تحل اليوم ذكرى توقيع معاهدة بوخارست بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية، وذلك في مثل هذا اليوم 28 مايو 1812، والتي كان من أهم شروطها بقاء ولايتي الأفلاق والبغدان تحت سيطرة الدولة العثمانية.
وحسب ما جاء في كتاب الحروب العثمانية الروسية لـ أحمد صالح على محمد: أنه تم عقد معاهدة بوخارست في 28 مايو عام 1812م، وتكونت المعاهدة من 16 مادة، ومن أهمّ بنودها: بقاء ولايتي الأفلاق والبغدان في حوزة الدولة العثمانيّة، ومنح الصّرب استقلالًا إداريًا، وأن تصبح إمارة على غرار الأفلاق والبغدان، مع بقاء الجيش العثماني في القلاع الصّربية، واحتفاظ روسيا بإقليم بيساربيا وأحد مصبّات نهر الدانوب، وفقدت الدولة العثمانيّة بذلك أكثر من 70 ألف كم2 من أراضيها، والرّاجح أن الدّولة استمرت في نزيف الخسائر والهزائم المتتالية التي منّيت بها، والميل إلى المهادنات لإخراج الدولة بأقل الخسائر الممكنة، وعند النُظر لمعاهدة بوخارست، فإن الدولة وعدم فهمهم لمجريات الأحداث، وافقوا وبدون تفكير على عقد المعاهدة.
وقد ترتب على ذلك أن صار استقلال الصَرب نموذجًا للشعوب البلقانية الأخرى، وكان سببًا في تحريض اليونانيين بوجه خاص ضدٌ الدولة العثمانيّة.
وأضاف الكتاب أن: قامت الدُولة العثمانيُّة مجبرة على توقيع معاهدة أكرمان Akkerman في 7 أكتوبر عام 1812م، حيث كانت تلك المعاهدة لا تزيد عن كونها توضيحا لمعاهدة بوخارست عام 1812م، وبموجبها تم توسيع الاستقلال الدّاخلي لإمارات الأفلاق والبغدان وصربيا، كما تقرّر عدم وجود أي مسلم محلي في قلاع صربيا عدا جنود الجّيش العثماني، وبموجبها أيضا ينتخب الباب العالي بكوات الأفلاق والبغدان من بين أمراء تلك المناطق (كان الوضع كذلك قبل 1711م)، وليس من بكوات الرّوم، ويعين الباب العالي هؤلاء الأمراء لمدة 7 سنوات، وليس له حقّ تغييرهم ما لم تكن هناك أسباب جديّة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة