بعد ثورة 25 يناير وسقوط النظام السابق، كانت رؤيتنا فى حزب النور أن يكون الرئيس القادم توافقيا يجتمع حوله المصريون والقوى السياسية تجنبا لأى حالة استقطاب أو صراعات سياسية ومجتمعية فى وقت نحتاج فيه إلى التعاون والتماسك فى بداية عهد جديد فالوضع لا يحتمل أبدا أن يقود البلد بعد الثورة رئيس ينتمى إلى كيان ينتمى للتيار الإسلامى وكان الإخوان متفقين معنا فى هذه الرؤية فى بداية الأمر وأكدوا لنا ذلك أنهم لن يتقدموا بمرشح رئاسى، بل تم إعلان ذلك وتأكيده على لسان المرشد وخيرت الشاطر والكتاتنى، ولكن فوجئنا أنهم تقدموا بخيرت الشاطر ثم د محمد مرسى، وهذه كانت بداية النهاية وأصبح د محمد مرسى رئيسا للجمهورية مع حصول الإخوان على أغلبية كبيرة فى مجلس الشعب، وهنا بدا واضحا رغبة الإخوان فى الاستحواذ بل ممارسة سياسة الإقصاء للآخرين وهذه هى بداية فشل أى نظام يقود بلدا كبيرا مثل مصر، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى سياسة الصدام مع مؤسسات الدولة بداية من الوزارة بقيادة الجنزورى إلى القضاء إلى المؤسسة العسكرية والداخلية إلى آخره حتى وصل الأمر إلى حالة انسداد سياسى وبدأت تلوح فى الأفق بوادر أزمة شديدة وبداية مواجهات تمثل خطرا على مستقبل البلاد، هنا تقدم حزب النور بمبادرة لحل الأزمة القائمة فى 29 يناير سنة 2013 لاقت قبولا من كل القوى السياسية ماعدا الإخوان الذين اتهمونا بالخيانة وهاجمونا هجوما شديدا.
والعجيب أن هذه المبادرة التى رفضوها أعلن د مرسى قبولها فى آخر خطاب له قبل عزله ولكن بعد فوات الأوان ولو كانوا قبلوها فى حينها ما كنا وصلنا إلى ما حدث فى 30/ 6، ومع اقتراب اليوم جلسنا مع مكتب الإرشاد ونصحناهم أن يبادروا بتقديم حلول، استشعارا منا بخطوة الموقف ولكن لم يستجيبوا، بل جلسنا مع د مرسى حوالى ساعتين ونصف لإقناعه بمبادرة حزب النور ولكن لا استجابة وحدث ما حدث فى 30/6 حينها تقدم حزب النور بمبادرة أهم بند فيها : مطالبة الرئيس مرسى بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، ولو استجاب لذلك ما كنا وصلنا إلى 3/ 7 وإعلان خارطة الطريق التى شارك فيها حزب النور تعاملا مع واقع جديد ساقنا إليه تعنت الإخوان فى عدم قبول النصح وإصرارهم على تبنى سياسة الصدام ومقابلة الحشود بحشود والدعوة لاعتصام رابعة يوم 21/ 6 وتبنى الخطاب الصدامى بدلا من إيجاد حلول حقيقية وتصحيح الأخطاء الكارثية التى وقعوا فيها، وكان قدر الله مفعولا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة