فيبى فوزى

صيحة شعب واستجابة بطل

الإثنين، 24 يونيو 2024 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما نحتفل كل عام بذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، لا يسعنا إلا أن نتذكر فى تاريخ الأمم أياما فارقة، تفصل بين مصيرين، أحدهما هو انهيار الدولة وتبدد شعبها، والآخر هو الانتصار على قوى البغى والشر والحفاظ على مقدرات أمة شاء لها الله أن تبقى وأن تظل شامخة بأرضها وشعبها ومؤسساتها العريقة.


الثلاثون من يونيو هى بحق إحدى اللحظات التى لا يمكن حسابها بالزمان ولا بالمكان، إذ جسد هذا اليوم بعمق ثورة على كل ما هدد مصير هذه الأمة، وأوشك أن يسرق هويتها ومستقبلها، هذا اليوم الذى سيسجله التاريخ باعتباره نداء الشعب المصرى للحفاظ على ثوابته وترسيخ قيمه الضاربة فى العمق لآلاف السنين، هذا النداء الذى يعد عنوانا على الجمهورية الجديدة، هذه الجمهورية التى تجمع شمل أبنائها على اختلاف انتماءاتهم وفئاتهم والمواقع التى يقطنون فيها.. جمهورية تقوم على التعايش بين كل الطبقات والعقائد والتوجهات، وتعلى قيم المواطنة والمساواة، وتعزز الحقوق والحريات للجميع.


فعندما خرجت من ملايين المصريين دعوة الثورة على حكم الجماعة الإرهابية، التى مثلت استثناء بالغ القتامة فى عمر بلدنا المضىء، استجاب لها القائد الذى ألهمته العناية الإلهية فى هذه اللحظة أن يكون أعز استجابة لدعوات وابتهالات أبناء مصر لنصرة هذا الوطن، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الذى امتلك من الشجاعة وصلابة الإرادة ما مكنه من مواجهة تحديات داخلية وخارجية لا يتحملها إلا الأشداء، ومن يمتلكون رؤية واضحة لماض وحاضر ومستقبل وطنهم، فلم يتردد لتلبية نداء وطنه ومواطنيه، رغم دعوات الجماعة الظلامية ومنتسبيها لإحراق مصر وإدخالها فى نفق مظلم تصوروا أنها لن تخرج منه.


كانت ثورة الثلاثين من يونيو بداية الانطلاق لجمهورية جديدة انحازت للدولة بمؤسساتها الراسخة، من جيش وشرطة وقضاء، تماما مثلما انحازت لهوية هذه الدولة التى تمتد جذورها لماض عريق، وتقوم على أعمدة راسخة، مصرية وعربية وإسلامية وقبطية، بل وتنتمى لكل ما يمثل الحضارة الإنسانية فى أروع تجلياتها، وقد انحازت للمرأة المصرية، مثلما انحازت للشباب ولذوى الهمم ولكبار السن، وانحازت للريف المصرى فى الوجهين ولسكان العشوائيات ولكل الفئات المهمشة، التى أهدر حقها فى التنمية والتحديث قبل تولى الرئيس السيسى مهام مسؤوليته، هذه المسؤولية التى صنع منها مشروعا وطنيا متكاملا للنهوض بمصر وتحقيق تنميتها الشاملة والمستدامة، على صعيد بناء الإنسان والمجتمع، من خلال التعليم والصحة والثقافة، وعلى صعيد نشر العمران الصناعى والزراعى والتكنولوجى فى ربوع المحروسة، والاهتمام غير المسبوق بالبنية الأساسية التى انتقلت بمصر إلى مصاف الدول الجاهزة لانطلاقة اقتصادية، يرى المراقبون والمتخصصون أنها ستكون بمثابة نقلة نوعية فى تاريخ مصر المعاصر.


لقد امتلك الزعيم عبدالفتاح السيسى من الجسارة وإخلاص النية وصدق العزيمة ما جعله يقتحم كل المسكوت عنه فى مستقبل هذا الوطن، فتبنى لأول مرة برنامجا شاملا للإصلاح الاقتصادى الحقيقى الذى مكن البلاد من مواجهة الأزمات، داخلية وخارجية، بما لم تستطع دول عدة من بينها دول متقدمة اقتصاديا أن تواجهه.


فجاءت أجندة الرئيس تتصدى لبناء مصر الحديثة المتطورة، مستلهمة بكل إعزاز وتقدير تضحيات شهدائنا الأبرار، الذين واجهوا بأرواحهم غدر الخونة من جماعة الإخوان الإرهابية وكيدهم، ليستردوا بدمائهم مستقبل الملايين من المصريين من يد الطغمة الإرهابية الحاكمة التى عمدت إلى إشعال حرب أهلية، وحرصت على الحرق والتخريب وتنفيذ العمليات الإرهابية ضد المساجد والكنائس ومنشآت الدولة والجيش والشرطة، فى هجمة تترية غير مسبوقة، وبدعم من أياد خارجية وقوى أرادت دائما لمصر الانهيار والتبدد.


وفى الثلاثين من يونيو وبقيادة الزعيم والقائد عبدالفتاح السيسى، فشل رهانها أمام صلابة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فسلام على أرواحهم الطاهرة، ودامت مصر عزيزة أبية بشعبها الوفى ورئيسها الملهم، الذى لا بد أن أسجل فى الختام وقوفنا جميعا خلف قيادته المخلصة، التى لا توفر جهدا مهما كان وتبذل كل غال ونفيس لرفعة هذا البلد وإعلاء مصلحة أبنائه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة