أسامة القوصى

عودة الروح

الإثنين، 24 يونيو 2024 01:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كاد البعض أن يقرأ الفاتحة على روح الدولة المصرية، لكن الله أراد لها عودة الروح والنجاة من مصائر الدول المحيطة بها والتى سقطت فيها الدول الواحدة تلو الأخرى، وذلك لسببين، الأول: عدم وجود جيش وطنى واحد، والثانى: تفكك النسيج الشعبى فى تلك البلاد بين أعراق وأديان وعنصريات مقيتة، أما مصر فحباها الله بجيش وطنى واحد ومتعها بنسيج مصرى واحد متماسك، وهذان السببان كانا درعا ضد كل محولات إسقاط الدولة المصرية أو حتى مجرد الطمع فى تفكيكها.


وقد وفقنى ربى مبكرا جدا للشعور بالخطر المتمثل فى عصابات التطرف والإرهاب، فبقيت محاربا لأفكارهم قرابة ربع قرن وتحديدا من عام 1985 وحتى 2010، ولكن اختارت الدولة مهادنتهم ومحاولة استيعابهم تارة بالترغيب وتارة بالترهيب تماما كما فعل الرئيس السادات، رحمه الله، وفى النهاية دفع حياته ثمنا لخطأ عمره ونحتسبه ونحسبه شهيدا رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.


وكنت على يقين أن هؤلاء لا أمان لهم، وكم حذرت منهم دون جدوى حتى أراد الله أن يكشفهم على حقيقتهم ويستدرجهم أيما استدراج ليسقطوا أنفسهم بأنفسهم، وليعلم القاصى والدانى خيانتهم وعدم أمانتهم وأنهم أعظم إساءة لدين الإسلام، فقرر الشعب إقصاءهم ووقَّع الملايين على استمارات تمرد ثم كانت وقفة المثقفين أمام بوابة دار الأوبرا تضامنا مع رئيستها المقالة ثم احتلالهم لمبنى وزارة الثقافة وإعلان اعتصامهم فيه لحين استقالة الوزير الإخوانى، وقد أكرمنى الله بالمشاركة فى كل هذه الأحداث وغيرها بصحبة الأب بطرس دانيال، إلى أن شاركنا يوم 25 يونيو 2013 فى ندوة فقه المواطنة والتى دعينا إليها فى قاعة المؤتمرات الكبرى بالأزهر تحت رعاية الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، وذلك قبل الثورة بخمسة أيام فقط وكأنها كانت روشتة العلاج لإنهاء انقسام الشعب المصرى على نفسه، والمخرج الوحيد من الوقوع فى مستنقع الحروب الأهلية الذى وقعت فيه البلاد حولنا للأسف، وخرج الشعب فى يوم 30 يونيو 2013 مطالبا عمود الخيمة بالنزول وإنهاء الانقسام والقضاء على الفتنة فى مهدها، وقد كان ولله الحمد والفضل والمنة سبحانه ولا حول ولا قوة إلا به جل فى علاه، فالفضل فضله والنصر نصره والحفظ حفظه، وهو الذى أعاد الروح إلى مصرنا الحبيبة حفظها الله من كل مكروه وسوء، ووفق دولتنا لبناء الجمهورية الجديدة وتحقيق ما تم وضعه فى خطط 2030 و2050 وبالله التوفيق.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة