شهدت روسيا مراسم تنصيب فلاديمير بوتين رئيسا لفترة خامسة تستمر ست سنوات بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى مارس الماضى. وجرت مراسم تنصيب بوتين فى الكرملين، ومن المتوقع أن يعقبها إجراء تعديل حكومى.
ووفقا لوسائل الإعلام الروسية، فقد جرت مراسم التنصيب وفق البرتوكول المعتمد، حيث توجه الرئيس إلى الحفل من مكتبه إلى قصر الكرملين الكبير. ومر عبر الشرفة الحمراء للقصر إلى ساحة الكاتدرائية، حيث يستعرض القائد الأعلى للقوات المسلحة مرور الفوج الرئاسي. وعند وصولع بوتين إلى القصر، كان في استقباله جمهور غفير من المدعويين.
وأحضر عناصر حرس الشرف العلم الوطني لروسيا وراية رئيس روسيا الاتحادية (نسر برأسين على خلفية ثلاثية الألوان)، ثم شعار رئيس الدولة ونسخة الدستور التي وضع بوتين يده عليها أثناء أداء القسم.
وقال بوتين أثناء أدائه للقسم: "أقسم بحماية حقوق الإنسان والمواطن وحرياته واحترام الدستور وحمايته والسيادة والاستقلال"، مؤكدا أن قيادة روسيا "واجب مقدس".
وبعد إلقائه اليمين الدستورية، ألقى بوتين كلمة وجه فيها الشكر للواطنين الروس، وقال إن الدستور ينص على حماية الشعب الروسى وهى مسئولية كبيرة حددت عمله فى السابق وسوف تحدد عمله فى المستقبل، مؤكدا أن مصالح روسيا ستظل أولويته القصوى، وأن خدمة روسيا هى هدفه الأعلى.
وتعهد بوتين فى كلمته بالاستمرار فى تشكيل عالم متعدد الأقطاب، وقال إن على روسيا أن تكتفى ذاتيا ونفتح مجالات جديدة لببلادنا. وأضاف الرئيس الروسى: في هذه المرحلة التي نواجه فيها تحديات جسيمة، نفهم أهمية وضرورة الدفاع عن مصالحنا الوطنية على نحو أقوى. كلي ثقة أننا سنتجاوز كل التحديات، وسندافع عن حريتنا وتقاليدنا وقيمنا وسنتوحد جميعا شعبا وسلطة من أجل هذه الأهداف. وتوجه بوتين كاتدرائية بلاجوفيشينسكى بالكرملين، حيث أدي البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، قداساً بمناسبة التنصيب الرئاسى، حسب التقليد.
يذكر أن حفل التنصيب الرئاسى فى روسيا يقام فى يوم السابع من شهر مايو منذ عام 2000، عندما تولى بوتين الرئاسة لأول مرة خلفا لبوريس يلتسن. ومكث فترتيين رئاسيتين، ثم شغل منصب رئيس الوزراء فى عهد ميدفيديف وعاد رئيسا مرة أخرى لفترتين. وفى عام 2020ـ تم تعديل الدستور بما يسمح لبوتين بالحكم لفترتين إضافيتين تستمر الواحدة لست سنوات.
وأقيمت مراسم التنصيب وسط مقاطعة الولايات المتحدة وأغلب دول الاتحاد الأوروبى على خلفية الحرب فى أوكرانيا، لكن بعض الدول مثل فرنسا أرسلت مبعوثا رغم مناشدات من كييف بالمقاطعة.
وقال مسئول رفيع المستوى بالكرملين لوكالة إنترفاكس الروسية إن رؤساء كل البعثات الدبلوماسية الأجنبية فى موسكو تمت دعوتهم لحضور التنصيب. لكن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى قال إن سفير الكتلة فى موسكو لن يحضر الاحتفال تماشيا مع موقف الدول الأعضاء. من جانبها، قالت الولايات المتحدة وكندا إنها لن ترسل أحدا إلى الاحتفال، الذى جاء بعد يوم من إعلان روسيا أنها ستجرى تدريبات على أسلة نووية تكتيكية قالت إنها تأمل أن تهدئة المتهورين فى الغرب.
وعلق المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، على قرار سفراء بعض الدول عدم حضور حفل تنصيب الرئيس فلاديمير بوتين، قائلا إن هذا قرارهم. وشدد ممثل الكرملين على أن فعالية التنصيب مخصصة في المقام الأول للمواطنين في روسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة