"شوفنا الموت بعيونا" 3 .. حالة الأطباء والصحفيين فى سجون الاحتلال.. استشهاد طبيبين بسبب التعذيب.. 81 صحفيا يقبعون داخل المعتقلات.. صحفى: فقدت 18 كيلو من وزني خلال 23 يوما.. ومطالب بلجنة دولية لزيارة المعتقلين

الأربعاء، 10 يوليو 2024 10:00 م
"شوفنا الموت بعيونا" 3 .. حالة الأطباء والصحفيين فى سجون الاحتلال.. استشهاد طبيبين بسبب التعذيب.. 81 صحفيا يقبعون داخل المعتقلات.. صحفى: فقدت 18 كيلو من وزني خلال 23 يوما.. ومطالب بلجنة دولية لزيارة المعتقلين المعتقلون الفلسطينيون
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** وزير الصحة الفلسطيني: لا نعرف شيئا عن مكان اعتقال مدير مجمع الشفاء الطبي

** ابن عم أسير فلسطيني: بعض المعتقلين أصيبوا بالجرب

** صحفي محرر: خلعوا ملابسنا بالكامل وتركوا الكلاب تتبول علينا

** ابنة طبيب شهيد في معتقلات الاحتلال: نريد جثمانه

 

خلال حملات الاعتقالات الواسعة التي شنها الاحتلال ضد الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، ركز على عدد من الفئات التي سعى لقمعها واستهدافها سواء بالقتل أو الاعتقال وعلى رأسهم الأطباء والصحفيين، فالصحافة هي عين الحقيقة وراصدة لكل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، بينما الأطباء فهم الجيش الأبيض الذي يداوى الجرحى ويسعى لإنقاذ أرواح ضحايا الاحتلال، ليكون نصيبهما هو تسليط الاحتلال سهام قمعه نحوهما على مدار 9 أشهر من العدوان، وهناك أطباء استشهدوا داخل المعتقلات الإسرائيلية نتيجة التعذيب المستمر من جانب قوات الاحتلال أخرهم الطبيب عدنان البرش

 

وزير الصحة الفلسطيني: اعتقال الكثير من الأطباء خاصة في غزة وطبيب استشهد بسبب التعذيب

الدكتور ماجد أبو رمضان، وزير الصحة الفلسطيني، يؤكد في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم اعتقال الكثير من الأطباء خاصة في غزة من بينهم الدكتور محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء الطبي في غزة بعد اقتحام قوات الاحتلال المجمع الطبي، ولا زال معتقلًا، ولا أحد نعرف عنه شيئا.

ويضيف وزير الصحة الفلسطيني، أن هناك الطبيب عدنان البرش الذي استشهد أثناء الاعتقال في سجنه، وحتى الآن لم يتم تسليم جثمانه لنا، مؤكدا أن هناك العديد من العاملين الصحيين الآخرين تعرضوا للتعذيب سواء النفسي أو الجسدي بصور متعددة كثيرة داخل المعتقلات.

الطبيب عدنان البرش
الطبيب عدنان البرش

 

استشهاد رئيس قسم الولادة بمستشفى كمال عدوان داخل سجون الاحتلال

وفي 18 يونيو الماضي، أصدر المكتب الإعلامى الحكومى في غزة بيانا يؤكد فيه إقدام الاحتلال على إعدام للدكتور الطبيب إياد الرنتيسي رئيس قسم الولادة بمستشفى كمال عدوان داخل سجون الاحتلال تحت التعذيب، حيث قال المكتب في بينه :"بمزيد من الحزن والألم تلقينا نبأ إعدام الاحتلال "الإسرائيلي" للدكتور الطبيب إياد الرنتيسي رئيس قسم الولادة بمستشفى كمال عدوان داخل سجون الاحتلال تحت التعذيب، حيث تم اعتقاله منذ شهور واقتياده إلى زنازين معتقلات الاحتلال ثم تم إعدامه".


وذكر المكتب الإعلامى الحكومي في غزة، أن التقارير الأولية الواردة حول الشهيد الطبيب إياد الرنتيسي تؤكد أن الاحتلال أعدمه من خلال قوة سجانين "إسرائيلية" حيث عرّضته للتعذيب بالصعق بالكهرباء وممارسة أشكال مختلفة من التعذيب بحقه، مما أدى إلى استشهاده منذ شهور ولكن الاحتلال تكتّم على استشهاده، ولم يعلن عن جريمته الوحشية.


وأوضح المكتب، أن هذه الجريمة تذكر بجريمة سابقة أعدم الاحتلال خلالها الدكتور الطبيب عدنان البرش داخل السجون بعد تعريضه للتعذيب بشكل ممنهج، كما وتذكر بجريمة إعدام الاحتلال لـ499 من الكوادر الطبية، وكذلك جريمة الاحتلال باعتقال 310 كادراً طبياً يتعرضون للتعذيب الشديد داخل السجون في إطار إبادتهم وإعدامهم أمام صمت دولي فظيع وغير مسبوق، محملا الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الطواقم الطبية سواء تلك التي مازال يعتقلها جيش الاحتلال أو العاملين في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة، ومطالبا المجتمع الدولي بتوفير الحماية القانونية للكوادر الطبية الفلسطينية والسماح لها بالعمل بحرية خلال أوقات الحرب دون تخويف من الاعتقال ودون تهديد بالقتل والاغتيال طبقاً لاتفاقية جنيف الرابعة ومراعاة للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية.


كما دعا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والدولية إلى فتح تحقيق دولي في جرائم اعتقال وإعدام الكوادر الطبية الفلسطينية على يد الاحتلال "الإسرائيلي"، وعلى رأسهم قضيتي إعدام الطبيبين إياد الرنتيسي وعدنان البرش، وإحالة المجرمين المتورطين في هذه الجرائم إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم، مطالبا المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية والإنسانية والحقوقية للضغط على الاحتلال للإفراج العاجل عن جميع الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي الفلسطيني بشكل فوري وعاجل ودون مماطلة.

 

عائلة الطبيب الرنتيسي تريد استلام جثمانه بعد استشهاده في المعتقل
 

وبحسب عائلة الطبيب الرنتيسي فإن نجلها أب لثلاثة من الأبناء، والذي يشغل رئيس قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان لم يكن يعاني قبل اعتقاله من أي أمراض أو مشاكل صحيّة، وكان الاحتلال قد اعتقله على أحد الحواجز العسكرية خلال الاجتياح البري لغزة، وله شقيق آخر اعتقله الاحتلال في شهر يناير الماضي.

الطبيب الشهيد إياد الرنتيسي
الطبيب الشهيد إياد الرنتيسي

 

ابنته دينا إياد الرنتيسي، تتحدث عن كيف وقع نبأ استشهاد والدها في معتقلات الاحتلال على الأسرة قائلة :"تلقينا الخبر عبر صحيفة هاآرتس العبرية، وكانت صدمة كبيرة لنا لم نكن نتوقع أن يستشهد بل كنا نتوقع الإفراج عنه، فمنذ 8 شهور كنا ننتظر خبر الإفراج عنه، ووقع علنيا خبر استشهاده بالصاعقة".

وتضيف دينا الرنتيسي :"كنا على أمل وكنت أطلب من المحيطين بى أن يدعو لأبي أن يفك أسره، لم يكن بمخيلتى أن يكون قد استشهد، فأنا أرى أبي خيال في حياتى في كل مناسبة أو ذكرى يكون أمامى وأرى رد فعله من كثرة اشتياقى له، ونحن راضيين بقضاء الله وقدره ونطالب بالتحقيق في واقعة استشهاده ونريد جثمانه".

دينا إياد الرنتينى ابنة الطبيب الشهيد في المعتقل إياد الرنتيسي
دينا إياد الرنتينى ابنة الطبيب الشهيد في المعتقل إياد الرنتيسي

 

وتتابع ابنة الطبيب الشهيد :"لم يكن أب لي فقط بل كان معلما وطبيبا وملهما وكل شيء بالنسبة لي، في العيد ورمضان وفي كل مناسبة أراه ، وكان يواصل العمل في المستشفى،  فلماذا أخفوا علينا استشهاده منذ أن تم اعتقاله، فهي جريمة إعدام وبأي حق يتم إعدامه داخل المعتقل فهو صاحب رسالة إنسانية طبيب نساء وولادة بأي حق يتم إعدامه".

وتكشف دينا الرنتيسى، تفاصيل اعتقال والدها قائلة :"اعتقلوه ولم نستطع فعل شيء، وكنا نريد أن نمسكه وهم يعتقلوه ولم نكن نعرف متى سيتم الإفراج عنه، اعتقلوه بطريقة همجية وكان يرتدى ملابس العمليات الجراحية واعتقلوه بكل استهزاء، وراضين بقضاء الله وفخورين به ولا نقبل له سوى الشهادة".

 

أبو سلمية بعد الإفراج عنه: الاحتلال تعامل مع الأسرى كأنهم جمادات والأطباء كانوا يضربوننا
 

وفي مطلع يوليو الحالي، أفرج الاحتلال عن الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، و و53 أسيرا آخرين، ليخرج أبو سلمية في مؤتمر صحفى ويكشف تفاصيل التعذيب الذي تعرض له وباقي الأسرى، قائلا :"تركنا الآلاف من الأسرى يعيش الأمرين يذوق من العذاب النفسي والجسدي ما لم يذقه أى أسير فلسطيني منذ النكبة بعام 1948، كل أنواع العذاب يتعرض له أسرانا خلف القضبان، فالاحتلال تعامل مع الأسرى كأنهم جمادات والأطباء كانوا يضربوننا، فالأسرى يتعرضون لصنوف التعذيب، وتعرضنا لتعذيب شديد والاحتلال يقتحم زنازين الأسرى ويعتدي عليهم بشكل شبه يومي".

الدكتور محمد أبو سلمية
الدكتور محمد أبو سلمية

نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: لدينا حالات تعذيب كثيرة أبرزها الضرب والتفتيش العاري

وفيما يتعلق بالصحفيين الفلسطينيين المعتقلين، يؤكد الكاتب الصحفي الفلسطيني عمر نزال، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، إن عدد المعتقلين من الصحفيين منذ 7 أكتوبر هم 81 صحفيا وصحفية، ولا زال 51 منهم قيد الاعتقال حتى اليوم بالإضافة إلى 15 معتقلا قبل 7 أكتوبر، مشيرا إلى أنه في غزة هناك 5 مفقودين لا يعرف أحد إن كانوا معتقلين أم استشهدوا إضافة إلى 5 صحفيين اعتقلوا وتم الإفراج عنهم.

ويضيف نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من الضفة الغربية، أن غالبية الصحفيين المعتقلين تعرضوا لكل أشكال التعذيب وتلقت النقابة الكثير من شكاوى التعذيب التي تعرض لها الزملاء، خاصة أن أشكال التعذيب التي تعرضوا لها مختلفة، متابعا :"في أول الشهرين بعد 7 أكتوبر الماضي كان التعذيب بالضرب والإهانات والتفتيش العاري ودخول غرف الأسرى في أوقات عديدة متتالية تصل إلى 10 مرات في نفس اليوم، ولكن أشكال التعذيب تراجعت بشكل طفيف مؤخرا وأصبحت الملمح الأساسي هو التجويع من خلال ندرة الأكل وسوء توزيع الأكل، خاصة أن الاحتلال يحسب علميا حجم السعرات الحرارية في اليوم يعطون المعتقل  إياها في أسوأ الأصناف الممكنة.

وبشأن أبرز الحالات التي تعرضت للتعذيب على يد الاحتلال داخل السجون الإسرائيلية، يقول عمر نزال إن الحالة البارزة للصحفيين هو الصحفى معاذ عمارنة، الذي أصيب منذ 4 سنوات في عينه واعتقل في الأيام ألأولى من 7 أكتوبر وجنود الاحتلال كانوا يتعمدون ضربه على رأسه ويمنعون عنه العلاج والعين الصناعية التي كان قد ركبها منذ سنوات، وأصبح لا يرى شيئا، وبعد فترة طلب معاذ عمارنة من الاحتلال من خلال الصليب الأحمر أن يدخلون له العين الصناعية ولكن الاحتلال رفض وظل رهن الاعتقال وهذه كانت أكثر حالة صارخة، وكذلك الصحفيات المعتقلات يواجهن تحقيق وعزل ويمثل هذا تعذيب كبير لهن .

 

صحفي فلسطيني محرر: تعرضنا للحرمان من الطعام والنوم وفقدت 18 كيلو من وزني

تواصلنا مع أحد الصحفيين الأسرى المحررين في غزة، والذي يكشف تجربته القاسية داخل إحدى معتقلات الاحتلال في غزة، حيث يحكي الصحفي الفلسطيني علي أبو شريعة، الذي أفرج عنه في فبراير الماضي، تفاصيل اعتقاله، قائلا :"تم اعتقالنا ونحن نازحين خارجين من خان يونس وذهابين إلى رفح خلال دخول الاحتلال لمدينة خان يونس، وتم إبلاغنا عبر الأمم المتحدة ووكالة الأونروا أن هناك طريق آمن يمكننا الخروج منه إلى رفح، وفي هذا الطريق كان جنود الاحتلال قد نصبوا كمين لاصطياد بعض الشباب من خلاله ، وكان نصيبي أن يتم اعتقالى في حينه".

على أبو شريعة
على أبو شريعة

 

وخلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من غزة، يكشف على أبو شريعة، كيف تعامل معه جنود الاحتلال فور اعتقاله، حيث يقول في شهادته :"نادى الجندي علينا وطلب منى إلقاء الحقيبة التي كانت على ظهري وألقيتها وهي تحتوى على ملابسي الشخصية وكان بها جواز سفرى ومبلغ نقدي يبلغ 7 آلاف دولار أمريكي ودفتر شيكات وبعض الاحتياجات الخاصة بى وصور العائلة ومناسبات العائلة موجودة ومنذ أن ألقيت الحقيبة حتى الآن لم أتمكن أن أصل أي شيء من الأشياء التي أجربنى الاحتلال أن ألقيها، ثم طلب منا الاحتلال الدخول لمكان مخصص للاعتقال، وثم طلب منا خلع ملابسنا بالكامل ما في استثناء لأي شيء من الملابس التي كنا نرتديها، وبعد أن خلعنا ملابسنا بالكامل طلب الاحتلال مني  أن أتقدم نحو الجنود، وبمجرد أن وصلت للجنود كان هناك ضرب جنوني في جميع أنحاء الجسم بجانب تربيط الأعين والأيادي إلى الخلف، ومن هنا بدأت المعاناة".

"طلب الاحتلال الجلوس على الأرض بوضع الجلوس بالركبة وهي غير صالحة للجلوس، وهو ما أحدث خدوش في ركبي وبعدها أخذونا على أماكن لا نعرفها، لأنى معصوم الأعين ومربط الأيادي، وفترة اعتقالي دامت 23 يوما، حيث اعتقلت بتاريخ 25 يناير 2024 وبعد ذلك أفرجوا عني بتاريخ 16 فبراير 2024 "، هكذا يكشف الصحفى الفلسطيني موعد اعتقاله وتفاصيل إصابته فور الاعتقال، كاشفا عن أساليب التعذيب التي تعرض لها قائلا :"أما بخصوص التنكيل في المعتقلات الإسرائيلية كثيرة للغاية بداية من الحرمان من الحمام والنوم وتظل طوال فترة الاعتقال مربوط الأيدين ومغمض العينين".

ويتابع على أبو شريعة، كاشفا حجم الأهوال التي لقاها مع عدد آخر من المعتقلين الفلسطينيين :"أثناء النوم كانوا أحيانا يحضرون كلاب ويتركونها تترك على عدد من المعتقلين ويطلبون من المعتقلين منع الحركة ، مهما فعل الكلب بالمعتقل ممنوع على المعتقل أن يتحرك أو يدافع عن نفسه، وفي إحدى المرات دخلت علينا الكلاب، وهناك كلب تبول على رأس أحد الزملاء المعتقلين ، بجانب ضرب وتنكيل، وهناك كدمات في كل أنحاء جسمي ولا زالت آثارها حتى الآن".

يكشف الصحفى الفلسطيني، سياسة التجويع التي يتبعها الاحتلال ضد المعتقلين الفلسطينيين، حيث يقول :"خلال فترة اعتقالي فقدت 18 كيلو من وزني لأن كمية الطعام التي كانوا يحضروها لم تكن تكفي وهي قليلة للغاية لا تسمن ولا تغني من جوع، وكننا ننام بدون عشاء، وأثناء التحقيق معنا ذكرت للمحقق أننى صحف وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين وعضو اتحاد العربي للصحفيين وعضو الاتحاد الدولى للصحفيين، ولم يبد الجندي الإسرائيلي أي اهتمام كونى عضو بالمؤسسات الصحفية لم يبد أي اهتمام أو اكتراث بالموضوع بل العكس بدأ يبحث عن أي شيء خلال التحقيق معي أن يديني والحمد لله لم يجد شيء يدينني عليه ".

ويواصل على أبو شريعة شهادته :"أثناء الاعتقال كان في كثير من الأحيان جيش الاحتلال يطلب منا الوقوف ورفع الأيادي للأعلى وهذا حسب مزاج الجندي الموجود قد يمتد الأمر نصف ساعة وساعة وساعة ونصف حسب مزاجه وإرضاء غروره في تعذيبك وإهانتك وهذه تحتاج قدرات خاصة للتحمل ولم يكن الجميع يستطيع تحمل لهذا الوقوف ، وأي معتقل يسقط أرضا يسحبوه للخارج وينهالون عليه بالضرب بشكل هستيرى وجنوني كعقاب له، فكانت أيام الاعتقال صعبة للغاية، وأصعب ما في الموضوع أنت لا تعرف أين أنت وكان هذا صعبا للغاية، وفترة الـ23 يوما التي قضيتها في المعتقل الإسرائيلي يتم إغماء أعيننا وربط أيدينا ، وأثناء التنقل من مكان لمكان يتم أيضا تربيط الأقدام بكلبشات إما بلاستيكية أو جديد، وبالنسبة للنوم لا يوجد ساعات نوم كافية، كنا ننام حوالى 11 مساء والساعة 4 ونصف فجرا يقظونا بطريقة مزعجة للغاية".

في هذا السياق يؤكد الكاتب الصحفي الفلسطيني عاهد فروانة، الأمين العام لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، أن الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين يتعرضون خلال اعتقالهم من قوات الاحتلال لمختلف أصناف التعذيب بداية من الاعتقال على الحاجز أو من مكان إقامتهم وتكبيلهم بالأصفاد البلاستيكية والحديدية لأيام طويلة ما يؤدي إلى جروح غائرة في معصمهم وتركهم تحت أشعة الشمس لفترات طويلة وعدم تزويدهم بمياه الشرب أو الغذاء بالشكل الكافي.

وبشأن أشكال التعذيب التي يتعرض لها المعتقلين في سجون الاحتلال ومن بينهم الصحفيين، يقول الأمين العام لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، في تصريح خاص لـ"اليوم السابع" :"أشكال التعذيب متعددة من الضرب المبرح أو ما يسمى الشبح بالوقوف لساعات طويلة أو إجلاسهم على كراسي صغيرة بأوضاع متعبة أو الجثو على ركبهم على أرض سيئة وغيرها من أشكال التعذيب، إضافة إلى التعذيب النفسي والإهانات.

معسكر "سديه تيمان" يشهد برامج تعذيب وحشية ممنهجة تشمل الكهرباء والكلاب والتقييد في الأصفاد بشكل دائم

في 5 يونيو الماضي، خرج تقرير من مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، يؤكد أن معسكر "سديه تيمان" التابع لجيش الاحتلال الاسرائيلي يشهد برامج تعذيب وحشية ممنهجة يستعمل بها كافة أساليب التعذيب من الكهرباء والكلاب والضرب والتقييد في الأصفاد بشكل دائم ومتواصل، كما أوضح المركز أن معسكر سديه تيمان، يوجد به معتقلين تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عاما، ويتم إجبارهم على الجلوس داخل البركس على ركبهم وهم مقيدو الأرجل والأيدي طوال اليوم وإرغامهم على الجلوس بوضعية واحدة في صفوف منتظمة يكون كل معتقل بجانب الاّخر ويستمر هذا الأمر من الساعة السادسة صباحا بعد العدد حتى الواحدة ليلا وقت السماح لهم بالنوم على قطعة من الجلد سمكها 2 سم، ودون حل القيود ويقوم ما يعرف بشاويش الغرفة بتغطية جميع المعتقلين عند النوم  وأيضا مساعدتهم على الدخول إلى الحمام لقضاء حاجاتهم في حال السماح لهم بذلك، ولا يتم عرض أي من معتقلي قطاع غزة على الجهات القضائية المختصة.

ويكشف المركز الحقوقي، أن المعتقلين في سجن عوفر الإسرائيلي يتعرضون إلى الضرب والتنكيل من خلال دخول قوات القمع إلى الغرفة بمعدل مرة كل أربعة أيام حيث يستخدم الجنود الكلاب وغاز الفلفل لتعذيبهم، ومخالب الكلاب تنغرز في ظهور المعتقلين وتحدث لهم أوجاعا شديدة، وبالإضافة إلى الرعب من جراء صوت نباح الكلاب العالي والمتواصل، وبعد فترة التعذيب الشديد الذي يتعرض لها المعتقلون من قطاع غزة في سجن عوفر يتم إعادة بعض الذين تقرر الإفراج عنهم بذات الطريقة التي جاؤوا بها إلى معسكر "سديه تيمان" طوال الطريق التي تستغرق عدة ساعات.

عائلات الأسرى الفلسطينيين يطالبون الصليب الأحمر الدولي الالتزام بواجباته القانونية تجاه المعتقلين
 

في 5 يونيو الماضي، نشر الموقع الرسمي لنادى الأسير الفلسطيني، مناشدة عاجلة من عائلات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى المجتمع الدولي، تضمنت 6 مطالب وهي تشكيل لجنة دولية حقوقية بشكل عاجل من أجل زيارة الأسرى والأسيرات الفلسطينيين في سجون الاحتلال، للاطلاع على الظروف التي يعيشون بها، حيث إن هنالك أعداد مضى على اعتقالهم أكثر من 35 عاما، ومطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي الالتزام بواجباته القانونية والإنسانية أمام ما يحدث من جرائم وانتهاكات تمس بحقوق الأسرى الفلسطينيين وزيارتهم، والعمل على السماح لذويهم بزيارتهم للاطمئنان عليهم.

بيان عائلات الأسرى
بيان عائلات الأسرى

 

كما تضمنت المطالب أيضا، مناشدة الهيئات الدولية التحرك العاجل من أجل الضغط على سلطات الاحتلال لوقف سياسة التجويع الهادفة إلى القتل بحق الأسرى والأسيرات الفلسطينيين، واعتبار ما تمارسه إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى والأسيرات جرائم حرب، تهدف إلى قتل الأسرى، وتشكيل لوبي دولي ضاغط لمتابعة ظروف وحياة الأسرى والأسيرات الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ خطوات سياسية من قبل المجتمع الدولي عبر سفاراتها في إسرائيل من أجل متابعة قضية الأسرى الفلسطينيين وزيارتهم، والعمل على تحسين ظروف حياتهم، وتوفير المعايير الدنيا لمعاملة السجناء وفق القانون الدولي.

رسالة عائلات الأسرى الفلسطينيين للمجتمع الدولي، تضمنت أشكال التعذيب التي يتعرض لها ذويهم داخل المعتقلات، منها استخدام الاحتلال سياسة التجويع، وحرمان الأسرى من الوجبات الغذائية، وتوفير وجبات قليلة جداً غير صحية وغير كافية، وتتعرض مكشوفة لأشعة الشمس والغبار لساعات طويلة حتى تتلف ومن ثم تقدم للأسرى، حتى أنها معدومة من السكر والأملاح، مما أرهق أجساد الأسرى والأسيرات (منهم المرضى والأطفال)، وغير قادرين على الحركة أو التنقل داخل الزنازين، والبعض منهم تعرض لحالات إغماء لأكثر من مرة، ومن نالوا حريتهم ظهر عليهم فقدان الوزن، وكانوا أشبه بالهياكل العظمية نتيجة للسياسة سابقة الذكر، بجانب سياسة التعذيب الممنهجة جسديا ونفسيا، التي يمر بها الأسير منذ لحظة اعتقاله، وخلال التحقيق، ومن خلال اقتحام الزنازين، من ضرب وإهانات تمس بالكرامة الإنسانية، إلى جانب سياسة التفتيش العاري المذلّة، داخل الزنازين، أو خلال نقل الأسرى من زنزانة لأخرى، أو من قسم لآخر، وحتى لحظة الإفراج عنهم.

وأكد عائلات الأسرى الفلسطينيين، أن عمليات التّعذيب كانت العامل الأبرز الذي أدى إلى استشهاد أسرى منذ بداية الحرب، وعلى مدار العقود الماضية، كما شملت عمليات التعذيب الحرمان من توفير المقومات التي يمكن أن تساعد الأسير على الحفاظ على نظافته، حيث لا يتم توفير المياه إلا ساعتين باليوم، ولا يسمح للأسرى بالاستحمام إلا مره واحدة في الأسبوع، ولكل أسير 5 دقائق فقط، حتى لا تتوفر مواد تنظيف من صابون، أو شامبو، مما أدى لإصابة الأسرى بأمراض جلدية معدية ومؤلمة جداً، أبرزها مرض الجرب.

ابن عم أسير فلسطيني: الاحتلال يمارس أساليب صعبة في التعذيب

وبالحديث عن أسر وعائلات الأسرى، تواصلنا مع حمزة حماد، المواطن الفلسطيني المقيم في شمال غزة، وابن عم المعتقل الفلسطيني ضياء عصام إبراهيم حماد، والذي تم اعتقاله على حاجز نتساريم خلال نزوحه إلى جنوب قطاع غزة برفقة عائلته.

ويقول حمزة حماد في تصريحات لـ"اليوم السابع" :" نحن لم نتوصل لأي معلومة رسمية عنه وعن ظروف اعتقاله لأن الاحتلال يرفض التعامل مع الصليب الأحمر والمؤسسات المختصة بشكل عام لكن وفق ما نسمع من روايات للأسرى الذين خرجوا من المعتقلات الإسرائيلية مؤخرا قالوا إن الاحتلال يمارس أساليب صعبة في التعذيب".

ويضيف حمزة حماد :" الاحتلال يمارس وسائل تعذيب مثل الشبح والتنكيل والضرب والصاعقة الكهربائية والعزل الانفرادي مما تسبب في إصابة المعتقلين بالجرب وحرمانهم من الاغتسال، بجانب التبول والتبرز على أجساد الأسرى ودعوة الكلاب بالتهجم على المعتقلين، وغيرها الكثير من وسائل التعذيب المتنوعة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة