تونس قرية السحر والجمال بالفيوم.. من ريفية بسيطة لمقر عالمى لصناعة الخزف

الإثنين، 15 يوليو 2024 01:00 ص
تونس قرية السحر والجمال بالفيوم.. من ريفية بسيطة لمقر عالمى لصناعة الخزف قرية تونس بالفيوم
الفيوم رباب الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من عزبة بسيطة يسكنها المزارعون كل أنشطتهم تتلخص في الزراعة وتربية المواشي، إلي قبلة سياحية ساحرة يقصدها السائحون من مختلف دول العالم وتحول عشق القرية عند بعضهم من الزيارة والسياحة الي الإقامة الدائمة، إنها قرية تونس بمحافظة الفيوم التي بدأت بفكرة لسائحة سويسرية تدعي إيفيلين بوريه، استقرت بها وحولت القرية إلي مقر عالمي لصناعة الخزف والفخار وأبدع أبناء القرية في الإنغماس في التجربة وتطويرها إلي أن أصبحوا من الخزافين المحترفين علي مستوي العالم وجابت منتجاتهم العديد من المعارض الدولية.

يقول محمود كامل الباحث السياحي بإدارة السياحة بمحافظة الفيوم، إن تونس تقع في الشمال الغربي لمحافظة الفيوم، وتطل علي بحيرة قارون وهي مبنية علي ربوة مرتفعة، وهي مقصد من المقاصد السياحية الهامةُ بالمحافظة، في أواخر الستينيات كانت عزبة بسيطة، لان مساحتها صغيرة، وتاريخها ابتدي في أواخر الستينيات عندما زارتها السويسرية ايفيلين بوريه وهي فنانة دارسة لفن الخزف وأعجبت بقرية تونس، وكانت في هذا الوقت تقيم مع والدها لعمله بالقاهرة، ولكنها عادت الي سويسرا وهناك تعرفت علي زوجها وكان فنان ومصمم أزياء وخزاف، وتزوجا وجاءت بصحبة زوجها الي القرية وأنشأت منزلها، وقامت بإنشاء ورشة للخزف كانت تعمل بها، وخلال تواجدها بالقرية لاحظت أن أطفال القرية يقومون باللعب بالطين وعمل أشكال مختلفة، فجاءت لها فكرة إلحاق الاطفال بالورشة وتعليمهم فن صناعة الخزف، وبالفعل قامت بتدريب الاطفال وتعليمهم مراحل صناعة الخزف، وأنشأت مدرسة الخزف في القرية في الثمانينات وبدأت طرق الأبواب بالقرية لتطلب من الأهالي أن يلتحق أبنائهم بمدرسة تعليم الفخار، وهؤلاء الأطفال أصبحوا الآن أصحاب ورش خرف مشهورة ومنتشرة في أنحاء القرية، حيث أصبح بالقرية 30 ورشة لصناعة الخزف والفخار، وأصبح مصدر الاقتصاد الرئيسي للقرية.

ولفت محمود كامل إلي أن وجود إيفيلين بالقرية شجع أصدقاءها من الكتاب والأدباء والفنانين التشكيليين والمترجمين الأجانب والمصريين في القدوم للقرية والإقامة بها، وتحولت القرية الي مركزا للفن بمحافظة الفيوم، وكان من بين الفنانين الفنان محمد عبلة الذي قام بإنشاء متحف الكاريكاتير ومركز الفيوم للفنون الذي يقوم بعمل دورات تدريبية للفنون تحت مسمي الأكاديمية الشتوية ويأتي اليه فنانين من خارج مصر للإقامة لمدة شهر كل عام، وساهم قرب القرية من القاهرة في أن تكون مكان يلحأ اليه كل الاجانب المتواجدين بالقاهرة.

وأشار الباحث السياحي إلي أن الفنانة التشكيلية إيفيلين بوريه لم تجبر أطفال القرية علي رسومات بعينها علي المنتجات، ولكنها تركت المجال لأفكارهم وابداعاتهم، وتجربتها كانت تجعل الاطفال يقومون بعمل رسومات خاصة بهم مما جعل لكلا منهم "استايل" خاص مستوحي من البيئة فيرسمون أشجار او حيوانات اوغيرها من الاشكال المحيطة بهم، وأصبح فخار قرية تونس له طابع خاص تتميز به علي مستوي العالم .

وعن معمار القرية، قال الباحث السياحي بمحافظة الفيوم: أصبح القرية لها طابع معماري مميز كلها من البيئة المحلية الخاصة بالقرية فجميع المنازل مبنية بالحجر والطوب الني، وهي عمارة مستوحاة من العمارة النوبية اول من بدأها المعماري حسن فتحي، وهو واحد من أشهر المعماريين المصريين وهو من أحيا العمارة النوبية، وهو لديه منزل بالقرية بناه لأحد الاهالي وله طابع خاص، والعمارة بالمنازل والفنادق بالقرية، تتميز بالقباب والقبو والطوب الني، ولفت محمود كامل أن الفنادق متاحة في القرية بإختيارات متعددة ومنها فنادق بيئية، ويوجد منازل خاصة يتم تأجيرها من خلال أبلكيشن علي الانترنت، وهناك فيلات خاصة تستقبل الضيوف بمقابل مادي، ويوجد استراحات وشاليهات وإختيارات متعددة للإقامة بالقرية.

جدير بالذكر أن قرية تونس ينطلق بها سنويا مهرجان قرية تونس للخزف والحرف اليدوية، وأقيم آخر مرة ضمن احتفالات محافظة الفيوم بعيدها القومي، بحضور الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، والدكتور محمد عماد نائب المحافظ والقيادات التنفيذية بالمحافظة وعقد المهرجان علي مدار يومي 16 و17 مارس.

ويستهدف المهرجان مشاركة عدد من العارضين بمشغولاتهم الخزفية والفخارية واليدوية بالمعرض والباكيات التي توفرها المحافظة، إضافة لعمل نحت ورسومات تحافظ على هوية القرية، وأعمال الجريد والسعف والخوص ومشغولات النسيج اليدوي من البيئة المحيطة، بجانب زيارة لمتحف الكاريكاتير للفنان محمد عبلة، وورشة إيفلين لصناعة الفخار، وفقرات للفلكلور الشعبى.

وقال الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، إن قرية تونس تتميز بموقعها الفريد على ساحل بحيرة قارون، لافتاً إلي أن إقامة مثل هذه المهرجانات الثقافية والفنية، له دور كبير في تنشيط حركة السياحة للمحافظة، مؤكداً استعداد المحافظة لتقديم كافة سبل الدعم للنهوض بهذه القرى والارتقاء بالصناعات اليدوية والحرفية التي تجسد تراث الفيوم.

وشدد المحافظ، علي معالجة الطرق وتقليم الأشجار وتكثيف أعمال النظافة والتجميل والإنارة وإزالة الإعلانات غير المرخصة من على أعمدة الإنارة مع متابعة صيانتها، والتنسيق مع مسئولي المرور لتوفير السيولة المرورية اللازمة، والعمل من خلال الفريق الواحد بالتنسيق مع مسئولي السياحة، مع ضرورة الحفاظ على الحياة البيئية للقرية.

الطبيعة-الخلابة-للقرية
الطبيعة-الخلابة-للقرية

 

الطراز-المعماري-بالقرية
الطراز-المعماري-بالقرية

 

الطراز-المعماري-للقرية
الطراز-المعماري-للقرية

 

خزافات-قرية-تونس
خزافات-قرية-تونس

 

خزافين-قرية-تونس
خزافين-قرية-تونس

 

معروضات-الخزف-بتونس
معروضات-الخزف-بتونس

 

ورش-القرية
ورش-القرية

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة