عصام محمد عبد القادر

السياحة الافتراضية.. أداة للجذب السياحي

الثلاثاء، 28 مايو 2024 06:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسعى الدولة المصرية بصورة وظيفية ومتواصلة إلى إيصال الصورة التي عليها المنتج السياحي المصري عبر الأسواق السياحية العالمية التي من خلالها يحدث الجذب السياحي تجاه المقاصد السياحية المختلفة بربوع الوطن، الذي أضحى خاليًا من معوقات التنمية وبات يمتلك مقومات متفردة في الشرق الأوسط قاطبة؛ فهناك ثراء سياحي منقطع النظير يسهم في تلبية رغبات قطاع كبير من السائحين على المستوى الدولي، ومن ثم يحفز على خوض التجربة السياحية والاستمتاع بمفرداتها.


ونؤكد أن الثراء السياحي المصري لا يرتكز فقط على حجم ما تمتلكه من آثار؛ فهناك حرفية الدعاية الابتكارية عبر الأسواق السياحية العالمية والتي تظهر صورة الخدمات التي تقدم وفق معايير قياسية عالمية سواءً ارتبطت بالتنقل، أو الإقامة، أو ما يخدم به السائح الذي يود الاستمتاع برحلته، من خلال أحداث يتابعها ويحرص على تواجده في قلب الحدث منها، الرياضية والفنية وغير ذلك من ألوان السياحة المصرية المتعددة، ناهيك عن تنافسية الأسعار التي دومًا ما ينظر إليها السائح بما يجعله يحاول تكرار التجربة والبقاء لفترات زمنية أطول.


ونتيجة للتقدم التقني الهائل ظهر ما يسمى بالسياحة الافتراضية، والتي تعمل على إيجاد رؤية بصرية متكاملة للمواقع السياحية ومقوماتها، بما يسهم في تحفيز السائح لأن يتخذ قرار الزيارة الطبيعية، ويتأتى ذلك بعد أن يستوعب ماهية وأهمية مقصده السياحي عبر البيئة الافتراضية بصورة مفصلة يجوب بها الأماكن ويستمع ويرى بصورة ثلاثية مشاهد خلابة؛ فيصمم من خلال ذلك رحلته ويضع برنامجه بعد أن ينهي رحلته الافتراضية.


ودعونا نحدد ماهية السياحة الافتراضية بصورة دقيقة؛ إذ تُعد نمط من أنماط السياحة التي تعتمد على توظيف التقنية الرقمية الحديثة في عرض الأماكن والمقاصد السياحية بالدولة، وما يرتبط بها من مقومات تخص التنقل والإقامة، وما يقدم خلالهما من خدمات على مدار الساعة، وتسمح للسائح بفرصة التجول الحر عبرها كي يحاكي الواقع وتتكون لديه صورة ذهنية عما يشاهده في الحقيقة، إذا ما قرر أن يحول رحلته الافتراضية إلى النمط التقليدي بتواجده الجسدي في الأماكن السياحية بالدولة، ومن ثم تُعد السياحة الافتراضية مروجًا أساسي لا يستهان به في التسويق والجذب السياحي بمصرنا الحبيبة.


وحري بالذكر أن السياحة الافتراضية سوف تحقق مكتسبًا تنافسيًا في ظل ما تتمتع به الدولة المصرية من ميزة وتفرد لمقومات جغرافية وطبيعية على السواء؛ حيث تزخر بالمواقع الأثرية غائرة التاريخ، وتتفرد بالأماكن الدينية المقدسة في شتى ربوعها، وتمتلك مناطق علاجية نادرة، وبها مصايف ومشاتي في آن واحد، ويغمرها مناطق ومحميات طبيعية لا تمتلكها دولة ما، ناهيك عن شعب مضياف مرحاب يقدم أجود ما لديه بغية الكرم وحسن الاستقبال بطيب قلب ونفس، وهذا ما سوف تظهره أدوات السياحة الافتراضية عبر ما تقدمه من جولات تخيلية موظفة أفضل التقنيات والأدوات لتحقيق هدفها المنشود.


ولندرك أن البيئة الافتراضية ثلاثية الأبعاد صارت تفاعلية تساعد الإنسان على أن يستخدم جملة حواسه، ومن ثم يتأثر شعوره بما يسمح ويرى ويلمس عبر اجتياز عوامل الزمان والمكان؛ فقد تطورت تطبيقاتها التي أضحت تسهم في نقل تصاميم الواقع وتفصيلاته المهمة للسائح الذي يتمكن من أن يتجول خلالها بصورة مريحة تكسبه خبرات وثقافات المزارات السياحية بشكل سهل وبسيط، في ضوء ما يلبي اهتماماته سواءً أكانت ثقافية، أم علمية، أم دينية، أم ترفيهية، أم علاجية، أم غير ذلك مما يحبه ويفضله ويشبع ميوله ورغباته.


وأود الإشارة إلى أن السياحة الافتراضية ليست بديلًا عن السياحة السائدة أو التقليدية؛ لكنها من وجهة نظري أداة للتسويق والجذب السياحي؛ فمن خلالها نستطيع أن نشغل اهتمام وأذهان وخيال قاصدي السياحة بما نمتلكه ونتفرد به من أنماط متعددة سياحية، وما بها من مقومات تشجع السائح للقدوم لمصرنا الحبيبة، وهذا يؤدي بشكل تلقائي إلى أن نضع مواقعنا السياحية على خريطة السياحة العالمية، بل ونقدم الميزة التنافسية التي نظهرها من خلال هذا النمط التسويقي الذي بدى ذيوع انتشاره في عصر الرقمنة وامكانياته اللامتناهية.


وأرى أن التهيئة النفسية عاملٌ مهمٌ في مساعدة السائح لأن يتخذ قرار الزيارة ويجهز لها ويقبل على تنفيذها؛ فقد رأى واستيقن أن رحلته تحيط بها مقومات المتعة ويكسوها الراحة والطمأنينة النفسية؛ لذا ما يشغلني هو حسن الإخراج وجمال الصورة التي تقدم من خلال أدوات السياحة الافتراضية؛ فهناك المنتج السياحي الذي ينبغي أن يضفى بالجديد، والتنظيم القائم على معيارية الأدوار المتكاملة لمؤسسات الدولة، وهناك نمط الإدارة من حيث تسريع الإجراءات وسهولة الحصول على الخدمة وتذليل العقبات والصعوبات وتخطي المشكلات الطارئة بحرفية القرار الناجز الصحيح.


وفي هذا الإطار لا نغفل دور صناع الصورة الجمالية لهذا النمط السياحي المؤثر؛ فعليهم يعول مقدرتهم على الترجمة التي تسهم في تحقيق المرمى؛ فخيال الحقيقة أصبح معاشًا لا ريب، وبلوغ التذوق الجمالي يؤدي حتمًا لدرجة من المتعة والشعور بالارتياح؛ حيث تمر بمراحل اكتشاف وتأمل قد يكسوها الدهشة وحب الاستطلاع الذي يفضي في نهاية المطاف لاتخاذ قرار إشباع الرغبات في بيئة سياحية حقيقية.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة