ذكرت أحدث توقعات الأمم المتحدة بأن عدد سكان أوكرانيا سوف ينخفض بحلول عام 2100 إلى أكثر من النصف من مستواه قبل الهجمات الروسية، ليصل عددهم من 45 مليونًا إلى 15.3 مليونًا فقط .
ووفقًا لمراجعة الأمم المتحدة للتوقعات السكانية العالمية لعام 2024، والتي نشرتها شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية وأوراسيا، كان هناك حوالي 37 مليون مواطن في أوكرانيا في بداية العام الجاري، ولكن بحلول عام 2100، سوف ينخفض عدد سكان البلاد إلى 15.3 مليون نسمة .
وتتوقع الأمم المتحدة أيضًا أن الذروة العالمية في عدد السكان ستأتي في أوائل عام 2084، ليصل عددهم إلى 10.3 مليار شخص، ولكن بحلول عام 2100، سوف ينخفض عدد السكان قليلاً إلى 10.2 مليار.
وقال فولوديمير إيشتشنكو، المعلق الأوكراني المؤثر والناقد الحالي للكرملين، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الإعلان التلفزيوني الشهير في أوائل التسعينيات بعنوان "نحن 52 مليون نسمة" جزءً من هوية الأوكرانيين من جيله، إلا أن أكثر السيناريوهات تفاؤلاً تتوقع أن ينخفض عدد السكان بأكثر من الضعف.
وتعاني أوكرانيا بالفعل من أزمة سكانية من قبل بدء العمليات العسكرية الروسية، حيث كانت التقارير، التي تشير إلى أن عدد السكان يبلغ 45 مليون شخص، مثيرة للجدل إذ أن أوكرانيا لم تقم بإجراء تعداد رسمي للسكان منذ عام 2000. وباعتبارها أفقر دولة في أوروبا، فقد غادر خمس القوة العاملة بالفعل للبحث عن وظائف ذات رواتب أفضل في الاتحاد الأوروبي وروسيا. علاوة على ذلك، بلغ معدل الخصوبة في عام 2022 نحو 1.4 مولود لكل امرأة، وهو أقل بكثير من معدل الإحلال.
وكانت دراسة سابقة أجرتها الأمم المتحدة 2022 قد قالت إن أوكرانيا لن تستعيد أبدًا بشكل كامل عدد السكان المفقودين بسبب الوفيات والنزوح الجماعي منذ الهجمات الروسية. وتشير التوقعات السكانية للأمم المتحدة إلى أنه في حين أن سكان البلاد سوف يتعافى إلى حد ما اعتبارًا من عام 2023 فصاعدًا، على افتراض أن تنتهي العمليات العسكرية في غضون أشهر، لكنه لن يصل مرة أخرى أبدًا إلى العدد المتوقع في بداية عام 2022 والبالغ 43.3 مليونًا.
وحتى تقديرات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن عدد السكان الحالي يبلغ 37 مليون نسمة هو أمر مثير للجدل، حيث تشير تقديرات أخرى إلى انخفاض عدد السكان بما لا يقل عن عشرة ملايين نسمة، وهو ما يعني تراجع عدد سكان أوكرانيا عن نظيره في بولندا للمرة الأولى في التاريخ، مما يثير مخاوف بشأن المستقبل الديموغرافي للبلاد.
وتتسارع الأزمة أكثر حيث تم تسجيل 187 ألف ولادة فقط في عام 2023، بما يشمل الأراضي الواقعة تحت السيطرة الروسية، وفقًا لمعهد أوكرانيا للدراسات الديموغرافية والاجتماعية، وهو أدنى رقم سنوي في التاريخ المسجل على مدار الـ 300 عام الماضية. مما أدى إلى تفاقم الكارثة السكانية الرهيبة بالفعل والتي ساهمت في تسهيلها الاضطرابات الاقتصادية والهجمات العسكرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة