مدير تسهيل تمويل المشروعات بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة: العالم يخاطر بعدم تحقيق هدف COP28.. أحمد بدر: سبتمبر المقبل أولى جولات تسريع نشر الطاقة الخضراء في إفريقيا.. ومصر لديها إمكانيات وموارد خام قيمة

الثلاثاء، 16 يوليو 2024 07:32 م
مدير تسهيل تمويل المشروعات بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة: العالم يخاطر بعدم تحقيق هدف COP28.. أحمد بدر: سبتمبر المقبل أولى جولات تسريع نشر الطاقة الخضراء في إفريقيا.. ومصر لديها إمكانيات وموارد خام قيمة أحمد بدر- مدير تسهيل تمويل المشروعات بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة
حوار شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- البنية التحتية وتخزين الطاقة وتكلفة رأس المال أهم التحديات أمام التحول للطاقة النظيفة

تبدو أفريقيا كنقطة محورية في عصر التحول إلى الطاقة النظيفة، وخاصة بما تملكه من إمكانيات سواء في إنتاج الطاقة المتجددة من حيث توافر مساحات شاسعة تستقبل ضوء الشمس لأكبر عدد من ساعات النهار، أو بما تملكه من المعادن الثمينة الأساسية لصناعة البطاريات أو السيارات الكهربائية وغيرها من أدوات التحول للطاقة الخضراء.

الأراضي الأفريقية حافلة بالإمكانيات وسبتمبر المقبل سيتم استضافة أول منتدى للإعلان عن المشروعات الجاهزة للتنفيذ في كينيا والذي  يعد أول جولة من 7 منتديات سيتم تنفيذها في 7 دول أفريقية بموجب اتفاق تسريع نشر مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا برعاية الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" آيرينا"، والدول المانحة.

في كوب 28 تم انتزاع تعهد عالمي بالابتعاد عن الوقود الأحفوري والتحول إلى الطاقات المتجددة، إلا أن الاحصائيات الأخيرة التي كشفت عنها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" هذه الشهر أكدت أن العالم لا يتجه إلى الطريق الصحيح لتنفيذ تعهده بالتحول بعيدا عن الطاقة الأحفورية، وأن دول العالم تخاطر بعدم تنفيذ اتفاق مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030، وتبقى في النهاية دولا مثل أفريقيا تمتلك إمكانيات الخروج من هذا المأزق كما يقول.أحمد بدر مسئول تسيير المشروعات بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة وهذا ما سيتضمنه تقرير الوكالة الأول لمراقبة تنفيذ اتفاق مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وسيتم تقديم التقرير لإدارة cop29  المقرر تنظيمه نوفمبر المقبل في أذربيجان.

د.أحمد بدر أحد الخبرات الهامة في " آيرينا" الذي يعمل حاليا لتنفيذ بنود مبادرة "شراكة متسارعة لنشر الطاقة المتجددة في أفريقيا" والتي سيكون أولى ثمارها منتدى الاستثمار والمشروعات سبتمبر المقبل في العاصمة الكينية نيروبي.

الكثير من التفاصيل والمعلومات الخاصة التي كشف عنها بدر في هذا الحوا، س خاصة ما يتعلق بالمشروعات وحجم التحديات التي تواجه الدول النامية في التحول في الطاقة... وإلى تفاصيل الحوار.

مدير تسهيل تمويل المشروعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (1)

* هل لديكم تقييم ما تم من كوب 28 حتى الآن في مشروعات الطاقة المتجددة وما هي رؤيتكم لأول تقرير سيتم تقديمه لمؤتمر المناخ المقبل؟
 

- نعمل حاليا بالتعاون مع رئاسة كوب 28 على تقرير مهم جدا عن "تسريع إنتاج الطاقة المتجددة عالميا ثلاثة أضعاف"، ونعمل مع الرئاسة في أذربيجان لتقديم التقرير الجديد لإعلانه خلال الدورة المقبلة في باكو، مع جمع البيانات على المستوى العالمي لمشروعات الطاقة المتجددة وتحليلها، وهذا من أساسيات دورة إيرينا، وكذلك تقديم تقارير التحديات التي نضع فيها كيفية التسريع والتحسين والاستفادة من التقدم التكنولوجي ومساعدة الدول في دعم الأطر المؤسسة والتنظيمة، ويضاف إليهم مجال ثالث جديد وهو خاص "إدارة تسيير المشروعات" لمساعدة الدول في دعم التمويلات اللازمة للدفع بمشروعات واستثمارات أكثر في الطاقة المتجددة على مستوى العالم.

نصيب أفريقيا من المشروعات
 

* ما هو نصيب الدول الأفريقية من هذا التسيير للمشروعات؟

رغم أن الاستثمارات العالمية في تحول الطاقة تجاوزت 2 تريليون دولار في عام 2023، إلا أن الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية لم تستحوذ سوى على أكثر من نصف هذه القيمة بقليل.

وفقا للإحصائيات لدينا، ومع نمو متواضع بنسبة 3.5%، رفعت أفريقيا قدرتها الإنتاجية للطاقة المتجددة إلى 205 تيراواط ساعة في عام 2022، وذلك بالرغم من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها القارة وحاجتها الملحة للنمو السريع والمستدام.

وقد اجتذبت 120 دولة نامية 15% فقط من الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة، في حين بلغ نصيب منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أقل من 1.5% من الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة على الرغم من أنها تضم أكبر عدد من الأشخاص المحرومين من مصادر الطاقة.

ولا نغفل هنا مبادرة تم إطلاقها في كوب 28 بدبي، "شراكة متسارعة لنشر الطاقة المتجددة في أفريقيا" بمشاركة 4 دول، هي الإمارات العربية وكينيا والدنمارك وألمانيا، لتسريع وتيرة تحول الطاقة في الدول الأفريقية، ومن خلالها سننظم عدد من منتديات الاستثمار، وأول منتدى استثماري خاص بالمبادرة من 1-5 سبتمبر المقبل، في كينيا- وهي الدولة التي كانت صاحبة اقتراح هذه المبادرة- وحاليا الولايات المتحدة أعلنت رغبتها الانضمام للمبادرة، كما تقدمت عدة دول أفريقية برغبتها المشاركة في المبادرة بطلبات رسمية ولم يتم البت فيها حتى الآن.

* ما الغرض من المبادرة والمنتديات التي سيتم تنظيمها؟

- سيتم تنظيم 7 منتديات استثمارية في الدول السبعة المستفيدة من هذه المبادرة، والغرض هو تجمع للدول المانحة المشاركة في المبادرة، وهي ( الإمارات العربية المتحدة، وألمانيا، والدنمارك بجانب كينيا صاحبة الدعوة للمبادرة) والدول المستفيدة 7 دول (كينيا – إثيوبيا –سيراليون- غانا- ناميبيا- راوندا- زمبابوي)، ويتم المناقشة مع كل دولة ما هي مجالات الاستثمار التي يريدون الدفع فيها سواء بالتمويلات أو التغير في البنية التحتية أو الإطارة المؤسسي والتنظيمي.

  4.15 مليار دولار للاستثمار

* وهل هذه المنتديات الاستثمارية لها جدول زمني محدد؟

- الإطار الزمني الأولي الذي تم وضعها هو مدة عام ولكن طبقا للتمويلات المتاحة، ووجود خطط استثمارية تنفيذية، فقد تمتد إلى فترة أكبر، خاصة وأن ما يتم دراسته حاليا الخطط الاستثمارية العامة، وهذه تحتاج لوقت للتحول لخطط استثمارية تنفيذية، وقد يكون خلال 3 سنوات، لأنها مشروطة بوجود تمويلات لهذه المشروعات المطروحة، والمنتديات ضخمة لمشاركة جميع الأطراف ذات المصلحة، خاصة وأن هناك مبادرة أخرى يشارك فيها 15 بنك من بينهم البنك الدولي وبنوك التنمية متعددة الأطراف ويتم إتاحة حوالي 4.15 مليار دولار للاستثمار في كل دول العالم وعلى رأسها دول  المبادرة، وقد يستمر هذا لمدة ثلاث سنوات.

مقايضة المعادن بمشروعات الطاقة النظيفة

* بعد هذه المشروعات والمنتديات وحجم الاستثمار الأولى المطروح كم هو حجم القدرات المتوقعة؟

- من الصعب تحديده حاليا، وقد يتم حسابه بعد انتهاء تنفيذ المنتديات، فكل دولة طرحت حتى الآن خطط استثمارية عامة وتحديد القدرات يكون مع الخطط الاستثمارية التنفيذية، ولن يكون أقل من 1000 ميجاوات، وهذا حسب تقدم وجاهزية كل دولة، والأمر يأخذ شهور للانتهاء من كل خطة تنفيذية.

* هل لديكم خطط لمقايضة مشروعات الطاقة المتجددة بالمعادن في الدول النامية بمشاركة الدول المتقدمة أو القطاع الخاص؟

- إيرينا تخدم الدول مبادرة "شراكة متسارعة لنشر الطاقة المتجددة في أفريقيا" كان الجزء الأساسي هو مقايضة المعادن الحرجة والنادرة بتصنيعها والاستفادة منها للتسريع شراكات الطاقة في أفريقيا لخطط الدول بدل ما المعادن الحرجة وتخرج بأقل قيمة كمادة خام بل يتم تحويلها وتصنيعها وزيادة قيمتها واستخدام العائد في التوسع أو إقامة مشروعات الطاقة المتجددة من أجل تغظيم الاستفادة في ظل الدول نفسها، خاصة وأن أفريقيا هناك دول الكونغو والنيجر ومالي وكينيا ومصر لديها إمكانيات وموارد خام قيمة، كما أن هناك لدينا أزمة أن عدد من الدول لديها خامات وموارد بلا استثناء لكن لم تكتشف بعد أو لم يتم التوصل إليها أو لكيفية الاستفادة منها، وهنا مبادرة "شراكة متسارعة لنشر الطاقة المتجددة في أفريقيا" تعمل على استفادة الدول الأفريقية ماليا وفتح فرص عمل وشراكات أكثر، وكذا إنشاء صندوق مالي من الدول المانحة وتعاون مع الدول المستفيدة.

التحديات وتكلفة البنية التحتية

* فما هي التحديات التي تواجه تنفيذ المشروعات والدول المستفيدة؟

- بكل تأكيد هناك العديد من التحديات تواجه الدول النامية، وعلى رأسها دول أفريقيا للتحول إلى أنظمة طاقة متجددة خاصة في البنية التحتية، لأن البنية التحتية في العالم كله بما فيها الدول المتقدمة وأوروبا تعتمد على الطاقة الأحفورية وتكلفتها تريليونات الدولارات والتحول سيأخذ وقتا طويلا نتيجة التكلفة الكبيرة، ما بالنا بالدول النامية التي لديها أنظمة طاقة تحاول تتنامي وفي نفس الوقت نطلب منها التحول لأنظمة الطاقة متجددة، ومنها الأطر المؤسسية والتنظيمية، وأكثرها تكلفة تحول البنية التحتية سواء أنظمة نقل الكهرباء التي تعتمد على الطاقة الأحفورية، وكذلك تخزين الطاقة المتجددة، وهذه إشكالية في العالم كله بما فيها الدول المتقدمة بعيدة جدا، ولا يوجد تقريبا غير دولة واحدة في العالم تمتلك نظام تخزين طاقة متجددة جيد.

- أهم ثلاث تحديات تواجه التحول الطاقي، أولا تكلفة تركيب وإنشاء طاقة متجددة، فهي ليس أكثر من تكلفة الطاقة الأحفورية – قد تكون متساوية- لكن التكلفة في التغييرات المصاحبة لأنظمة الطاقة المولدة، يعني تغيير البنية التحتية قد تصل إلى تريليونات الدولارات، وكل عام نلاحظ زيادة الفجوة بين المستهدف وهذه الفئة، وبالتالي إذا تم تفسير الأرقام والإحصائيات نرى أن تكلفة رأس المال– الإقراض- وهذا الذي أشارت له رئاسة مؤتمر المناخ في دبي إلى أن أهم التحديات هو تكلفة رأس المال – وأريد أن أشكرهم على هذا- لأن رأس المال موجود ولكنه يواجهه في التحول الطاقي تحديان رئيسيان أولهما هو كمية المخاطر الموجودة من أجل دفع الاستثمار الذي يأتي أغلبه من القطاع الخاص، لأن حجم أموال بنوك التنمية متعددة الأطراف لا يكفي أبدا لمشروعات تحول الطاقة، والقطاع الخاص يستحوذ على نصيب الأسد بأرقام قد تصل 3 مرات أكثر من تمويلات بنوك التنمية، وهذه المخاطر في المناخ أو جيوسياسية وتغيرات فنية، والسبب الثاني هو الفائدة وتكلفة الإقراض، وحتى نعمل هنا في إيرينا على تقارير المخاطر وتوفير تمويلات بتكلفة بسيطة كجزء مكمل للأطر السياسية والتنظيمة.

- كما يوجد تحدي مهم أيضا هو التغيير المؤسسي والتنظيمي للاستثمار، وهو كيف ستدخل الأموال، فهل الدول تقبل بدخول وخروج الأموال بالعملات الأجنبية بحرية؟ مازال هذا عائق أمام الاستثمارات في المشروعات، لأن هذا يؤثر في أساس الاقتصاد خاصة مع وجود توترات كثيرة على مستوى العالم وإقليمية مثل توترات الشرق الأوسط والبلقان، وكلها تزيد من المخاطر.

- ولدينا تحدي رابع مهم، وهو العائد على الاقتصاد المحلي والوطني من الطاقات المتجددة، ولابد أن يكون هناك إمكانيات محلية في أي دولة تضع خطط للتحول، سواء في الموارد البشرية أو المكون المحلي في التصنيع لهذه المشروعات وتعزيز دور الاقتصاد الوطني في دعم مشروعات الطاقة، فلا يمكن الاعتماد 100% على الاستثمار أو الشريك الأجنبي، ولابد أن يكون هناك نفع واستفادة للجانب الوطني ودور فاعل وإيجابي في الإنشاء والتنصيع والتمويلات المحلية، وهذا يقلل من المخاطر ويدفع في زيادة الإقبال على الاستثمار سواء من القطاع الخاص أو البنوك التنموية ويتبع هذا تعديل حتى في بناء القدرات الداخلية، وهذا ما نواجهه في الدول النامية وخاصة الإفريقية.

* في ظل هذه التحديات رغم المبادرات ومشاركة الدول المانحة وبنوك التنمية الكبرى هل يمكن أن يتم تحقيق مخرجات كوب 28 بمضاعفة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030؟

- نأمل هذا، ونسعي وراء ذلك، ويجب أن يكون هناك تعاون وشراكة بين 4 جهات( الدول المتقدمة – الدول النامية والمستفيدة– المنظمات الدولية التمويلية متعددة الأطراف والمنظمات الدولية العاملة في مجال الطاقة المتجددة مثل إيرينا- القطاع الخاص) لابد من مشاركة فاعلة من هذه الجهات الأربع لإنجاز هذا الطموح العالمي.

* وما هي رؤيتكم لوقف ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية وفقا لأخر إحصائيات لديكم؟

- في أحدث تقرير للوكالة الدولية رغم النمو القياسي لقدرات إنتاج الطاقة المتجددة، تأكد أن العالم يخاطر بعدم تحقيق هدف COP28، بمضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030، وحتى تتمكن من المضي في تحقيق ذلك الهدف، يتعين على الدول زيادة قدرتها الإنتاجية للطاقة المتجددة بمعدل لا يقل عن 16.4% سنوياً حتى عام 2030، فالعالم يقف الآن على أعتاب مرحلة جديدة تتجاوز فيها الطاقة المتجددة الوقود الأحفوري من حيث القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة في العالم، حيث سجل 2023 أداءً قياسياً من حيث نمو القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 14% بزيادة 10% في معدل النمو السنوي المركب للأعوام (2017-2023).

 فإذا لم ترتفع معدلات الزيادة عن نسبة الـ 14% المسجلة العام الماضي، فالهدف الذي حدده  سيناريو "آيرينا" بخصوص وقف ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية بمضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات لتبلغ 11.2 تيراواط بحلول 2030 - سيواجه عجزاً بمقدار 1.5 تيراواط مع تأخر بنسبة 13.5% عن الهدف المنشود، وإذا حافظ العالم على نفس المستوى السابق لمعدل النمو السنوي بنسبة 10%، فلن يتمكن من إنتاج سوى 7.5 تيراواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، ويشكل ذلك تأخراً بنحو الثلث تقريباً عن الهدف المنشود. 
مدير تسهيل تمويل المشروعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (2)

نجاح رئاسة مؤتمر دبي في توحيد العالم

* رغم التوسع في مشروعات الطاقة الخضراء ولكن مازال الوقود الأحفوري يتفوق في الحصيلة النهاية فمتى نصل إلى مرحلة التعادل؟

نجحت رئاسة مؤتمر دبي للمناخ في اتفاق تاريخي بحق واقتناص موافقة عالمية تاريخية على هدف واحد أن يتم التعهد بالبعد عن الوقود الأحفوري بحلول 2050، ولكن هناك فرق بين التعهد والتنفيذ الفعلي وهذا ما نعمل عليه الفترة المقبلة في تسريع التنفيذ والمشاركة بإيجابية.

وقد أكدت بيانات آيرينا أن التقدم لا يزال بعيداً عن المسار الصحيح، ولذلك إننا بحاجة ماسة إلى تحوّل ممنهج بعيداً عن الوقود الأحفوري وتصحيح المسار المُتبع للنجاح في بلوغ هدف مضاعفة قدرة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات.

ولزيادة قدرة الطاقة المتجددة لا بُد من زيادة الاستثمارات في البنية التحتية وعمليات نظام الطاقة (مثل شبكات الطاقة والتخزين)، إلى جانب تحديث السياسات واللوائح التنظيمية (مثل تصميم سوق الطاقة وتسهيل منح التراخيص)، وتعزيز سلاسل التوريد، وتطوير المهارات اللازمة، وزيادة الاستثمارات بدرجة كبيرة عبر توظيف التمويل العام من خلال الشراكات الدولية.

* هل من خلال عضوية 170 دولة في الوكالة المتجددة لمستم إرادة سياسية واقتصادية للتحول والتقدم في مشروعات الطاقة المتجددة والتخارج من الوقود الأحفوري؟

- لمسنا وقت مؤتمر المناخ cop28 تفاعل إيجابي سياسي، ولكن لا ننسى أن التحولات السياسية العالمية والانتخابات الديمقراطية وتغيير الأنظمة السياسية وكل نظام يكون له توجه في التعامل مع قضية المناخ، وهذا العام على سبيل المثال تغييرات كبيرة في أكبر الدول  ولهم تأثير في قضية المناخ عالميا والتحول بين اليمين واليسار.

* كيف سيتم التعاون العالمي في ظل حالة التوتر الجيوسياسي من ناحية وفي عدم اتفاق دولي على أهداف المناخ العالمية؟

- الأمر يمكن تلخيصة في العمل بمبدأ win win situation) ( من أجل أن تشارك الدول النامية بفاعلية وكذلك الدول المتقدمة وجميع المنظمات بما فيهم القطاع الخاص لأبد أن يشعر كل طرف فائدة، خاصة في دول إفريقيا لدعم الاستقرار السياسي والاقتصاد الوطني، وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، وتحسين الظروف المعيشية، هذا أمر مهم لان المستمثر يريد أن يدخل في ظل مخاطر أقل أو مؤمنة على الأقل لتقيل تكلفة التغطية التأمينية للمشروعات، ومعظم الدول وصلت النامية يكون تكلفة الإقراض أغلى لأنها وصلت إلى الحد الأعلى أو الأقصى في الاقتراض من البنوك الدولية، فهي دائرة مفرغة، ولابد من تدخل سياسي لتعزيز منظومة المشروعات، وهنا المبادرات التي ترعاها آيرينا تعمل على توفير استثمارات مباشرة ومساعدة الدول في المشاركة باستثمارات ميسرة وتقديم مثال للدول المانحة والجهات التمويلية بالنجاح في المشروع للتحفيز في التوسع.

* هل لديكم مشاركة في أبحاث لتقليل الفجوة في تخزين الطاقة أو التقدم التكنولوجي لزيادة الاستفادة من الطاقة المتجددة وتقليل التكلفة؟

- بكل تأكيد نشاركة بإيجابية في الجانب البحثي، خاصة وأن لدينا خبرات على أعلى كفاءة في جميع القطاعات ومن 170 دولة تقريبا أعضاء في الوكالة، خاصة ولدينا قطاع متخصص لتقليل الفجوة وتحسين الطاقة المتجددة ويشمل هذا التخزين، وتغييرات النظم، وكذلك تسريع الطاقة.

* هل للوكالة هنا دور في توجيه أو إرشاد دول مثل الصين والهند للتخارج من الفحم رغم تقدمهم الكبير في حجم الطاقات المتجددة؟

- إيرينا كما يؤكد المدير العام موجودة لتخدم الأعضاء وليس لقيادة الدول، ومن هذا السياق نعمل على مساعدة الدول الأعضاء في التوسع في الطاقات المتجددة، فرغم أن ثُلث الطاقة المتجددة عالميا يأتي من الصين وحدها ولو أضفنا لها الهند سيصل إلى 45% من الإنتاج العالمي للطاقة المتجددة، إلا أن هذا لا يعني اننا أوصياء أو في دور الرقيب لتقليل مزيج الطاقة لهذه الدول من الطاقات الأخرى، لأن دورنا أن نساعدهم في زيادة مزيج الطاقة المتجددة وليس دورنا في قيادتهم او توجيههم لتقليل الطاقات الأخرى، خاصة وأن هذه الدول لديها خطط ومستهدفات اقتصادية وتصنيع خارج الطاقات المتجددة تريد الحفاظ عليه أو التوسع فيه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة