يوجد داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، العديد من الطوائف الدينية وحركات أخرى للأديان المنتشرة وهي اليهودية والإسلام والمسيحية، ويسمح القانون الإسرائيلي بالاعتراف بطوائف دينية أخرى، طالما تُقدّم إثباتات لذلك وأن الأمر يوفي بالشروط والمتطلبات التي تحددت من قبل محكمة العدل العليا بالموضوع.
تعرف إسرائيل في القانون المعتمد لديها بأنها دولة يهودية وديموقراطية إلا أنها تضم منتسبين لأديان متنوعة، تيارات وثقافات عديدة، وتبقى علاقة الدين والدولة في إسرائيل مبنية على اتفاقيات التي تم الاتفاق عليها قبل قيام الكيان المحتل، ومعرفة بأنها الوضع الراهن، وهو مصطلح صُمم لحل صراعات بين أبناء الطوائف المختلفة في إسرائيل، وكذلك بين نفس الديانة التي تتبع لتيارات مختلفة مثل العلمانيين مقابل المتدينين.
تقسيم الطوائف الدينية في إسرائيل
في إسرائيل هناك العديد من الديانات والتيارات بحسب مكتب الإحصائيات المركزية حيث يمثل حوالي 74% من سكان الكيان المحتل الطائفة اليهودية. حوالي 21% تابعين للدين الإسلامي، حوالي 2% من سكان إسرائيل هم مسيحيين، حوالي 1.5% دروز والبقية يتم تعريفهم كعديمي الدين أو من أبناء طوائف دينية أخرى.
وداخل هذا التقسيم، يوجد تقسيم داخلي للطوائف الدينية المبنية على تيارات مختلفة من اليهودية، الإسلام والمسيحية، والتي تم الاعتراف بها قبل قيام إسرائيل، وفي هذا التشريع تم الاعتراف بتيارات من المسيحية مثل الطائفة السورية (الكاثوليكية)، الطائفة الشرقية (الأرثوذكسية) وتلي ذلك الكنيسة البروتستانتية، على أثر أمر الذي أدى إلى تعديل القانون من سنة 1970.
إلى جانب التقسيم المذكور، داخل التقسيم لتيارات أخرى، هناك عدد من الديانات الأخرى في إسرائيل منها الديانة السامرية "التي تعد بضعة مئات من المستوطنين)، الديانة الأحمدية "التي تعد حوالي ألف شخص"، البروتوستانت واليهود المسيحيين "تيار يتبعه حوالي 10 آلاف مستوطن إسرائيلي"، بالإضافة لذلك، هناك تيارات دينية أخرى، والتي يتبعها مثلا جزء من مجموعة العمال الغرباء في إسرائيل مثل البوذية والهندوسية، وحركات دينية مثل الساينتولوجيا.
يوجد مسار معقد في إسرائيل للاعتراف بأي طائفة دينية، بحث يتم تقديم طلب للاعتراف بطائفة معينة كطائفة معترف بها في إسرائيل، في حالات معدودة تم تعديل القانون بحيث أُضيفت تيارات دينية أخرى للائحة الطوائف الدينية المعترف بها في إسرائيل منها على سبيل المثال الكنيسة البروتستانتية، والتي تم الاعتراف بها عام 1970، كذلك تم الاعتراف بالطائفة البهائية، والتي تم الاعتراف بها بشكل رسمي في إسرائيل عام 1971. على مر السنين كانت هناك محاولات لطوائف أخرى في إسرائيل للحصول على اعتراف رسمي.
وفي عام 1992 تم تقديم التماس لمحكمة العدل العليا في إسرائيل من قبل الجمعية الإنسانية العلمانية للاعتراف بها، إلا أن المحكمة العليا رفضت الالتماس الخاص بالاعتراف بهذه الجمعية بشكل رسمي، على الرغم من أنها سجلت عام 1980 بشكل مؤقت وعملت لعدة سنوات لتطوير مبدأ الفصل بين الدين والدولة ونشر ثقافة السلام، لكن هذا الدور مرفوض داخل إسرائيل حيث يعمل الاحتلال دوما على خلط الدين بالسياسة خدمة أهدافه الاستعمارية والتوسعية.
ولا تمتلك إسرائيل دستور أساسي للتعامل مع الخلافات ولكن المحاكم في هذا البلد الشاذ عن محيطه الثقافي والاجتماعي والديني يحتكم إلى قوانين الكنيست "البرلمان"، وقرارات المحكمة العليا التي تفصل في المنازعات. وفور احتلال فلسطين عام 1948 حاولت إسرائيل في ذلك الوقت بتشكيل لجنة لوضع دستور للبلاد لكن هذه الخطوة شهدت معارضة من أحزاب اليمين والتيارات الدينية في إسرائيل، وذلك لاعتقادهم بأن إسرائيل دولة لم تكتمل ولا يمكن رهن الأجيال القادمة لقوانين ناقصة، وكذلك يمكن لهذه القوانين أن تلغى القومية الدينية لإسرائيل كونها دولة يهودية تحتكم للتعاليم اليهودية.
ويعترف القانون في إسرائيل رسمياً بخمسة أديان، وهي اليهودية والمسيحية والإسلام، والدروز، والعقيدة البهائية، وهي تسمى لديهم بالديانات الإبراهيمية.
وكذلك يعترف بالطوائف المسيحية العشرة وهي الرومانية والأرمنية والمارونية والسريانية والكلدانية والكنائس الكاثوليكية، والأرثوذكسية الشرقية، والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، والكنيسة الأرمنية الرسولية، والإنجيلية الأسقفية الأنجليكانية.
ومؤخرا أصدرت وزارة الرفاه الاجتماعي الإسرائيلية، تقريرا قالت فيه إن أكثر من 90 طائفة دينية متواجدة في إسرائيل، ينضم إليها أكثر من 100 ألف مستوطن إسرائيلي، معظمهم من فئة الشباب.
وتشمل الطوائف الدينية المعروفة في إسرائيل المسلمين وهم يأتون في الترتيب الثاني بعد اليهودية وأغلبهم من العرب السنة من أصول فلسطينية، وتأتي المسيحية في الترتيب الثالث بعد الإسلام وغالبيتهم من العرب أتوا واستقروا في إسرائيل على مراحل تاريخية ونسبة كبيرة منهم من الفلسطينيين، ومعظم الطائفة المسيحية تنتمي أساساً إلى فروع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية التي تشرف على مجموعة متنوعة من الكنائس والأديرة والمدارس، والمؤسسات الدينية، ولا سيما في القدس المحتلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة