تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر والكاتب المسرحى الكبير نجيب سرور وقد أتحف نجيب سرور المكتبة العربية بمجموعة من المؤلفات البارزة في الشعر والمسرح واهتم بالتراث الشعبي حتى أنه وظف الأغنية الشعبية في أعماله المسرحية.
ومن منطلق الأغنية الشعبية كتب نجيب سرور معظم أعماله المسرحية، ولا سيَّما ثلاثيته: «ياسين وبهية» عام 1946، و«آه يا ليل يا قمر» عام 1966، و«قولوا لعين الشمس» عام 1972 وفقا لما جاء فى كتاب سيد على إسماعيل أثر التراث العربي في المسرح المصري المعاصر.
وقد أخذ في «ياسين وبهية» الجوهر العام للموال، ثمَّ تخلَّى عن الإطار المكاني الذي نشأ فيه الموال؛ وهو الصعيد، واستبدل به الإطار الآخر؛ وهو الريف، وعلى وجه التحديد قرية «بهوت»، وهي إحدى قرى مصر؛ حيث دارت فيها أعنف المعارك قبل ثورة 1952، وأصبحت هذه القرية رمزًا للصراع ضدَّ الطبقية في مصر. بذلك استطاع «نجيب سرور» أن يحقق التلاؤم بين الأصل الشعبي للأغنية وبين قضايا العصر، فنجد المسرحية تتعرض إلى قضايا الفلاحين، والصراع على الأرض، ومحاربة المستعمر الذي يريد استغلال الأيدي العاملة في المصانع. ومن هنا يعود إلى الأغنية الشعبية من خلال المشكلة الاقتصادية التي اجتاحت البلاد، والتي من مساوئها أن عجز "ياسين" عن الزواج من "بهية".
ويقوم نجيب سرور بتقديم بطلي المسرحية، فيقول عن ياسين:
كان ياسين أجيرًا من بهوت
جدعًا، كان جدعْ
شاربًا من بز أمه
من عروق الأرض، من أرض
بهوت، كان مثل الخبز أسمر،
فارع العود كالنخلة،
وعريض المنكبين كالجَمَل،
وله جبهة مُهْر لم يُروَّض،
وله شارب سبعْ
يقف الصقر عليه.
أمَّا بهية:
فلها عينا غزال،
ولها جيد غزال،
ولها عود كما البان،
ووجه كالقمر
ليلة الرابع عشر.
وهي:
حمامة بيضه داخله ع البنيه،
عروسه حلوه والعيون عسليه.
وبعد هذا التقديم، يصوِّر نجيب سرور علاقة الحب التي تربط بين البطلين من خلال المشكلة الاقتصادية التي تمنع الزواج، وهي الحاجة إلى النقود؛ فالزواج كي يتم يحتاج إلى نقود، والنقود في بهوت نادرة الوجود، وليس أمام ياسين وبهية سوى انتظار الفرج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة