ذكرى وفاة نجيب الريحاني.. ماذا جاء فى مذكراته عن كشكش بك؟

السبت، 08 يونيو 2024 08:00 م
ذكرى وفاة نجيب الريحاني.. ماذا جاء فى مذكراته عن كشكش بك؟ مذكرات نجيب الريحانى
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحل اليوم ذكرى وفاة الممثل الفكاهي الكبير "نجيب الريحاني" الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 يونيو 1949م، ويعد رائد من رواد الفن المصري والعربي في النصف الأول من القرن العشرين، اشتهر بشخصية "كشكش بيه" قدم العديد من المسرحيات والأفلام، منها فيلم «غزل البنات» الذي اختير ليكون تاسع أفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية، ونقدم لكم ما جاء في مذكراته عن كشكش بك.

يقول نجيب الريحاني في مذكراته "مذكرات نجيب الريحاني" وتحت عنوان كشكش بك: في إحدى الليالي، استلقيت على الفراش واستعرضت أمام مخيلتي كل ما مر بي من تجارب حلوها ومرها، ووقفت أمام الكثير منها استخلص ما تبعها من خير أو شر، فإذا بي أجد مواضيع هي الترجمان الصادق لتلك الحياة التي نقضيها في هذا العالم المضطرب.

وفي فجر هذه الليلة، ولست أدري أكنت في تلك اللحظة نائما أم مستيقظا، وإنما الذي أؤكده أنني رأيت بعيني رأسي خيالا كالشبح، يرتدي الجبة والقفطان وعلى رأسه عمامة ريفية كبيرة، فقلت في نفسي. ماذا لو جئنا بشخصية كهذه وجعلناها عماد رواياتنا.

ولم أتوان في نفس الدقيقة، وكانت الساعة الخامسة صباحا، فقمت من فراشي وأيقظت أخي الأصغر، وكان لي خير عون وساعد، ورحلت أملي عليه هيكل الموضوع الذي صممت على إخراجه، وكان عبارة عن أن عمدة من الريف وفد إلى مصر، يحمل الكثير من المال فالتف حوله فيها فريق من الحسان أضعن ماله وتركنه على الحديدة، فعاد إلى قريته يعض بنان الندم، ويقسم أغلظ الإيمان أن يثوب إلى رشده، وألا يعود إلى ارتكاب ما فعل.

ولما أشرف الخواجة روزاتي صاحب ملهى «الأبيه دي روز» على الإفلاس وكاد يقفل «الملهى»، تقدمت إليه أرجو تأجيل «النطق بالحكم» بضعة أيام، حتى أضع رواية قد تكون الداء الشافي لداء الكساد!!

وقبل الرجل ما اقترحت عليه، فكان أن وضعت أولى روايات كشكش بك، وكانت عبارة عن اسكتش فكاهي، يستغرق عشرين دقيقة، موضوعه كما ذكرت، وجعلنا اسم الرواية «تعالي لي يا بطه».

وفي ظهر يوم الافتتاح كنا نجري البروفة النهائية، وقد أحسست حينذاك أن روايتي هذه تعتبر مثلا أعلى في السخافة، وأنني لو كنت بين الجمهور أثناء تمثيلها لما وسعني إلا أن ألعن خاش المؤلف، والمؤلف، بالطبع، هو أنا والمخرج برضه أنا، والملحن … أنا أيضا! فقلت: آه يا وقعتي يا أنا، وقبضت على قلبي بيدي من هذه اللحظة إلى مساء اليوم المذكور، حيث قصدت إلى المسرح أسير هائما وساقاي لا تستطيعان حملي.

وجلست أمام المرآة أصنع لنفسي «مكياجا»، وأضع للمرة الأولى «ذقن كشكش بك». وانتهيت من مهمتي ونظرت إلى شكلي في المرآة، ولا أنكر عليك يا سيدي القارئ أنني شاهدت وجها «فنيا» يطابق الشخصية التي رسمتها في مخيلتي … شخصية العمدة الريفي الساذج الذي أشاب الزمان قرنيه، وما تزال أشعة السحر تبدو في عينيه.

وتوكلنا على الله ورفعنا الستار، واقتحمت المسرح بجبتي وقفطاني، ويا قاتل يا مقتول!! كنت مضطربا بالطبع، وكان يلوح في خيالي سوء المصير إذا ما قدر لنا السقوط والفشل. إذ أين أذهب؟ ومن أين لي الأربعون قرشا التي أتقاضاها عن كل ليلة، والتي تدفع عني هموم الزمان وغوائل الحدثان؟

وانتهى التمثيل، وما أدري والله العظيم على أي حال انتهى؟ وهل نجحت الرواية أم سقطت؟ وهل نالت القبول من مديرنا العزيز الخواجة روزاتي، أما سببت له امتعاضا فوق ما كان يشعر به من «اشمئناط»؟!

مذكرات نجيب الريحانى
مذكرات نجيب الريحانى

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة