هناك العديد من الأماكن الأثرية بالإسكندرية التى لها قصص واساطير وتعلق بها أهالى الإسكندرية وأصبحت رمزا عاما فى حياتهم اليومية، وفور مرورك بمنطقة الورديان غربًا تجد برج عملاق قديم منهم من يعلم تفاصيل بناءه ومنهم يعلمها جيدا وفى تقريرنا التالى نوضح تفاصيل إنشاء البرج .
تاريخ إنشاء البرج
أنشأ المبنى هو كارل فون جاربر الذى ولد فى السويد عام 1833م ودرس التجارة حتى جاء إلى مصر عام 1905م وعشق مدينة الإسكندرية التى كانت فى ذلك التوقيت مركزًا للتجارة العالمية وقرر أن يستقر فيها ويعمل فى التجارة واستطاع أن يحقق نجاحًا فى تجارة الخشب وإنشاء وكاله للأخشاب والمناشر والشحن فى 264 طريق المكس فى الورديان وهو مبنى الساعة الذى كان يوجد فيه مكتبه ويدير اعماله منه .
جاربر مُحب لأعمال الخير
وقال الدكتور إسلام عاصم، أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بمعهد السياحة وترميم الآثار، إن كارل فون جاربر جاء إلى الإسكندرية واستقر فيها وأنشأ مصنع للأخشاب والمناشر ووكالة للشحن بـ264 طريق المكس وصاحب أول توكيل البوتجاز للغاز فى مصر وشمال أفريقيا .
وأضاف أنه أنشأ 3 مبانى بالإسكندرية هم مبنى البحارة السويدى أمام قصر رأس التين والذى كان يستضيف فيه البحار القادمين من السويد والمبنى الثانى هو موجود على الكورنيش حاليا فى منطقة بحرى والمبنى الثالث هو مصنع الأخشاب الذى كان يديره وباعه شقيقه عقب وفاته لتاجر الأخشاب اليونانى فى تلك الفترة أسعد باسيلي.
وهناك العديد من القصص والروايات التى تؤكد على حب التاجر السويدى لمدينة الإسكندرية والتى عشقها وقرر أن يدفن فيها وبنى مقبرة له واوصى أن يدفن فيها ولا يعود للسويد لشدة عشبة لمدينة الإسكندرية ولكنه لم يدفن فيها.
وأشار أستاذ التراث، إلى أنه كان محبوبا من أهالى الإسكندرية ومعروف بحب أعمال الخير فقرر أن يؤسس دار لتحفيظ القرآن الكريم للفتيات المكفوفات من أبناء الإسكندرية وتكفل بمصاريفه رغم أنه كان مسيحى الديانة ولكنه كان يحترم العبادات وأوصى أحد الشيوخ من مسجد المرسى أبو العباس أن يُعلم الفتيات القرآن الكريم ويأتى لهن خصيصا فى الدار التى أسسها "كارل جاربر" لتكون أول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم للمكفوفات بالإسكندرية.
وأصبحت هذه المدرسة حديث الشارع السكندرى ونال حب أهالى الإسكندرية لما فعله من أعمال خير وحبه الأهالى وبشاشته والتى استمرت لسنوات طويلة .
منصب دبلوماسى
ونظرا لمكانته بالإسكندرية تم تعيينه فى منصب دبلوماسى وهو نائب قنصل السويد بالإسكندرية عام 1921 إلى أن تم تعيينه قنصل عام السويد بالإسكندرية عام 1925 وظل قنصلا فخريا حتى وفاته وحصل على العديد من الأوسمة والنياشين خلال عمله الدبلوماسى منها من الملك فؤاد الأول والرئيس جمال عبد الناصر والبطريركية الأرثوذوكسية وغيرها من الجهات الرسمية.
بيع المصنع لرجل أعمال يونانى
وأكد أستاذ مساعد التاريخ المعاصر الدكتور إسلام عاصم، أنه بعد وفاة كارل فون جاربر باعت أسرته المصنع لرجل الأعمال اليونانى أسعد باسيلى واستمر فى تجارة الأخشاب لسنوات طويلة حتى جاء قرار التأميم وأصبح المبنى هو هيئة الثروة السمكية والمصايد وأصبحت تابعة للدولة.
وأضاف "عاصم" أن المبنى لم يدخل مجلدات التراث حتى الآن رغم مطالبات عديدة فهو مبنى تاريخى وتم بنائه بدقة شديدة على شكل قلاع وقصور السويد وهى نمط العمارة فى السويد بينما الساعة تدل على التزام المواطنين فى السويد بالدقة فى الوقت وهى سمه مشهورين بها فأراد "جاربر" أن ينقل عمارة السويد ودقتهم فى العمل إلى الإسكندرية ولا زال المبنى موجود حتى الآن ومدون عليها اسمه.
برج كارل فون جاربر (1)
برج كارل فون جاربر (1)
برج كارل فون جاربر (2)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة