد وزيارة المقام، وهو من أكبر مقامات المحافظة المفتوح للزائرين، حيث يأتي الأشخاص محملين بالزيارة ويقومون بتوزيعها على المتواجدين بساحة المسجد.
وعلى بعد أمتار من ساحته يتواجد المسجد والمقام وهما قبلة الزوار في محافظه قنا، كما يعد أكبر مساجد المحافظة يحتضن المريدين من داخل مصر وخارجها ويتردد الآلاف عليه، لا سيما في مولده الذي يقام لعدة أيام بمظاهر مختلفة بالقرب من المسجد مع عادة كانت قديما وهي خروج الثوب والمرور في شوارع المدينة.
وضريح القنائي عبارة عن غرفة كبيرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على رقبة تقوم على دلايات قصيرة في أركان المربع. وخلف الإيوان الغربي توجد دورة المياه، أما المسجد يقع في الجهة الجنوبية وهو مرتفع إذ يصعد إليه بـ6 درجات وتتقدمه مظلة ذات أعمدة، وفي الركن الجنوبي الشرقي للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالي.
وتبلغ مساحة المسجد من الداخل 1250 مترا مربعا، ومع التوسعات التى دخلت بلغت المساحة التى يتم الصلاة بها 2058 مترا مربعا، شاملة المسجد والصحن الخارجى، فيما تبلغ المساحة الكلية للمسجد 12، 259 مترا بما يعادل 3 أفدنة تقريبا.
وولد سيدى عبد الرحيم القنائي، في قرية ترغاي التابعة لمدينة سبته التي تقع في إقليم غمارة في المغرب سنة 521 هجرية/ 1127 ميلادية، وكان اسمه أسدًا وغير اسمه في مصر إلي عبد الرحيم، وولد من أبوين كريمين ينتهي نسبهما إلي سيدنا الحسين، وأمه السيدة الشريفة سكينة بنت أحمد بن حمزة الحراني، وهي من بني حمزة الذين كانوا نقباء الشام وشيوخه وكانوا من ذوي العلم.
والتقى القنائي بالشيخ مجد الدين القشيري القادم من مدينة قوص، عاصمة صعيد مصر، ومنارتها في هذا الوقت، منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، فتصادقان وحاول القشيري أن يقنع عبد الرحيم بأن يستقر في مصر، ووافق عبد الرحيم علي الرحيل إلى مصر بصحبة القشيري، الذي كان إماما للمسجد العمري بقوص، وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه، وذلك في عهد الخليفة العاضد لدين الله، آخر خلفاء الدولة الفاطمية.
ووجد عبد الرحيم القنائي، مكان أبيه شاغرا لم يقدم أحد على شغله لمعرفة مكانة الشيخ وإن ليس فيهم من يستحق هذه المكانة واجتمع علماء ترغاى واصروا على احلال السيد عبد الرحيم مكان أبيه، فكان لهم ما طلبوا، وفي أول درس يلقيه الشيخ تكدس الناس لما بدا لهم من غزارة علم السيد عبد الرحيم الشيخ الصغير ذو العشرين عاما وذاع صيته وتوافدت عليه الناس من البلاد المجاورة للقائه.
.jpg)
مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي (1)
.jpg)
مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي (2)
.jpg)
مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي (3)
.jpg)
مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي (4)