تكتسب مدينة العلمين شهرة عالمية منذ أن دارت على أرضها "معركة العلمين" أشهر معارك الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء ودول المحور (عام 1942) والتي مُنيت فيها القوات الألمانية بالهزيمة؛ وهى الحرب التي خلفت وراءها ملايين الألغام أودت بحياة آلاف البشر فضلاً عن إعاقتها التنمية والاستفادة من ثروات هائلة.
وعلى الرغم من أن تطهير هذه البقعة الغالية من أرض مصر من الألغام كانت محط اهتمام الأنظمة السابقة، إلا أن القرار السياسى بشأنها كان يصطدم بعدة معوقات؛ لكن مع رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى للبلاد، كانت لدى مصر إرادة ورغبة حقيقيين لتمهيد هذه المدينة وتحويلها إلي مدينة سياحية عالمية يفد إليها الناس من جميع أقطار الأرض.
وشرعت الدولة بتوجيهات الرئيس السيسى، فى وضع مخطط تنفيذي لتنمية الساحل الشمالي الغربي يمتد من العلمين وحتى السلوم بمسافة 500 كيلومتر، بنطاق وظهير صحراوي يمتد في العمق لأكثر من 280 كيلومترًا، ليشغل مسطح 160 ألف كيلومتر مربع، يشمل إقامة سلسلة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية وسياحية ضخمة، لتعظيم الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها السواحل الشمالية استثماريًا وسياحيًا وتنمويًا، بما يعود على المواطنين وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم.
ووفقًا لبيانات رسمية، فإن الساحل الشمالي الغربي بما يمتلكه من موارد مختلفة، سوف يستوعب الزيادة السكانية خلال الـ40 عامًا المقبلة، والتى تقدر بنحو 34 مليون نسمة، وسوف توفر المشروعات المزمع تنفيذها بالمخطط 11 مليون فرصة عمل حتى سنة 2052.
وبينما ظهرت بشائر التنمية فى منطقة العلمين، تعاظمت معها اهتمامات الدولة المصرية، واستمر العمل على مدار الساعة لإنجاز المشروعات الاستثمارية والتنموية حتى تحولت من أرض ألغام أطلق عليها البعض "حدائق الشيطان" إلى جنة الله على الأرض، تفوق كل مواصفات المدن العالمية.
وهنا، لا بد أن نرفع القبعة للقيادة السياسية التى تعمل بجد وإخلاص منذ 2014 فى كل شبر من ربوع مصر، حتى أصبحت مصر قبلة للباحثين عن الأمن والأمان، رغم التحديات التى تواجه المنطقة والعالم، والحروب التى تعصف بالجميع، لدرجة أنه رغم التوترات والأوضاع الجيوسياسية المرتبكة، إلا أن مصر- بفضل الله- وبسواعد أبناءها المخلصين، تغلبت على كل هذه التحديات والصعاب وظلت وستظل الملاذ الآمن والبقعة البديعة فى هذا العالم المنحرف عن أطر السلام والاستقرار.
ومما يؤكد على هذه الأجواء- التى أنعم الله بها على مصر- هو تسابق المستثمرين العرب والأجانب لاستغلال الفرص الاستثمارية الضخمة فى السواحل الشمالية الغربية لمصر، وفي القلب منها العلمين ورأس الحكمة.
ولعل الزيارات المتكررة- صيفًا- للشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لمدينة العلمين الجديدة، للاستمتاع بأجوائها الصيفية الساحرة وسواحلها البديعة التي تعد من أجمل شواطئ العالم، تعكس كل هذه المعانى وتؤكد على قيمة مصر لدي كبار المسئولين فى العالم.
زيارة الشيخ محمد بن زايد ( ضيف مصر العزيز والكريم) كما يصفه دائمًا الرئيس السيسى- لمدينة العلمين الجديدة، ليست الزيارة الأولى، فالزعيم الإماراتي اعتاد على قضاء معظم أوقات الصيف فى هذه المدينة البديعة، منطلقًا من كونه فى بلده الثاني الذى يعرفه ويقدره جيدًا؛ وهو ما يتسق مع العلاقة الوطيدة التى تجمع بين الزعيمين السيسى وبن زايد من خلال لقاءاتهما الرسمية والأخوية المتعددة سواء فى مصر أو فى الإمارات.
ويحرص الرئيس السيسى على استقبال الشيخ محمد بن زايد خلال تواجده بمدينة العلمين الجديدة، وسط حفاوة كبيرة؛ حيث تشهد العلاقات المصرية- الإماراتية توافقًا فى مختلف الملفات، إلى جانب حرص الزعيمين الدائم على التواصل بشأن مختلف الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ولا شك أن عشق الشيخ محمد بن زايد لمصر، انعكس على الجانب الاستثماري، حيث تتنامى وتتعاظم الاستثمارات الإماراتية فى مصر، وكان أحدثها الصفقة الكبرى لمشروع رأس الحكمة العملاق، والذى ساعد على دخول مليارات الدولارات لخزينة الدولة المصرية، وسيغير وجه الساحل الشمالي الغربى كله وسينعكس بالإيجاب على التنمية والقضاء على البطالة من الإسكندرية وحتى السلوم على الحدود المصرية الليبية.
ولا يمكن أيضًا ونحن نتحدث عن الأمن والأمان، أن يمر علينا مشهد التفاف المصريين وزوار مدينة العلمين حول الرئيس السيسى والشيخ محمد بن زايد وهما يتجولان بين الناس، حبث عبر المصريون عن ترحيبهم واحتفاءهم بضيف مصر الكبير، والتقطوا الصور التذكارية مع الزعيمين السيسى وبن زايد، بمدينة العلمين الجديدة، وسط أجواء آمنة ومستقرة تشهد بأن مصر هى بلد الأمن والأمان والكرم والجود ولا تنسى أبدًا من وقف بجانبها فى أشد اللحظات والتحديات التى تعصف بالعالم.
وفى ذات السياق، لا يجب إغفال الدور الكبير الذى قامت به ولا زالت تواصله الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى الترويج للمدينة العالمية من خلال مهرجان العلمين وفعالياته الثقافية والسياحية والفنية المتنوعة، لتجذب أنظار الجماهير المصرية والعربية فى أجواء كرنفالية تشهد بعظمة المصريين وقدرتهم على الإنجاز والإبداع؛ فالمصريون الذين دافعوا عن هويتهم ولم يستسلموا لجماعات الظلام ومخططات مدفوعة الأجر، أثبتوا للعالم كله أن مصر التي حباها الله بطبيعتها الساحرة وأجواءها المميزة علي مدار العام، ستظل قبلة السلام والتنمية والإبداع بسواعد أبناءها وقوتها البشرية الهائلة وقوتها الناعمة التي لا مثيل لها فى شتى المجالات.
ليس هذا وحسب، بل إن الرسالة هذا العام كانت واضحة، حيث خصصت الشركة المتحدة 60% من إيرادات المهرجان لصالح أهالينا فى فلسطين، الذين يواجهون حرب غاشمة غير متكافئة من محتل يريد فرض واقع تقف ضده الدولة المصرية بكل أجهزتها ومؤسساتها ومن قبلهم شعبها الأبي المنتصر دائمًا على كل الظروف والتحديات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة