محمد ثروت

وداعا دريد ياغى

الجمعة، 14 يونيو 2024 05:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ودعت لبنان واحدا من رموز العروبة وعاشقى مصر بكل تفاصيلها الأستاذ دريد ياغى نائب رئيس الحزب الاشتراكى التقدمى سابقا، رفيق الفيلسوف الراحل المعلم كمال جنبلاط، كان يرى أن مصر فى قلب لبنان مؤثرة وفاعلة على مر التاريخ.

لم يكن دريد ياغى واجهة سياسية لبنانية، بل كان مناضلا عميقا ضد الطائفية والمحاصصة، يدعو إلى لبنان واحد، ويرى أن القومية والعروبة التى تجمع كل الدول تحت راية واحدة ولغة واحدة، خط أحمر لا تنازل عنه.

دخل دريد ياغى العمل العام منذ العام 1967 عام النكسة، متحديا الانكسار العربى وهو يردد يوما ما سننتصر.

نشأ دريد ياغى فى بعلبك تلك المدينة التاريخية القديمة تحت جبل لبنان الشرقى، و كتب عنه كتابا لم ير النور لوحاته بعنوان مفرق الغيم، وهو مكان فى أعلى بعلبك لا ينزل فيه مطر ولا ثلوج ويظل دافئا طول العام.

كان قادما من مخاض زمن التحولات الكبرى فى العالم العربى عامة، ولبنان خاصة، بعد استقلال لبنان عام 1943 ثم انسحاب القوات الفرنسية عام 1946 وحتى نكبة فلسطين عام 1948.

نشأ دريد نشأة منفتحة على الجميع، فقد درس فى المرحلة الابتدائية بالمدارس الإنجيلية، والثانوية بالمدارس الإسلامية فى صيدا، والحقوق فى الجامعة العربية. تبنى الوسطية والاعتدال مثل رفيقه كمال جنبلاط، وكان يرى أن الوسطية جنبت لبنان حروبا كثيرة، وأن قيم الخير والحق تنتصر دائما مهما طال الأمد.

كان دريد يؤمن إيمانا متجذرا مدافعا عن وحدة لبنان وعروبته، وأن تكون بعيدة تماما عن أى استقطاب أو تحيز.

كان ياغى أيضا مناصرا للقضية الفلسطينية حتى رحيله اليوم بعد صراع مع المرض.

آخر ما قاله دريد ياغى مقولة خالدة: (لبنان هو المكان الوحيد الذى نعيشه فرحين أو حزانى، هذا البلد عمره مائة سنة تراضى فيه المسلم والمسيحى على العيش، وكان هذا التنوع الذى يجب أن يزيدنا قوة وحرصا على لبنان).

رحم الله دريد ياغى لروحه السلام.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة