المسجد العمرى.. أقدم مساجد الأقصر التاريخية.. بنى فى عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمى فى 474 هجرية.. وأسماه "العمرى" تيمنًا بمسجد عمرو بن العاص فى القاهرة.. ويعود لأكثر من 971 سنة ويعد تراثًا كبيرًا

الخميس، 09 مايو 2024 03:00 ص
المسجد العمرى.. أقدم مساجد الأقصر التاريخية.. بنى فى عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمى فى 474 هجرية.. وأسماه "العمرى" تيمنًا بمسجد عمرو بن العاص فى القاهرة.. ويعود لأكثر من 971 سنة ويعد تراثًا كبيرًا الطراز المعمارى فى المسجد العمرى بإسنا
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سحر خاص وتاريخ وتراث يعود لحوالى 971 سنة مضت يقبع داخل أحد أقدم المساجد التاريخية على كورنيش النيل بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، وهو المسجد العمرى أو العتيق الشهير والذي يعتبر أحد أعظم المساجد التاريخية والتراثية فى جنوب الصعيد، حيث يرجع تاريخ بناؤه إلى العام 474 هجرية، حيث بني المسجد العمرى بإسنا في عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، وأطلق الخليفة عليه اسم "المسجد العمري" وذلك تيمناً بمسجد عمرو بن العاص في القاهرة، وهو نفس الاسم الذي كان يطلق وقتها على معظم المساجد الكبيرة التي بنيت في العهد الفاطمي في جنوب مصر، مثل "المسجد العمري" بقنا و"المسجد العمري" بأسوان.

وعن تاريخ المسجد الأقدم جنوب الأقصر، يقول عمر فخرى الكوترى مفتش بمنطقة آثار إسنا الإسلامية، إن مدينة إسنا تكتظ بالآثار الإسلامية التاريخية وعلى رأسها المسجد العمرى أو العتيق كما يقول عليه بعض الأهالى فى البلدة، حيث يوجد بجانب محراب المسجد لوح من الرخام قديم مكتوب عليه بالخط الكوفى بسم الله الرحمن الرحيم (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله.. فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، و"صلوات الله وبركاته على مولانا والإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين أمر بعمارة هذا الجامع المبارك السيد الأجل أمير الجيش سيف الإسلام ناصر أبو النجم بدر المستنصرى أدام الله قدرته، وأعلى كلمته القاضى أبا الحسن على بن أحمد بن النضر فأسس فى النصف من ذى الحجة سنة تسع وستين وأربعمائة وسقف فى النصف من شهر ربيع الأول سنة سبعين وأربع مائة وفقه الله لمرضاته وأعانه على طاعته كما يصرف اهتمامه إلى عمارته".
ويضيف عمر فخرى الكوترى لـ"اليوم السابع"، إنه تعد مئذنة المسجد العتيق في إسنا تحفة معمارية فريدة من نوعها، والتى يجرى عمليات الترميم لها حالياً والتى تتكون المئذنة من بدن سفلي مربع ارتفاعه 5.10 متر، وفوق هذا الطابق المربع يأتي طابق اسطواني بارتفاع 8 أمتار، تشغل ثلثه الأخير من أعلى شرفة خشبية محمولة على "كوابيل" خشبية يعلوها طابق مثمن بارتفاع متر ونصف المتر ويتميز بأضلاعه المقعرة، ويبلغ إجمالي ارتفاع المئذنة حوالي 25 مترا وقد دمج البنّاء المسلم بين الطوب الآجر والخشب في عملية البناء، وتتميز المئذنة من الداخل بسلم داخلي يدور حول عمود في الوسط تلتف حوله درجات المئذنة التي تصعد من باب الدخول حتى أرضية القبة، وذلك من خلال 99 درجة من الطوب بنيت مقدمتها من الخشب.
ويؤكد مفتش آثار إسنا الإسلامية، إن المسجد العمرى الكبير مازالت قواعدة القديمة التى بنى عليها خلال فتح المسلمون لمصر متواجدة حتى الآن، رغم تعرضه للهدم أكثر من مرة وأقيم فى عهد الدولة الفاطمية، وكذلك أقيمت داخله مزولة لمهندس الخريطة الفلكية خليل أفندى إبراهيم فى 1287 هجرية.
فيما قال الشيخ حسن منصور إمام وخطيب المسجد العمرى بمدينة إسنا، إن المسجد يعتبر أقدم مسجد بمركز ومدينة إسنا ويتميز عن بقية المساجد بأن معظم سكان المدينة يحبون الصلاة فى هذا المسجد لمكانته فى نفوسهم ولأن لهم فيه ذكريات ونفحات خاصة وسكينة عجيبة يشعر بها كل من يصلى داخله، موضحاً إنه كان فى السابق يعد داخله العلماء وحفظة القرآن ومتلقى العلوم الدينية، ومن كان يحفظ القرآن داخله ويتلقى علوم الدين يتم إرساله لبلاد دول إفريقيا لتعليم أهلها القرآن وعلوم الدين، ويتم حتى الآن تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم داخل المسجد برعاية الشيخ سيد عبد الدايم وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، والذي يزوره بصورة متكررة لإطلاق الفعاليات الدينية المختلفة داخله لخدمة النشء والكبار والأئمة بإسنا من قلب المسجد الأقدم والأهم فى المدينة.
 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة