سياسيون يكتبون لـ"اليوم السابع"في الذكرى11 لملحمة إنقاذ الوطن..زكي القاضي:حكايتى مع 30 يونيو واتصال 3 يوليو.. حـسن شاهـين: المصريون أرادوا الحياة.. كريم السقا: فجرٌ جديدٌ على مصر.. ومخيون يرصد أخطاء قادت للثورة

الأحد، 30 يونيو 2024 07:30 م
سياسيون يكتبون لـ"اليوم السابع"في الذكرى11 لملحمة إنقاذ الوطن..زكي القاضي:حكايتى مع 30 يونيو واتصال 3 يوليو.. حـسن شاهـين: المصريون أرادوا الحياة.. كريم السقا: فجرٌ جديدٌ على مصر.. ومخيون يرصد أخطاء قادت للثورة 30 يونيو
إعداد - إيمان علي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خصص عدد من السياسيين ومؤسسي حملة تمرد، مساحة للحديث عن مواقفهم ومشاهداتهم الشخصية لفترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، بالتزامن مع الذكرى الـ 11 لثورة 30 يونيو، وقدموا من خلال مقالات لليوم السابع، تفاصيل تلاحم الشعب المصري واحتشاده بالملايين في الميادين لإسقاط حكم الاستبداد وتهديد الوطن.

كما رصد السياسيون المشاركون، شهادات هامة لهم حول فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكيف كانت هذه الجماعة تخطط لنشر مزيد من الخراب والدمار والسيطرة على كل مفاصل الدولة لولا قيام ثورة 30 يونيو وخروج الشعب ضد الجماعة الإرهابية رافضا حكمهم.
وإليكم نص المقالات...

حكايتى مع 30 يونيو واتصال 3 يوليو
 

بقلم زكي القاضي- أحد مؤسسي حملة تمرد

زكي القاضي

أتذكر تلك الأيام جيدا، تلك الفترة ما بين شهر إبريل 2013 وحتى يوليو 2013، والتي شهدت مولد حركة تمرد، تلك الحركة الشعبية المصرية العفوية، والتي جاءت تعبيرا عن قدرة المصريين على التغيير، بل وخلع جماعة لها باع في الحياة العامة المصرية، فاستطاعت حركة تمرد مع غيرها من الحركات والجبهات في المساهمة بشكل كبير في إزاحة الإخوان عن مصر عموما، لتخرج مصر مجددا للنور، وتهرب من مصير مأساوي للغاية كان مكتوبا عليها، في ظل حكم جماعة إرهابية لا ترضى بغير الإخوان بديلا، وهو ما تم بفضل الله وبإرادة الشعب المصرى، وبتأييد الجيش المصرى وقيادته في ذلك التوقيت، لنسجل ثورة عظيمة في التاريخ عموما، وثورة متفردة في أحداثها في التاريخ المصرى.

في أحد ليالى شهر مايو 2013، أتذكر ذلك الاتصال الهاتفى بينى وبين أحد المسئولين الكبار في الدولة المصرية، حينما وقعت في مساحة التشويش، فسألته بشكل مباشر:" حضرتك شايفنا إزاى"، كان لفظ " إزاى" استدلالي يبحث عن إجابة تطمئنه، وكان الخوف يتملكني بكل ما تعنيه الكلمة، فنحن لدينا يقين داخلى بأن الإخوان ومن في حكمهم يعدون لنا العدة، ويضعون القوائم، وهم مغرمون بالقتل والتنكيل بكل من ضدهم، وحينما سألت ذلك المسئول وصمت بعض الوقت، ظننت أنه لن يتحدث، ربما يكون قد ارتاب من سؤالي هاتفيا فذكرنى برقم خطه الأرضى، وكان موجودا لدي مسبقا، وطلبته فأجابنى:" إنت عايز إيه يعنى، أجاوبك أقولك إيه"، فطلبت منه قائلا:" أنا عايز بس أعرف انتوا شايفينا إزاى"، فأخبرنى بتلك الرسالة التي أحفظها وأنقلها لكم بكل صدق قائلا:" تمرد حركة شبابية طاهرة، لديها طموح بأن تغير الوضع، وترى فينا ثقة لدعم مطالب الشعب، لكن لكل حدث حديث"، أغلقت معه الهاتف وأنا أفكر في تلك الإجابة، ومرت الأيام وكنا قد اقتربنا من 30 يونيو فتواصلت مع قيادة كبرى توفاها الله الان وسألته :" يافندم انتوا هتسيبوا البلد كدة.. الناس تايهة"، فأجابنى بصوته الوثيق قائلا:" الجيش المصرى عمره ما ساب الشعب المصرى يا زكى، بس خلينا نحاول نلاقي حل لآخر لحظة"، أخذت منه الإجابة وصمت، فقد كان الشارع يغلى، وثورة الشعب بوادرها تملآ الميادين.

في 30 يونيو 2013، ذلك اليوم المشهود شاركت في مسيرة من مصر الجديدة، مع الزملاء محمود بدر وحسن شاهين ونورهان طمان، وأستطيع القول أن ثقتنا في التغيير كانت كبيرة، فقد كان هناك وعد الـ3 أيام، وهو وعدنا الضمنى مع كافة القوى السياسية والشعبية بالالتزام بالميادين لمدة 3 أيام، وحينها ستفهم الدولة المصرية ضرورة تدخلها، وهو ما توقعناه وحدث، وتدخل الجيش المصرى ببيانات متتالية، حتى وصلنا للبيان العظيم في 3 يوليو 2013، والذى أعلنت فيه مصر زوال حكم جماعة الإخوان، بل وانتهاء الإخوان أنفسهم من مصر والعالم فيما بعد، ومن مفارقات ذلك اليوم أتذكر أننى قابلت سيدتين أشقاء كبار في السن في تلك المسيرة، ظلا يتواصلان معي لعدة سنوات حتى توفا أحداهما الله منذ عامين تقريبا.

من بين ذكريات تلك الفترة أننا كنا نقطن في شقة رقم 902 في نهاية شارع خضر التونى، وكانت تطل على رابعة العدوية في الشارع الفاصل بين وزارة الدفاع القديمة ومول شهير، وكنا نطلق عليها اسم " بطن الزير"، والتي شهدت تواجدنا بجانب مقرين آخرين في وسط البلد وشارع صلاح سالم، وأتذكر في أحد الأيام بعد أن امتلأت الشوارع بضباط الجيش بعد انتشارهم في كافة ربوع مصر، بأن أحد الضباط شاهد أن شبابا يرتادون كثيرا على العمارة، فطلب من أحدهم بأن يدخل "الحمام"، وهو لا يعرف أن ذلك المقر هو مقر حركة تمرد، وحينما جاء ذلك الشاب مع الضابط، اعتقدنا جميعا بأن الجيش سيتخذ اجراء معنا، وسيطر علينا القلق بشكل كبير، حتى إن بواب العمارة كان يقف أسفل المبنى ويطلب من كل القادمين ويعرفهم بأن يغادروا بسرعة لأن الجيش في الشقة، ولم يكن يعرف أن الضابط شريف درويش ماهو إلا ضابطا يرغب في دخول الحمام لا أكثر، وقد تعرف علينا حينها ولم ينبهنا لذلك لعدم إثارة القلق.

في 3 يوليو 2013 .. ذلك التاريخ الذى أعلن العالم فيه أن المصريين قادرون على التغيير، فقد شاركت _ بجزء بسيط_ بصفتى عضوا في حركة تمرد، حينما جاء الاتصال الهاتفى من وزارة الدفاع المصرية يطلبون فيه حضور حركة تمرد لمقر في شارع الثورة للحديث مع القوى السياسية للوصول لحل لما يتم في الشارع، وكانت وسائل التواصل بين الحركة والقوات المسلحة غير موجودة رسميا على الاطلاق قبل ذلك اليوم، وبالفعل تحققت المهمة، ووصلت تمرد بأعجوبة للمكان وحدث ما حدث بعدها.
 

حـسـن شـاهـين يكتب: المصريين أرادوا الحياة فاِنجلى  الليل وانكسر القيد
 

  مؤسس حملة تمرد

حسن
حسن شاهين

 

جماعة الإخوان الإرهابية منذ تولى محمد مرسى الحكم ظهر  عنهم عنجهية و سيطر عليهم تخيل وهمي أن الشارع معهم لأنهم ممثلين الرب على الأرض، و الأوصياء الأصليين للدين الإسلامى، لم يستطع الإخوان  أن يخففوا من حدة الإحتقان الموجود في الشارع المصري بغبائهم حولوا كل المصريين لمعارضين، لم يكتفي التنظيم الإرهابي بأشعال فتيل الفتنة و الطائفية بين صفوف المصريين، ولا توقفوا عند إفتعال  الأزمات مع كافة فئات الشعب المصرى، بل أرادوا وإتخذوا خطوات واسعة لأخونة الدولة ثم محاصرة المحكمة الدستورية ثم مذبحة القضاء الأولى، ثم التخابر ضد مصر،، هذا العبث  فى مقدرات الدولة المصرية تم إرتكاب هذا بشكل سريع و متتالي، و عن إرتكب الإرهابيين  المذبحة الأولي للقضاء المصرى فى ظل الحكم الطائفى.

  
شهد يوم 2 ديسمبر 2012 حصار أنصار التنظيم الإرهابى للمحكمة الدستورية ومنع القضاه من العمل، بعد إحتشاد أنصار الجماعة الإرهابية لإصدار المحكمة حكماً بحل الجمعية التأسيسية التى وضعوها لتفصيل الدستور وحل مجلس الشورى وبإشارة من مرسى ومكتب الإرشاد تم التعدى على القانون والدستور بل وإذداد الأمر سوءا بعد قيام ممثل التنظيم الإرهابى فى الحكم بالتخابر على الدولة المصرية مع قوى الشر والإرهاب فى الخارج وتم رصد ذلك وتسجيله كل هذا العبث وأكثر على مدار عام لقب بالعام المظلم من تاريخ الأمة حتى فاض الكيل بالشعب المصرى الأبى الذى استشعر مدى الخطورة على الأمن القومى المصرى وعلى هوية وطن تهدم مقدراته وتندثر ثقافته  بل وتمحى مع أعتاب الرجوع للجاهلية تحت حكم الإخوان.

محمد مرسي رئيس طائفى والإخوان تنظيم إرهابى، لن ينسي المصريون على مدار التاريخ إرهاب تلك الجماعة من أجل الوصول للحكم والإغتيالات والتفجيرات التى قاموا بها فيما قبل الستينات وما بعدها مثل إغتيال القاضى أحمد الخاذندار وأحمد ماهر باشا مرورا بحادثة المنشية وإغتيال النقراشي باشا فمنذ نشأة الجماعة بدأ ترسيخ الإرهاب الفكرى وبناء عقيدة ومعتقد له وبثه بين أفراد المجتمع من خلال أمتهم ومشايخهم على سبيل الدعوة.
ليعودوا من جديد فى يوم 12 أكتوبر عام 2012 ويبدأ أنصار التنظيم الإرهابى بالنزول والإعتداء على بعض المواطنين الذين قرروا تنظيم فاعلية لكشف حساب مرسي فى 100 يوم كما وعد أثناء حلفه اليمين بالطريقة الهذلية فى ميدان التحرير يوم 29 يونيو 2012 حيث قاموا بإلقاء المتظاهرين من على المنصة داخل الميدان وتحطيمها والإعتداء والإشتباك مع كل من يختلف مع محمد مرسي وبدأت الجماعة من ذلك اليوم دفع المصريين للإقتتال مع بعضهم البعض، مشهد غريب على مصر ولكنه المشهد المحبب للجماعة الارهابية، لا يعنيهم ان يحتدم الأمر و يصل الي  حرب أهلية ما يشغلهم هو البقاء فى الحكم.


وتأتى الأحداث تباعا وتحاول الجماعة إشعال الفتنة داخل صفوف الجيش المصرى فى يوم  12 أغسطس  وإقالة المشير محمد حسين طنطاوى وقيام التنظيم الإرهابى بتدخل صريح مخالف للقانون المصرى العسكرى ولكن سرعان ما تداركت القوات المسلحة ذلك الأمر وكانت على قلب رجل واحد وعلم المصريون جيدا وقتها أن تلك المحاولة البائسة من التنظيم الإرهابى هى محاولة منهم للتستر على ما حدث قبل ذلك بأيام وتحديدا يوم 6أغسطس عام 2012 من إستشهاد 16 من جنود وضباط القوات المسلحة المصرية أثناء تناولهم الإفطار وكان المسؤل الأول هو التنظيم الإرهابى الحاكم وأعوانه ومكتب إرشاده الذى أطلق سراح العناصر الإرهابية ودعمها من أجل السيطرة على بعض المناطق الحدودية فى تهديد صريح لمصر والمصريين للقبول بحكم الجماعة.

وتمر الأيام ويضرب محمد مرسي ممثل التنظيم الإرهابى فى الحكم بالقانون والدستور عرض الحائط ويتعدى على السلطة القضائية ويصدر قرار بإقالة النائب العام فى 11 أكتوبر عام 2012  و من ثم فى 21 نوفمبرمن نفس العام ينصب مرسى نفسه إله فى إعلان دستورى يجيز له إلغاء كافة السلطات والتدخل فيها وفرض سلطة الجماعة والتنظيم بالقوة وترسيخ قواعدها داخل مؤسسات الدولة ولم يكتفى التنظيم بذلك بل ويرسل أنصاره أيضا إلى الشارع للإعتداء على أى مخالف فى الرأى ولن ينسي المصريون حتى تلك اللحظة مجزرة الإتحادية يوم 6 ديسمبر 2012 و التى راح ضحيتها أكثر من 5 شهداء منهم الصحفى الصديق الحسينى أبو ضيف وأكثر من مائتى مصاب كنت أنا أحدهم وشاهدت إغتيال الصديق الصحفى الحسينى أبو ضيف أمام عينى وتقدمت ببلاغ رسمى وقتها ضد قيادات الجماعة وإستدعتنى المحكمة بعد ذلك لسماع شهادتى فى مقتل الحسينى وأحداث الإتحادية ورأيت حينها قيادات تلك التنظيم الإرهابى أمامى فى قفص الإتهام وجميعهم مصابون بحالة من الجنون.

و جاءت تمرد.. تمرد تم الترحيب بيها من جموع المصريين لأن كيل المصريين كان طفح، نظمت تمرد التظاهر و أعطت شكل حقيقي وواقعي عن عدد المعارضين فى الشارع و بشكل أوضح أظهرت أن الشعب المصري بالكامل معارض ماعدا الإرهابين، مسنى إرهابهم بعد إعلانى للبيان التأسيسي لـ تمرد فى ٢٨ ابريل ٢٠١٣، وأتذكر شخصياً بصفتى مؤسس حملة تمرد لجمع التوقيعات ضد الجماعة الإرهابية والدعوة لنزول المصرين فى ثورة 30 يونيو إعتداء الإخوان على  وحرق مقر الحملة وأنا بداخله بعد تهديدات مباشرة من مكتب خيرت الشاطر من خلال أحد ممثلين حزب الحرية والعدالة الذى كان بمثابة الذراع السياسي للتنظيم الإرهابى وقت ذلك، بخلاف توعدهم و تهديدهم المباشر لأهلي على تليفوناتهم الخاصة بعد كل لقاء تليفزيوني يجمعني أنا و ممثل من جماعتهم،  تتوالي، علاوة على محاولة إغتيالي الثاني من خلال اصطدامى  بسيارة و كأن بسقوط تمرد ضمنوا الحكم .. لا والله الشعب المصري كله كان تمرد كل المصريين تمردوا بقوة و خوف على البلد و مستحيل لأي سلطة أو إرهاب غاشم أو تهديد إخماد ثورتهم.


المصريون قرروا التمرد على حكم الجماعة لشعورهم بالخوف على مستقبلهم ومستقبل أولادهم فى ظل حكم الجماعة وإنطلقت حملة تمرد لتمهد الطريق إلى 30 يونيو و تعبر عن حالة المصريين وإختير يوم الثلاثين من يونيو حتى يطلق المصريين حكمهم بالرحيل على تلك الجماعة بعد تمام عام كامل أثبتت فيه الجماعة تلاعبها وخداعها للمصريين بل والتأمر على الوطن.
فالمصريين لم يخرجوا على الجماعة من أجل المعائش ولكن من أجل الله والوطن بعد أن إكتشفوا خيانة التنظيم ووحد المصريين صفوف جبهتهم الداخلية وحشدوا كل طاقتهم من أجل الخلاص من تلك الجماعة وجمع المصريين أكثر من 22 مليون توقيع وإحتشدوا فى ميادين مصر بمليونيات تخطت أعداداها قرابة الثلاثين مليون مصرى مطالبين برحيل محمد مرسي وتلك الجماعة، وأقسموا ألا يعودوا إلى منازلهم إلا بعد تنفيذ مطالبهم التى إستجاب لها بيت الوطنية المصرية ودرع وسيف الوطن والشعب وهى القوات المسلحة المصرية وعلى رأسها الفريق أول عبد الفتاح السيسى وقت ذلك وبدأت القوات المسلحة المصرية مهمتها فى حماية الثورة وتنفيذ مطالبها وتصدت للإرهاب وقدمت الكثير والكثير من التضحيات على مدار سنوات عديدة.
وانتصر الشعب على التنظيم الإرهابى
وكانت كلمة الشعب المصرى هى العليا فى الثلاثين من يونيو وأعلنت القوات المسلحة المصرية استجابتها لمطالب المصريين وعزل محمد مرسي وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة وبدأت مصر فى طريقها إلى عهد جديد كان يأمل إليه المصريين وتطلع أمانيهم له وبدأ الخروج من النفق المظلم الذى دخل فيه المصرييون على يد التنظيم الإرهابى ولم يخشى الشعب من بطش وإرهاب الجماعة لأنه على علم اليقين بأن الجيش المصرى لن يتخلى عن شعبه وكان المشهد فى الشارع المصرى يدل على لحمة وطنية حقيقية بين كل الفئات والأعمار تجعل النجاح هو حليف المصريين والإنتصار على الجماعة الإرهابية وعزلها خطوة فى المسار الصحيح وتنفيذ لإرادة الثورة الشعبية فى الثلاثين من يونيو.
كما قال ابو القاسم الشابي.. إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

ثورة 30 يونيو: فجرٌ جديدٌ على مصر

بقلم كريم السقا

عضو لجنة العفو الرئاسي

كريم السقا 

على وقع أنغام الثورة، ونداءات الجماهير، بزغ فجرٌ جديدٌ على مصر في الثلاثين من يونيو عام 2013، فجرٌ حطّم قيود الظلم والاستبداد والرجعية والتطرف والعنف، وأعاد شعاع الأمل لوطنٍ كاد أن ينزلق في هاوية الفناء.


ولستُ ببعيدٍ عن تلك الأحداث الجسيمة، فقد عايشتُها عن كثب، وشاركتُ في ثورة 30 يونيو وما سبقها من أحداث وزخم بكلّ جوارحي، مُدركًا خطورة تلك اللحظة، وضرورة التكاتف لنزع فتيل الأزمة التي كادت أن تُمزّق الوطن.


أتذكرُ كأنّها بالأمس، تلك المشاهد المؤلمة في ساحة الاتحادية، والمقطم، وميدان التحرير، حيث سقط الشهداء برصاص غاشمٍ واهينت الرموز الوطنية، ضحايا لبطش الإخوان المسلمين الذين سعوا جاهدين لتغيير هوية مصر، وفرض أفكارهم المتطرفة.


لم تكن تلك الأحداث مجرد صراعٍ سياسيٍّ، بل كانت صراعًا على الهوية، وصراعًا على مستقبل الوطن، وصراعًا على القيم والمبادئ التي تربّينا عليها.
وإلى جانب تلك المشاهد المأساوية، أتذكرُ أيضًا مشاعر الأمل والتفاؤل التي سادت بين جموع الشعب المصري، مشاعرٌ دفعتنا إلى النزول إلى الشوارع، والمشاركة في ثورةٍ عظيمةٍ هزّت أركان النظام الفاسد الغاشم.


شاركتُ في حركة "تمرد"، وجمعتُ التوقيعات، وواجهتُ  هجمات الإخوان التي تطورت الى محاولة لحرق مقر الجمعية الوطنية للتغير ونحن بداخلها او محاولة بعض قيادات الاخوان اغرائي للعمل ضد تمرد وتسليمهم التوقيعات التي جمعت، مُدركًا أنّنا نقف على خطٍّ فاصلٍ بين مستقبلٍ واعدٍ ومستقبلٍ مظلمٍ.


وكانت جبهة الإنقاذ الوطني، بقيادة شبابها، بمثابة شعلةٍ تُنير الدرب، حيث نجحت في حشد جميع الاطياف السياسية والفكرية على أرضية واحدة والعمل معا من أجل كشف حقيقة الإخوان للشعب المصري وتنفيذ بعض المبادرات التي هيئت ومهدت الطريق لفجر ٣٠ يونيو،  واتذكر هنا معركة هزيمة الإخوان في انتخابات اتحادات طلاب الجامعات التي قدتها بنفسي اثناء حكمهم، مُثبتين أنّ إرادة الشعب أقوى من أيّ قوةٍ.


لقد كانت ثورة 30 يونيو درسًا قاسيًا للجماعة الإخوانية، كشفت عن زيف أفكارهم، ووحشيتهم، وفشلهم في الحكم، ودفعتهم ثمنًا باهظًا لجرائمهم ضد الوطن والشعب.


وبعد رحيل الإخوان، بدأت مصر مسيرةً جديدةً نحو البناء والنهوض، مستندةً إلى إرادة شعبها القوية، وتصميمه على تحقيق مستقبلٍ أفضل لأجياله القادمة.
إن ثورة 30 يونيو ليست مجرد حدثٍ عابرٍ في التاريخ المصري، بل هي ثورةٌ شعبيةٌ عظيمةٌ، أعادت مصر إلى مسارها الصحيح، وحافظت على هويتها الوطنية، وكشفت عن روح الشعب المصري العظيمة، وقدرته على التغيير والمقاومة.

يونس مخيون يكتب أخطاء قادت إلى ٦/٣٠

يونس مخيون

بعد ثورة ٢٥ يناير وسقوط النظام السابق ،كان رؤيتنا فى حزب النور أن يكون الرئيس القادم توافقيا يجتمع حوله المصريون والقوى السياسية تجنبا لأي حالة استقطاب او صراعات سياسية ومجتمعية فى وقت نحتاج فيه إلى التعاون والتماسك فى بداية عهد جديد فالوضع لايحتمل أبدا أن يقود البلد بعد الثورة رئيس ينتمى إلى كيان ينتمى للتيار الإسلامى وكان الإخوان متفقين معنا فى هذه الرؤية فى بداية الأمر وأكدوا لنا ذلك أنهم لن يتقدموا بمرشح رئاسي  بل تم إعلان ذلك وتأكيده على لسان المرشد وخيرت الشاطر والكتاتنى ، ولكن فوجئنا أنهم تقدموا  بخيرت الشاطر ثم د محمد مرسى ، وهذه كانت بداية النهاية  وأصبح د محمد مرسى رئيسا للجمهورية مع حصول الاخوان على أغلبية كبيرة فى مجلس الشعب، وهنا بدأ واضحا رغبة الإخوان فى الاستحواذ بل ممارسة سياسة الاقصاء للآخرين وهذه هى بداية فشل اي نظام يقود بلدا كبيرا مثل مصر، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى سياسة الصدام مع مؤسسات الدولة بداية من الوزارة بقيادة الجنزورى إلى القضاء إلى المؤسسة العسكرية والداخلية ألى آخره حتى وصل الأمر إلى حالة انسداد سياسى وبدأ يلوح فى الأفق بوادر أزمة شديدة وبداية مواجهات تمثل خطرا على مستقبل البلاد.

هنا تقدم حزب النور بمبادرة لحل الأزمة القائمة فى ٢٩ يناير سنة ٢٠١٣ لاقت قبولا من كافة القوى السياسية ماعدا الإخوان الذين اتهمونا بالخيانة وهاجمونا هجوما شديدا،  والعجيب ان هذه المبادرة التى رفضوها أعلن د مرسى قبولها فى آخر خطاب له قبل عزله ولكن بعد فوات الأوان ولو كانوا قبلوها فى حينها ما كنا وصلنا إلى ماحدث فى ٦/٣٠ ، ومع اقتراب ٦/٣٠ جلسنا مع مكتب الإرشاد ونصحناهم أن يبادروا بتقديم حلول استشعارا منا بخطوة الموقف ولكن لم يستجيبوا،  بل جلسنا مع د مرسى حوالى ساعتين ونصف لإقناعه بمبادرة حزب النور ولكن لا استجابة>


وحدث ما حدث فى ٦/٣٠ حينها تقدم حزب النور بمبادرة أهم بند فيها : مطالبة الرئيس مرسى بالدعوة لإنتخابات رئاسية مبكرة ، ولو استجاب لذلك ما كنا وصلنا ل ٧/٣  واعلان خارطة الطريق التى شارك فيها حزب النور  تعاملا مع واقع جديد ساقنا إليه تعنت الإخوان فى عدم قبول النصح واصرارهم على تبنى سياسة الصدام ومقابلة الحشود بحشود والدعوة لاعتصام رابعة يوم ٦/٢١  وتبنى الخطاب الصدامي بدلا من إيجاد حلول حقيقية وتصحيح الأخطاء الكارثية التى وقعوا فيها، وكان قدر الله مفعولا







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة