تحل اليوم الذكرى الرابعة لوفاة طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، ابن مدينة طنطا بمحافظة الغربية، والذى أفنى عمره وعمله فى خدمة الغلابة لسنوات طويلة، بل كان يتكفل بشراء أدوية لغير القادرين بالاتفاق مع إحدى الصيدليات، ورفضه الحصول على قيمة الكشف من غير القادرين، رغم أن "الفيزيتا" لا تتعدى 10 جنيهات.
محطات مؤثرة أثرت فى حياة الدكتور محمد مشالى جعلته يوهب حياته لخدمة الغلابة، بعدما شاهد طفلا صغيرا يحتضر أمام عينيه، إبان عمله فى فترة شبابه بإحدى الوحدات الصحية بالأرياف، فكانت تلك لحظة فارقة فى حياته، جعلته أن يكرس حياته لخدمة الغلابة، بدون مقابل، فضلا عن الوصية التى أوصاه إياها والده وهو على فراش الموت، بأن يستوصى بالفقراء خيرا وأن يكون عونا وسندنا لهم.
قضى الدكتور محمد مشالى سنوات حياته يعمل جاهد فى خدمة مرضاه من الغلابة، مقسما وقته بين عيادته الكائنة بجوار مسجد العارف بالله سيدى أحمد البدوى، وعيادته الثانية بقرية شبشير الحصة مركز طنطا، فكان يخرج من بيته فى السابعة صباحا، ويتجه لعيادته الأولى بجوار مسجد شيخ العرب، حاملا "كحكه" والتى كانت هى وجبة إفطاره، ويستقبله مرضاه الذين يفترشون الشارع انتظارا لوصوله، لتوقيع الكشف الطبى عليهم.
رفض طبيب الغلابة هدايا كثيرة منها تجهيز وتجديد العيادة بالكامل، وكان يرفض ذلك، وطلب من المتكفلين بذلك التبرع بها للفقراء.
عاش الدكتور محمد مشالى يتمنى أمنية واحدة، وهى أن يتوفاه الله وهو يوقع الكشف الطبى على مرضاه، وتحققت امنيته، حيث تعرض لوعكة صحية أثناء تواجده فى عيادته، وتم نقله لمنزله وتوفى بالمنزل.
وارتبط الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة بجيرانه فى محيط عيادته ومازالت ذكراه الطيبة خالدة فى قلوب وأذهان المحيطين بعيادته، ممن حدثت بينه وبينهم مواقف كثيرة، وعندما يتذكرونها يدعون له بالرحمة والمغفرة.
وقال الحاج محمد الزيني، صاحب مطعم فى الجهة المقابلة لعيادة طبيب الغلابة، إنه يعرف طبيب الغلابة منذ السبعينيات، حيث كان يذهب والده له للكشف عليه، والمتابعة معه، وبدأت تربطه بطبيب الغلابة علاقة طيبة منذ فترة التسعينيات، وحتى قبل وفاته.
وأشار إلى أنه كان يتردد على عيادته ليوقع الكشف الطبى عليه، عندما كان بشعر بأى آلم، وكان يرتاح على علاجه الذى يوصفه له، فضلا عن قيامه بالكشف على نجله منذ طفولته وكانت وصفاته الطبية تُسرع من الشفاء.
وأضاف أن مرضاه كانوا ينتظرونه منذ الصباح الباكر أمام العياده انتظارا لوصوله، فكان يصل للعيادة فى الساعة الثامنة بالدقيقة، ويستمر لساعات طويلة فى العيادة للكشف على المرضى الذين كانوا يحضرون من أرجاء المحافظة وبعض المحافظات المجاورة، وكان ثمن الكشف لا يتعدى 10جنيهات، موضحا أنه كان رحيما بالغلابة، وكان يرفض الحصول منهم على ثمن الكشف رغم أن المبلغ بسيط، ولم يكتفى بذلك بل كان يتفق مع إحدى الصيدليات، لتوفير الدواء لبعض الحالات على نفقته الخاصة.
من جانبه قال الدكتور حسنى قطب، والذى حل محل طبيب الغلابة بعد وفاته، أن سيرة الدكتور محمد مشالى الطيبة، مازالت موجودة، ويتذكره الجميع بكل الخير، فهو عاش لخدمة ومساعدة الغلابة ولم يتخلى عنهم لحظة واحدة، وترك متاع الدنيا، سعيا فى أن يفوز برضى الله والجنة.
وأشار إلى أنه يسعى جاهدا لكى يسير على نهجه ويكمل مسيرته فى مساعدة الغلابة، وأن يكون سندا وعونا لهم، اسوة بالدكتور محمد مشالى رحمه الله.
الدكتور حسني قطب
الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة
الدكتور محمد مشالى والحاج محمد الزيني أحد جيرانه
الدكتور محمد مشالى والكابتن طارق يحيي
عيادة الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة