تعتبر منطقة آثار الخلوة من أهم المناطق الأثرية بمحافظة الفيوم، وتحوى المنطقة آثارا هامة تعود للدولة الوسطى وتشير إلى أن المنطقة كان يقيم بها كبار رجال الدولة، وشهدت الخلوة تنفيذ العديد من الحفريات من قبل بعثات أجنبية وعثرت على العديد من المعالم الأثرية الهامة.
يقول الدكتور على البطل ميد عام آثار الفيوم أن منطقة آثار الخلوة تقع على بعد 40 كم جنوب غرب مدينة الفيوم وهى إحدى المناطق الأثرية الهامة التى جذبت انتباه الآثاريين منذ نهايات القرن التاسع عشر، فلقد زارها عالم الآثار الإنجليزى "وليم فلندرز بترى" أثناء حفائره بالفيوم عام 1889-1890م، ووصفها بـ "كوم الخلوة"، وشاهد هناك وقتها مبنىً أطلق عليه "الحصن أو القلعة".
ولفت الدكتور على البطل إلى أنه ترجع أهمية الخلوة إلى عصر الدولة الوسطى حيث اكتشف عالم الآثار الأمريكى "ديتر أرنولد" خلال المسح الأثرى الذى أجراه بالمنطقة موسم 1964-1965م جبانة عبارة عن مقابر منحوتة فى الصخر لكبار رجال الدولة ترجع إلى تلك الفترة الزاهرة من تاريخ مصر القديمة والتى تعكس اهتمام ملوكها بإقليم الفيوم والتوسع فى المشاريع الزراعية والرى التى تطلبت استصلاح مزيد من الأراضى الصالحة للزراعة وإقامة سد اللاهون. ومن أشهر المقابر التى تم الكشف عنها مقبرة شخص يدعى "واݘى" وأخرى لأمه "نبت موت". ثم استكملت بعثة جامعة بيزا الإيطالية أعمال الحفائر بالموقع برئاسة "إدّا بريشيانى"عام 1991.
وأكد مير عام آثار الفيوم أن بقايا جدران مقبرة "واݘى" سجلت له العديد من الألقاب منها على سبيل المثال" الأمير الوراثى، حاكم "الإقليم"، حامل أختام مصر السفلى، السمير الوحيد، المبجل أمام الملك، كاهن الإله". كما عُثر بها على تمثال لصاحب المقبرة من الحجر الجيرى وأربعة أوانى من الحجر الجيرى أُطلق عليها الأوانى الكانوبية وكانت مخصصة لحفظ أحشاء المتوفى بعد استخراجها من الجسد وتحنيطها وهى الكبد والطحال والرئتان والأمعاء. ولم يُعثر فى حجرة الدفن إلا على أجزاء تابوت من الخشب وبقايا عظام جمجمة صاحب المقبرة، مما يدل على أنها نهبت خلال العصور القديمة.
وأكد الدكتور على البطل أن الموقع يتميز بأنه ذو أهمية أثرية من العصر اليونانى -الرومانى والبيزنطى أيضاً فلقد عُثر على قاعدتىّ عمودين صغيرين من الحجر الجيرى يرجعان إلى أواخر العصر الرومانى أو العصر البيزنطى، والتى تؤكد وجود تجمعات من تلك العصور التاريخية.
وعن الوضع الجغرافى المنقطعة قال الدكتور على البطل أن الوضع الذى وصفه بترى للخلوة لم يَعُد كما كان، فلقد استخدم الموقع حديثاً للحفر لنقل قوالب الطوب لاستخدامها فى قناة مائية مجاورة، والحصن الذى كان لا يزال موجوداً فى نهاية القرن التاسع عشر الآن عبارة عن أطلال متهدمة وتلال أثرية بمساحة 38x 45م. وتعتقد الباحثة الإيطالية "باولا دافولى" أنه من المحتمل أن الحصن الذى وصفه بترى ربما كان موجوداً قرب هذا المكان وأنه دُمِّر بواسطة سكان القرى المجاورة.
وأكد مدير عام الآثار أنه فى موسم 2018 قامت البعثة الأثرية المصرية بإشراف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئاسة الدكتور أيمن عشماوى رئيس قطاع الآثار المصرية وعضوية بعض مفتشى آثار الفيوم ومتابعة مدير عام آثار الفيوم السابق سيد الشورة ببدء حفائر بمنطقة الخلوة أسفرت عن الكشف عن بئر تؤدى إلى ثلاث حجرات عثر بداخلها على الجزء العلوى لتمثال من الحجر الرملى قابضاً يده اليمنى على صدره وبعض رؤوس تماثيل مما يدل على أن الموقع لم يَبُحْ بعد بكل أسراره.
القطع الأثرية التي عثر عليها بالمنطقة
نتائج أعمال الحفر في المنطقة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة