وليد نجا

إشكالية البيروقراطية وصغار الموظفين

الثلاثاء، 13 أغسطس 2024 02:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتميز جمهورية مصر العربية بأنها دولة من دول حضارات العالم القديم، ومنذ كتابة التاريخ الإنساني ومصر تمتلك نظما إدارية حديثة، ولنا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام مثال يحتذى به، سواء في حكمه لمصر وإدارته عليه السلام لسنوات القحط، وفق نظم إدارية منضبطة لا مثيل لها في ذلك العصر، ولنا في قصة دخول أخوته مصر ورؤيتهم  للجيش المصري المتمثل في حرس حدود، وكيفية تنظيم الدخول لمصر، والتسجيل في سجلات، وهذا لم يكن موجودا في معظم البلدان.. وهذا يدل على التطور الرهيب في النظم الإدارية في مصر.

ومع مرور الحقب الزمنية وتعرض مصر للاحتلال حدث اضطراب في النظم الإدارية، وعدم تحديث وتطوير، ونتيجة عدة عوامل متداخلة حدثت البيروقراطية وتضاربت الاختصاصات، وعلى مدار الحكومات المتعاقبة كان هناك محاولات حكومية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني لتطوير وتحديث مؤسسات الدولة، ووضعت حزمة من التشريعات للقضاء على البيروقراطية وتشجيع الاستثمار والقطاع الخاص، وذلك أمر حتمي تفرضه ظروف المرحلة

فالعالم يعيش حالة من عدم الاستقرار تشبه الحالة التي سبقت الحرب العالمية الثانية فالصراعات وعدم الاستقرار سمة أساسية في حقبتنا الزمنية الحالية في كل قارات العالم بلا استثناء. ومع طغيان العولمة وضعف الدولة القومية ووجود تنظيمات مسلحة تشارك الجيوش الوطنية دورها في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا.

وفي ظل وجود حكومة متطرفة في إسرائيل تعمل على نشر ثقافة القتل والتهجير وتشن غارات وعمليات قتل ممنهجة في كل من لبنان وسوريا وفلسطين واليمن، ولم يبق في المنطقة غير مصر المحروسة بفضل الله تعالى وحكمة قيادتها السياسية، وتضحيات شعبها العظيم وجيشها العظيم وشرطتها الباسلة واحة من الأمن والأمان.

وبعد ثورة 30 يونيو اختارت القيادة السياسية فرض الأمن بالتنمية ووضعت خطط طموحة ومشروعات لم نكن نحلم بها جميعا ويعود الفضل فيها للدولة وللرئيس والحكومة..

فحتى سنوات قليلة لم أكن أحلم مثلي مثل كل المصريين أن يتم تطوير الريف في ربوع مصر، وعلى سبيل المثال لم أكن أحلم أن يكون في قريتي إبيار كفر الزيات غربية غاز طبيعي، رغم أننا قرية نموذجية بفضل الله تعالى، وبفضل مشروع حياة كريمة الذي أطلقه الرئيس السيسى تم توصيل الغاز وتغير مواسير مياه الشرب، والعديد من المشاريع التنموية الهائلة في كافة ربوع مصر وفق المخطط العام للمشروع.

ورغم الأزمات العالمية المتلاحقة نجد مصر بفضل الله تعالى تسير بخطوت ثابتة نحو التنمية المستدامة ومع تجديد الثقة  لحكومة الدكتور مصطفى مدبولي الثانية، ومع التغيرات الكبيرة في تشكيل الحكومة وواكب ذلك حركة محافظين هي الأكبر في مصر، نجد أن هناك تطورا إيجابيا وسريعا ومتلاحقا، وهناك مواجهة حقيقة للمشكلات مع سرعة كبيرة وتطوير  مؤسسي وإداري للجهاز الحكومي، وهناك توجه نحو تطوير كافة الوزرات وعلى رأسها وزارة الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، ووزارة الصناعة لتوطين الصناعات وتوفير العملة الصعبة والقضاء على التضخم. وقد أصدر الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة قرارا بعدم إغلاق أي منشأة صناعية بدون موافقة الوزير ورئيس الحكومة، وعدم التفتيش على المنشآت الصناعية بدون لجنة شاملة برئاسة هيئة التنمية الصناعية  للقضاء على البيروقراطية من جمهورية صغار الموظفين وتلك القرارات جاءت بعد جولات للوزير َ ولقاءاته مع المستثمرين ورجال الأعمال بعد أن وجد أن هناك إمبراطورية لصغار الموظفين في كافة مؤسسات الدولة.


وقد عبر الدكتور مصطفى مدبولي عن ذلك في مؤتمر صفحي أفاد فيه بالتبيه على الوزراء والمسؤلين بالمتابعة المستمرة للقرارات الصادرة  منهم لتطوير الاداء الحكومي فلابد من المتابعة المستمرة للقرارات، وصولا إلى متابعة تنفذيها من صغار الموظفين وتلك تعليمات من القيادة السياسية بتطوير العمل الإداري وتذليل الصعوبات والمعوقات وتعديل التشريعات.


وقد كلف رئيس الوزراء بملف تحديث النظم الإدارية في الدولة، فهناك العديد من المشروعات الجديدة التي كانت متوقفة من صغار الموظفين، وقد بدأت عجلة العمل.


وأجمل مالفت نظري في حديث رئيس الوزراء أن التحديث والتعديل غير مرتبط بشخص المسؤل، ولكنه عمل مؤسسي يتم تطبيقه في كافة المؤسسات.

وفي الختام أن القضاء على البيروقراطية والتفسير الخاطئ للقوانيين من بعض صغار الموظفين يحتاج إلى جهد كبير ومتابعة من الوزراء والمحافظين وكافة الدرجات، مع ضرورة الإسراع في إصدار التشريعات ووضع اللوائح الجديدة التي تواكب التطور التكنولوجي حتي يتحقق حلم جميع المصريين في تنفيذ الخطة الطموحة لمصر 2030.


إن العمل والاجتهاد دون ضجيج وفي صمت يضع بذرة الأمل ويرويها المصريون بالصبر والتحمل والتضحية وحب الوطن، لتطرح تلك المشروعات ثمرتها التي تبشر بمستقبل مزدهر في ظل القيادة السياسية الحكيمة التي تدير الوطن في حقبة زمنية مضطربة، وفي ظل تحديات غير مسبوقة ليبقي الوطن واحة أمن وأمان في إقليم مضطرب.. حفظ الله تعالي مصر حفظ وشعيها وجيشها ومؤسساتها وقيادتها السياسية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة