على مر التاريخ لعبت مصر دورا كبيرا فى دعم القضية الفلسطينية، واتسم موقفها بالثبات والوضوح فى دعم الأشقاء الفلسطينيين والدفاع عن قضيتهم العادلة، وستظل مصر تحت قيادتها السياسية داعمة للقضية الفلسطينية، من خلال رؤية واضحة تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، والسعى إلى حل عادل وشامل وتبنى حقوق الفلسطينيين المشروعة والدفاع عنها فى جميع مشاركاتها فى المحافل الدولية والمنابر العالمية، ورفض أى حلول غير عادلة أو محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، مثل خطط التهجير القسرى أو تغيير الوضع فى الأراضى المحتلة.
ومنذ أحداث السابع من أكتوبر فى قطاع غزة، واشتداد وطأة العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، الذى لم يفرق بين طفل وشيخ، وبين بيت ومشفى، كان الموقف المصرى منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأحداث، واضحا وصريحا فى رفض العدوان الإسرائيلى الغاشم بالدعوة إلى وقف إطلاق النار فورا، ولم تتوان عن تقديم الدعم اللازم لغزة، سواء من خلال الجهود الدبلوماسية المكثفة أو عبر فتح معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة، وكثفت من جهودها ونشاطها على المستوى الدولى من خلال استضافة العديد من الاجتماعات والقمم العربية والإسلامية والدولية التى تناولت القضية الفلسطينية، كما شاركت فى المؤتمرات الدولية التى تدعم حقوق الفلسطينيين، ونجحت فى تسليط الضوء على أهمية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية محورية فى منطقة الشرق الأوسط، وأكدت أن استقرار المنطقة يعتمد على حل هذه القضية، وجعلتها محورا رئيسيا على أجندة المجتمع الدولى.
أيضا أعلنت مصر فتح معبر رفح البرى على مدار الساعة، فور وقوع الاعتداءات الإسرائيلية ليكون شريان الحياة الذى يخفف من معاناة الجرحى والمصابين الفلسطينين، وتم استقبال العديد من الحالات الحرجة فى المستشفيات المصرية، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة، وبادرت مصر بتوفير مساعدات طبية عاجلة وإرسال فرق طبية لمساعدة الفرق الفلسطينية فى معالجة المصابين، كما قامت بتنظيم حملات تبرع لدعم الأشقاء فى غزة، بالإضافة إلى ذلك أرسلت مصر قوافل من المساعدات الغذائية والطبية لتلبية احتياجات السكان المحاصرين، فى خطوة تعكس التزامها الأخلاقى والإنسانى تجاه الفلسطينيين.
إن الدور المصرى ثابت فى الحفاظ على القضية الفلسطينية وفقا لمحددات وثوابت الدولة المصرية من خلال الحفاظ على الأمن القومى المصرى وحماية الحدود المصرية وعدم تصفية القضية الفلسطينية، وواصلت مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأكيد موقفها الرافض لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، حيث شدد الرئيس السيسى فى العديد من المناسبات على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس حل الدولتين ووجود دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، ورفض أى محاولات لتغيير الوضع الديموغرافى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وستظل مصر مؤمنة بضرورة دعم الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل الحرية والكرامة، ومصر تدرك جيدا أن معاناة غزة ليست سوى جزء من قضية أكبر تحتاج إلى حل شامل وعادل وستواصل من خلال دورها الإقليمى والدولى دعم الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام الدائم فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة