خصص نواب و سياسيون مقالاتهم اليوم، عن ثورة 30 يونيو بمناسبة اقتراب ذكرى مرور 11 عام على الثورة التى أنقذت مصر من حالة الفوضى والعنف التى عاشتها فى ظل سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية، التى أغرقت البلاد فى حالة من الانهيار والتخبط على الحكم، مؤكدين أنها ثورة تصحيح المسار، حيث خرج الملايين من المصريين فى كل ربع من ربوع مصر ليقولوا لا لحكم الإرهابية، وانتصرت إرادة المصريين وتلاحمت القوات المسلحة المصرية مع الشعب لإنقاذ الوطن من براثن الجماعة الإرهابية، وإليكم نص المقالات..
عصام خليل يكتب.. لا نخشى على بلد أهلها المصريون
ثورة 30 يونيو المجيدة ليست مجرد حدث تاريخى عابر، بل هى استكمال مسيرة نضال شعب عظيم، استطاع أن يغير مسار التاريخ بدءا من الدولة القديمة خلال الحقبة ما بين حكم الأسر السادسة والتاسعة مرورا بهبات الدولة الوسطى، وما أطلقوا عليه هوجة عرابى وثورة 19 وغيرها.
ولكن ثورة يونيو لها طابع خاصة شكلا وموضوعا لكل ما شهدته البلاد لم تحمل طياتها مطالب فؤوية أو خاصة وتوحد فيها صفوف المصريين باختلاف الأديان والأجناس والأعمار والطبقات الاجتماعية، مما جعلها ثورة الحفاظ على مصر من هاوية نيران الإرهاب وضياع الهوية وتحطيم الحضارة وإرث الأجداد.
لم تقتصر تبعات ثورة 30 يونيو على المحيط القريب فحسب، بينما كانت ضربة مصرية سديدة قاصمة للكثيرين تبدد على صخرتها مخطط التقسيم وتدمر بين جنباتها مكيدة تمكين جماعة إرهابية سلبت حكم مصر بدعم أسيادها لتصبح ذراعى المخربين فى أوطان العرب والقلب منها أم الدنيا كلها، ولكن هيهات مصر الصلدة والصخرة العصية وشعبها الجسور لن يرضخ أبدا، ولا يعرف طريق الخنوع أمام تحالفات الغدر أو نيران الإرهاب.
لقد أثبت الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو أنه البطل والمعلم، شعب عظيم لا يخشى التحديات، قادر على التضحية من أجل وطن لديه إرادة من فولاذ وعزيمة مستوحاه من تاريخه العتيق.
لقد وقف المصريون صامدين فى وجه كل المحاولات الرامية إلى إجهاض الثورة، سواء من حروب الشوارع أو نيران الجماعة الإرهابية، ولكن مصر المحفوظة بيد الله كان جندها السند المرتكز من أهلها وأبنائها ومؤسساتها الوطنية، وفى مقدمتها جيش مصر الباسل، وفى القلب منه رجل أصيل يحب بلاده ويقدر معنى الوطن وقيمته وحجم المسؤولية.. إنه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
رجل حمل روحه على كفه فى وجه طاغوت جماعة متجذرة فى أرض مصر لسنوات، وخلفها أجهزة ودول ومنافذ لا حصر لها من الدعم والإمداد، ولكنه كان سندا لصوت الشعب وإرادته الحرة، وسدد المصريون فاتورة الخلاص من الدماء والتدمير والتخريب على يد جماعات الشر والإرهاب.
فى الوقت الذى مضت الدولة المصرية قدما لاقتلاع الإرهاب من أرضها، كانت يدها تبنى وتعمر والأخرى تحمى أمننا القومى وما تبقى من مقدرات الأمة، فإننا أمام تاريخ حافل بالتحديات والإنجازات، لكن روح 30 يونيو ما زالت حية فى قلوب المصريين، شعلة تضىء دروب المصريين، وتؤكد على عظمة هذا الشعب وإرادته الراسخة فى بناء مصر اللى بنحلم بيها.
إننا نفخر بوجود حزب المصريين الأحرار فى طليعة الأحزاب السياسية، ووجوده شريك فى النصر من خلال نضاله الدؤوب ومواقفه الوطنية، وكان حاضرا بقوة فى إذكاء نار الثورة ومواجهة مخططات جماعة الإخوان، فقد وقف الحزب بكل قوته ضد ممارسات الإخوان القمعية، ودافع عن حرية التعبير والتظاهر والمسيرات والاعتصام فى الميادين، ونظم العديد من الفعاليات والاحتجاجات المناهضة للجماعة.
فما كان من ميليشيات الجماعة إلا الاعتداء والإرهاب.. تعرضت مقرات حزب المصريين الأحرار فى العديد من أنحاء مصر للاعتداء وبعضها للحريق الممنهج من قبل الإخوان وبلطجيتها، كما تعرض قيادات وإداريو الحزب لاعتداءات وحملات ترهيب.
لم يكف الحزب أو يتراجع، فكان قطب رئيسا فى جبهة الإنقاذ الوطنى وشبابه وأعضاؤه وقياداته ومحبوه فى أرجاء الميادين من أسوان وحتى السلوم، وهنا نسدل الستار عن جانب من خبايا الأمور، عقب تعرض مقر حملة تمرد للحريق نقلنا غالبية الأوراق الموقعة من المصريين إلى أحد المقرات الآمنة بمتابعة ومسؤولية شخصية بالمقام الأول.
انتصرت إرادة الشعب أولا وأخيرا، وإيمانا منّا بمسؤوليتنا الوطنية، نواصل فى حزب المصريين الأحرار العمل الجاد للمساهمة فى بناء الجمهورية الجديدة التى ترنو إليها القيادة السياسية، لتحقيق تطلعات الشعب المصرى.
هناك نجاحات لا يمكن إغفالها عبر 11 عاما من الثورة على مختلف الأصعدة، بدءا من القضاء على الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار، مرورا بتحسين البنية التحتية، وتطوير الاقتصاد، وصولا إلى تعزيز مكانة مصر إقليميا ودوليا.
ورغم الدواء المر فى الإصلاح الذى نعيشه حاليا وهو تركة الأنظمة السابقة المتعاقبة على المسؤولية دون حلول جذرية، مما جعل السوس ينخر جسد مصر من الداخل، ولكن المصريين عزموا على بناء دولة قوية تليق بشعبها، وأخيرا تحية لكل مواطن مصرى حر شارك فى صناعة تاريخ بلاده، ولكل مؤسسة وطنية ساندت إرادة الجماهير، وللرئيس السيسى لتحمل أحلك المخاطر للحفاظ على مصر، ونقولها مصر قيادة وشعبا قادران على تحقيق أى إنجاز، وتظل روح 30 يونيو حية فى قلوبهم، وظلت إرادتهم قوية، ووحدتهم سر قوتهم، واثقون فى القيادة المصرية المخلصة التى بادرت بمواجهة الجميع لصون الوطن ومقدراته، وما زال يواصل الليل بالنهار سعيا لخدمة بلادنا العزيزة للوصول إلى صدارة الأمم.
فريدة الشوباشي تكتب.. عبور يونيو
عندما استشعر الشعب أن الوطن فى خطر حقيقى، نزل إلى الشوارع فى أكبر تجمع بشرى فى التاريخ، ما بين خمسة وثلاثين مليونا وأربعين مليون متظاهر، بشهادة وكالة الأنباء الفرنسية، وليس وسيلة إعلام مصرية أو عربية، منذ استولت جماعة الإخوان المسلمين على الحكم دخلنا فى نفق مظلم، عمل الإخوان على تجريدنا من الوطنية واعتبار الوطن حفنة من التراب العفن، وجاهر مرشدهم بعبارة فظة، حيث قال، طظ فى مصر واللى فى مصر أنا ما يهمنيش واحد ماليزى يحكمنى ما دام مسلم! وهذه حجة خبيثة لتخلى المصرى عن وطنه الذى وصفه العالم بفجر الضمير، واعتبار أن الإسلام هو الوطن وهذه مغالطة خادعة ومعادية للانتماء الوطنى، فلا يعقل أن يتصور مصرى أن الباكستانى أو التركى المسلم أقرب إليه من المسيحى المصرى الذى خاض معه كل التحديات وصمد معه فى وجه المصاعب والمؤامرات، كما أن إسرائيل خلال حروبها العدوانية علينا لم تفرق بيننا وفقا للانتماء الدينى، بل كانت تشن حروبها ضد الوطن بكل من فيه.. كنت فى بيتى فى الثلاثين من يونيو عام 2013 أتابع بهلع ما يدفعنا إليه الإخوان وقررت النزول إلى الميدان ووجدت ابنى نبيل يستعد للنزول، ومما يستحيل نسيانه أن أدهم حفيدى وكان وقتها فى السابعة عشرة من العمر، قال لى ولأبيه نبيل، أنا لازم أنزل، وإذا لم تأخذونى معكم سأنزل بتاكسى، بذلك كنا ثلاثة أجيال، استشعرنا جميعا وجوب التصدى لمؤامرة تفتيت المحروسة، حفيدى وابنى وأنا.. وفى ميدان التحرير أكدت الملايين أن مصر فى العين والقلب وأننا سنفديها بأرواحنا.. ومن أغرب ما حدث أن قلوبنا جميعا شاورت على رجل كنا بالكاد نعرف أن اسمه عبدالفتاح السيسى، وأصدرنا له تكليفا بتولى المسؤولية، بثقة تامة فى أنه سيعيد مصر إلى مكانها ومكانتها، وقد أثبتت الأيام أن قلوب المصريين لا تخطئ، حيث تأكد للقاصى والدانى أنه كان الاختيار الأمثل والأصح، وأنه وجيشنا الباسل العظيم، أملنا فى إنقاذ مصر من المؤامرة المدمرة الخبيثة التى كلف الأعداء إخوان الشر بتنفيذها، استدعى الشعب جيشه ولبى الجيش النداء.. رفعت يونيو شعار: عيش، حرية، عدالة اجتماعية..ومنذ تولى الرئيس السيسى المسؤولية وهو ينفذ مطالبنا بتوفير العيش والحرية ويبذل قصارى جهده لتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء مصر التى حلمنا بها ولن يتوقف حلمنا عند حد معين بل سنعمل مع قائدنا حتى تصبح أم الدنيا، أد الدنيا.
هشام عبد العزيز يكتب.. ثورة "تصحيح المسار"
هناك أحداث تاريخية فى حياة الأمم والشعوب لا يكون الحال بعدها كما كان قبلها، أحداث تؤرخ محطات مهمة فى تاريخ الدول، ولا شك أن 30 يونيو 2013 كان حدثا استثنائيا، فى التوقيت، والزخم الشعبى، والوحدة الوطنية، حيث تحركت الملايين بعفوية، ملأت الجماهير الميادين فى كل محافظات مصر بلا استثناء، فقط بعد عام من اعتلاء ممثل مكتب الإرشاد سدة الحكم فى مصر، ملايين لم ترفع سوى علم مصر، فكانت الرسالة واضحة، هذه ليس ثورة «فصيل» ولا تحرك «طائفة» ولا مظاهرات «فئوية»، ولكنها بحق «ثورة كل المصريين».
استثنائية تلك الثورة كانت فى أنها الدرس الأقسى لكل من أراد أن «يمتطى» صهوة المطالب المشروعة، وأن يحاول «تلجيم» الغضب الشعبى ليوجهه فى مسار كارثى ونفق مظلم، تلك الجماعة التى ما وصلت للحكم فى بلد إلا لينتهى الأمر إما بحكم «ثيوقراطى» يقتل وينهب ويثير الذعر باسم الدين، أو تقسيم البلاد وشرذمة العباد فى اقتتال أهلى، وضياع لمقدرات الدولة حتى لا تقوم لها قائمة ـ إن قامت ـ إلا بعد عقود من الزمان.
محورية تلك الثورة بأنها كانت تصحيحا لذلك المسار الكارثى نحو «جمهورية جديدة»، حل فيها «البناء» محل «الهدم»، حيث وجهت الموارد نحو أكثر من 7500 مشروع قومى وشحذت الطاقات نحو رؤية 2030، فكان من الطبيعى أن يكون لمصر عاصمة إدارية حديثة متطورة، وأن تكون «حياة كريمة » أكبر مشروع تنموى فى العصر الحديث، وأن يكون «الحوار الوطنى» ثقافة بين النخب المصرية، وأن تكون «الانتخابات الرئاسية» هى الأضخم فى نسب التصويت، ولكن قدر المحطات الاستثنائية أنها لا بد وأن تواجه تحديات استثنائية أيضا، فبين متربص فى الخارج ومتآمر من بنى جلدتنا يعاونه، وما بين إقليم ملتهب بحروب وصراعات على كل الأصعدة والحدود، وما بين من يهاب التغيير، ومن يحن إلى عصور بائدة، وبين ثقافة مجتمع لا بد أن تواكب ذلك التغيير، وجهاز إدارى يحتاج إلى إعادة هيكلة، وما بين عقود مضت من الفساد وضعف الإدارة، ولكن القيادة التى استطاعت أن تجمع المصريين على كلمة واحدة فى 30 من يونيو، قادرة دائما على استمرار الحلم والإرادة، وكذلك الشعب المصرى الواعى الذى كشف مخططات جماعة توهمت قدرتها على تغيير هوية مصر أو العبث باستقرارها هو شعب قادر على البناء وتجاوز التحدى.
وختاما.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
أسامة القوصى يكتب .. عودة الروح
كاد البعض أن يقرأ الفاتحة على روح الدولة المصرية، لكن الله أراد لها عودة الروح والنجاة من مصائر الدول المحيطة بها والتى سقطت فيها الدول الواحدة تلو الأخرى، وذلك لسببين، الأول: عدم وجود جيش وطنى واحد، والثانى: تفكك النسيج الشعبى فى تلك البلاد بين أعراق وأديان وعنصريات مقيتة، أما مصر فحباها الله بجيش وطنى واحد ومتعها بنسيج مصرى واحد متماسك، وهذان السببان كانا درعا ضد كل محولات إسقاط الدولة المصرية أو حتى مجرد الطمع فى تفكيكها.
وقد وفقنى ربى مبكرا جدا للشعور بالخطر المتمثل فى عصابات التطرف والإرهاب، فبقيت محاربا لأفكارهم قرابة ربع قرن وتحديدا من عام 1985 وحتى 2010، ولكن اختارت الدولة مهادنتهم ومحاولة استيعابهم تارة بالترغيب وتارة بالترهيب تماما كما فعل الرئيس السادات، رحمه الله، وفى النهاية دفع حياته ثمنا لخطأ عمره ونحتسبه ونحسبه شهيدا رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.
وكنت على يقين أن هؤلاء لا أمان لهم، وكم حذرت منهم دون جدوى حتى أراد الله أن يكشفهم على حقيقتهم ويستدرجهم أيما استدراج ليسقطوا أنفسهم بأنفسهم، وليعلم القاصى والدانى خيانتهم وعدم أمانتهم وأنهم أعظم إساءة لدين الإسلام، فقرر الشعب إقصاءهم ووقَّع الملايين على استمارات تمرد ثم كانت وقفة المثقفين أمام بوابة دار الأوبرا تضامنا مع رئيستها المقالة ثم احتلالهم لمبنى وزارة الثقافة وإعلان اعتصامهم فيه لحين استقالة الوزير الإخوانى، وقد أكرمنى الله بالمشاركة فى كل هذه الأحداث وغيرها بصحبة الأب بطرس دانيال، إلى أن شاركنا يوم 25 يونيو 2013 فى ندوة فقه المواطنة والتى دعينا إليها فى قاعة المؤتمرات الكبرى بالأزهر تحت رعاية الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، وذلك قبل الثورة بخمسة أيام فقط وكأنها كانت روشتة العلاج لإنهاء انقسام الشعب المصرى على نفسه، والمخرج الوحيد من الوقوع فى مستنقع الحروب الأهلية الذى وقعت فيه البلاد حولنا للأسف، وخرج الشعب فى يوم 30 يونيو 2013 مطالبا عمود الخيمة بالنزول وإنهاء الانقسام والقضاء على الفتنة فى مهدها، وقد كان ولله الحمد والفضل والمنة سبحانه ولا حول ولا قوة إلا به جل فى علاه، فالفضل فضله والنصر نصره والحفظ حفظه، وهو الذى أعاد الروح إلى مصرنا الحبيبة حفظها الله من كل مكروه وسوء، ووفق دولتنا لبناء الجمهورية الجديدة وتحقيق ما تم وضعه فى خطط 2030 و2050 وبالله التوفيق.
فيبى فوزى تكتب.. صيحة شعب واستجابة بطل
عندما نحتفل كل عام بذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، لا يسعنا إلا أن نتذكر فى تاريخ الأمم أياما فارقة، تفصل بين مصيرين، أحدهما هو انهيار الدولة وتبدد شعبها، والآخر هو الانتصار على قوى البغى والشر والحفاظ على مقدرات أمة شاء لها الله أن تبقى وأن تظل شامخة بأرضها وشعبها ومؤسساتها العريقة.
الثلاثون من يونيو هى بحق إحدى اللحظات التى لا يمكن حسابها بالزمان ولا بالمكان، إذ جسد هذا اليوم بعمق ثورة على كل ما هدد مصير هذه الأمة، وأوشك أن يسرق هويتها ومستقبلها، هذا اليوم الذى سيسجله التاريخ باعتباره نداء الشعب المصرى للحفاظ على ثوابته وترسيخ قيمه الضاربة فى العمق لآلاف السنين، هذا النداء الذى يعد عنوانا على الجمهورية الجديدة، هذه الجمهورية التى تجمع شمل أبنائها على اختلاف انتماءاتهم وفئاتهم والمواقع التى يقطنون فيها.. جمهورية تقوم على التعايش بين كل الطبقات والعقائد والتوجهات، وتعلى قيم المواطنة والمساواة، وتعزز الحقوق والحريات للجميع.
فعندما خرجت من ملايين المصريين دعوة الثورة على حكم الجماعة الإرهابية، التى مثلت استثناء بالغ القتامة فى عمر بلدنا المضىء، استجاب لها القائد الذى ألهمته العناية الإلهية فى هذه اللحظة أن يكون أعز استجابة لدعوات وابتهالات أبناء مصر لنصرة هذا الوطن، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الذى امتلك من الشجاعة وصلابة الإرادة ما مكنه من مواجهة تحديات داخلية وخارجية لا يتحملها إلا الأشداء، ومن يمتلكون رؤية واضحة لماض وحاضر ومستقبل وطنهم، فلم يتردد لتلبية نداء وطنه ومواطنيه، رغم دعوات الجماعة الظلامية ومنتسبيها لإحراق مصر وإدخالها فى نفق مظلم تصوروا أنها لن تخرج منه.
كانت ثورة الثلاثين من يونيو بداية الانطلاق لجمهورية جديدة انحازت للدولة بمؤسساتها الراسخة، من جيش وشرطة وقضاء، تماما مثلما انحازت لهوية هذه الدولة التى تمتد جذورها لماض عريق، وتقوم على أعمدة راسخة، مصرية وعربية وإسلامية وقبطية، بل وتنتمى لكل ما يمثل الحضارة الإنسانية فى أروع تجلياتها، وقد انحازت للمرأة المصرية، مثلما انحازت للشباب ولذوى الهمم ولكبار السن، وانحازت للريف المصرى فى الوجهين ولسكان العشوائيات ولكل الفئات المهمشة، التى أهدر حقها فى التنمية والتحديث قبل تولى الرئيس السيسى مهام مسؤوليته، هذه المسؤولية التى صنع منها مشروعا وطنيا متكاملا للنهوض بمصر وتحقيق تنميتها الشاملة والمستدامة، على صعيد بناء الإنسان والمجتمع، من خلال التعليم والصحة والثقافة، وعلى صعيد نشر العمران الصناعى والزراعى والتكنولوجى فى ربوع المحروسة، والاهتمام غير المسبوق بالبنية الأساسية التى انتقلت بمصر إلى مصاف الدول الجاهزة لانطلاقة اقتصادية، يرى المراقبون والمتخصصون أنها ستكون بمثابة نقلة نوعية فى تاريخ مصر المعاصر.
لقد امتلك الزعيم عبدالفتاح السيسى من الجسارة وإخلاص النية وصدق العزيمة ما جعله يقتحم كل المسكوت عنه فى مستقبل هذا الوطن، فتبنى لأول مرة برنامجا شاملا للإصلاح الاقتصادى الحقيقى الذى مكن البلاد من مواجهة الأزمات، داخلية وخارجية، بما لم تستطع دول عدة من بينها دول متقدمة اقتصاديا أن تواجهه.
فجاءت أجندة الرئيس تتصدى لبناء مصر الحديثة المتطورة، مستلهمة بكل إعزاز وتقدير تضحيات شهدائنا الأبرار، الذين واجهوا بأرواحهم غدر الخونة من جماعة الإخوان الإرهابية وكيدهم، ليستردوا بدمائهم مستقبل الملايين من المصريين من يد الطغمة الإرهابية الحاكمة التى عمدت إلى إشعال حرب أهلية، وحرصت على الحرق والتخريب وتنفيذ العمليات الإرهابية ضد المساجد والكنائس ومنشآت الدولة والجيش والشرطة، فى هجمة تترية غير مسبوقة، وبدعم من أياد خارجية وقوى أرادت دائما لمصر الانهيار والتبدد.
وفى الثلاثين من يونيو وبقيادة الزعيم والقائد عبدالفتاح السيسى، فشل رهانها أمام صلابة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فسلام على أرواحهم الطاهرة، ودامت مصر عزيزة أبية بشعبها الوفى ورئيسها الملهم، الذى لا بد أن أسجل فى الختام وقوفنا جميعا خلف قيادته المخلصة، التى لا توفر جهدا مهما كان وتبذل كل غال ونفيس لرفعة هذا البلد وإعلاء مصلحة أبنائه.
علاء عابد يكتب.. فشل مروجى نظرية المؤامرة
قال الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى: «إن التاريخ سيتوقف كثيرا أمام ثورة 30 يونيو المجيدة، وستظل حية فى ذاكرة كل الأجيال، بما رسخته من مبادئ العزة والكرامة والوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الاختطاف».
مر عقد ونيف من الزمن على ثورة 30 يونيو وما تلاها من تطورات، كانت نقطة فارقة فى تاريخ مصر والعالم العربى، لتحمل معها آمالا جديدة لكل المصريين، وطموحات وآفاقا واسعة للدولة المصرية لتتحول إلى واقع ملموس يشعر به كل المواطنين، ويتأكدوا أنه لولا الثورة لضاعت مصر.
ولا تزال مصر، مثلما كانت فى الماضى، الدولة الأهم والمؤثرة فى استقرار الوطن العربى كله ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، فهى الدولة العربية الأكثر استقرارا، والأقوى جيشا، والموقع الجيوستراتيجى الأبرز فى المنطقة.
إن ثورة 30 يونيو 2013 أعادت لمصر هيبتها فى المنطقة العربية، فى سياق إقليمى مضطرب وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية هائلة، وتعد أهم منجزات الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى السياسية هى تخليص مصر من حكم الجماعة الإرهابية، وتحقيق الأمن وتثبيت الاستقرار ودحر الإرهاب، وتحديث الجيش المصرى وتطويره ليصبح أقوى الجيوش العربية.
لقد تحقق وبعد مرور 11 عاما على ثورة 30 يونيو الكثير من الإنجازات والنجاحات فى كل قطاع وجهة، مرتكزة على دعائم قوية من التلاحم الشعبى والاصطفاف الوطنى لمجابهة التحديات، بدءا من تثبيت دعائم الدولة ومن ثم الانطلاق إلى البناء والإنجاز بالتوازى مع الحرب ضد الإرهاب، وسقوط آلاف الضحايا من الأبرياء ومن أبطال الشرطة والقوات المسلحة.
سيسجل التاريخ للرئيس السيسى إطلاقه خارطة التحديث والتغيير التى دشنها باهتمام بالغ وبكل تحد بالبنية التحتية المتهالكة، وإنشاء أخرى متطورة سعيا وراء جذب الاستثمارات الأجنبية، كما تم فى عهده شق تفريعة موازية لقناة السويس، ومد عشرات من شبكات السكة الحديدية، ومئات الجسور والعاصمة الإدارية اللامعة، كما انطلق مشروع القطار السريع ليربط بين ساحلى البحر المتوسط والبحر الأحمر، وتمت إعادة الاقتصاد المصرى إلى مكانته وحقق معدلات مرتفعة من النمو، واستعادت مصر علاقتها مع الدول الخارجية التى تدهورت إبان حكم الجماعة الإرهابية، وبدأت مسيرة التنمية الشاملة تخطو خطوات سريعة.
ولم ينس الرئيس القائد وحدة وتلاحم الشعب والأمة بين أبنائه فوحد العلاقات المترابطة مع أقباط مصر، فصدرت قوانين عديدة تسهل من إجراءات بناء الكنائس وترميم المتهالك منها، كما دعم إصلاحات كبيرة لتعزيز حقوق المرأة ودورها فى المجتمع. وعلى المستوى الإدارى زادت «الرقمنة» فى المؤسسات الحكومية من التعامل مع طلبات، كانت تظل حبيسة الرفوف لفترات طويلة، كما تقلصت مدة الانتظار فى المستشفيات.
وواصلت ثورة 30 يونيو مسيرتها فى البناء والإنجاز بداية من بناء ملايين الوحدات السكنية والمستشفيات والمطارات والأنفاق العملاقة تحت قناة السويس، والموانئ والمصانع الكبرى ونهضة عمرانية لم يسبق لها مثيل، وإطلاق أكبر شبكة طرق وكبارى فى كل أنحاء البلاد، والتوسع فى التعليم وإقامة العديد من الجامعات الجديدة، إضافة للمدن الجديدة وعلى رأسها العلمين والمنصورة وأسيوط وغيرها، إضافة لإقامة تجمعات سكنية حديثة بديلة للعشوائيات، وارتفاع احتياطى النقد الأجنبى، وانخفاض عجز الموازنة وتراجع معدلات البطالة.
تحل علينا ذكرى الثورة لتشهد انتقال مصر من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة والمشروعات القومية العملاقة، الأمر الذى كان يمثل الهدف الأساسى للرئيس القائد عبدالفتاح السيسى خلال الفترة من 2014/2023.
إن عملية البناء والتنمية مستمرة على قدم وساق حتى نصل إلى مستقبل مشرق، لبناء «الجمهورية الجديدة» القوية، الذى أصبح راسخا فى وجدان الجميع مع تلاحم لم يسبق له مثيل بين الدولة والشعب باعتبارهما أساسا لبقاء واستمرار الدول.
وهذا يقودنا إلى مروجى نظريات المؤامرة، والروايات الأكثر إثارة للصدمة التى ينشرونها، فنظريات المؤامرة لا تعد ظاهرة جديدة، فهى تخطر فى أذهاننا بشكل مستمر منذ 100 عام على الأقل على حد قول جو أوسينسكى، مؤلف كتاب «نظريات المؤامرة الأمريكية».
ولا يوجد ما هو أسوأ من «نظرية المؤامرة» حين تنتشر بين الناس، حيث إنها تعطل العقل والمنطق وتنشر الحقد والكره والإشاعة، وهى نظرية مناقضة لنظرية الفعل، فهى المرض النفسى المزمن الذى لا تستقيم معه إرادة التغيير.
تحولت «نظرية المؤامرة» مع مرور الوقت إلى «أيديولوجيا»، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها السياق الزمنى الطويل للهزيمة والانكسار الذاتى والجمعى، الذى أوجد بيئة خصبة للتعايش مع «نظرية المؤامرة» لعقود طويلة من الانتكاسات، فتحولت من أداة تحليل غير علمية إلى عقيدة وأيديولوجيا لدى فئات ليست قليلة من الناس فى المجتمعات المهزومة.
يقف خلف نشر فكر ونظرية المؤامرة بعض الفئات وهم الباحثون عن الشهرة والتكسب لعلمهم بوجود بيئة خصبة وجمهور عريض، والمهزومون داخليا ممن فقدوا الثقة فى كل شىء حولهم، فتمكن منهم الحقد والكره.
وضحايا التصديق بنظريات المؤامرة هم مشابهون إلى حد كبير لصانعيها وناسجيها، وصانعو هذه النظريات وأولئك المصدقون بها، المروّجون لها، هم من ذلك الصنف، الذى لا يملك الحد الأدنى من الاستعداد للبحث الجاد عن الحقائق الموضوعية التى تندرج بالضرورة فى سياق علمى له مناهجه المطردة، والمؤكدة بقوة الإجماع المؤسساتى، وبقوة النتائج الحيوية الموثوقة فى مدى زمنى طويل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة