ابن خلدون.. جانب من حياته وأفكاره ورؤيته في العمران الإنساني

الإثنين، 27 مايو 2024 02:09 م
ابن خلدون.. جانب من حياته وأفكاره ورؤيته في العمران الإنساني ابن خلدون
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعرف الداني والقاصي ابن خلدون، ويقرون بعلمه وقوة ملاحظته وباعه الطويل في العلوم الإنسانية، وينسب إليه الكثيرون وضعه لأصول علم الاجتماع، ويجمع الغرب على مكانته، وقد كانت رحلته إلى مصر واستقراره بها، من أهم العوامل التي وسعت تجربته وزادته علما.

نعرف جميعا أن ابن خلدون ولد فى تونس فى 27 مايو عام 1332 م، الموافق 1 رمضان 732 هـ، وطاف في بلاد كثيرة وانتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية.

أما كتبه ومؤلفاته، فحسبما ذكر كتاب (حياة ابن خلدون ومُثل من فلسفته الاجتماعية) لشيخ الأزهر السابق محمد الخضر حسين، أن ابن الخطيب ذكره في كتاب (الإحاطة) بعض مؤلفات ابن خلدون؛ فقال:

شرح البردة شرحًا بديعًا دل به على انفساح ذرعه، وتفنُّن إدراكه، وغزارة حفظه، ولخص كثيرًا من كتب ابن رشد، وعلق للسلطان — يعني ابن الأحمر — أيام نظره في العقليات تقييدًا مفيدًا في المنطق، ولخص محصل الإمام فخر الدين الرازي، وألَّف كتابًا في الحساب، وشرع في هذه الأيام في شرح الرجز الصادر عنى في أصول الفقه بشيء لا غاية فوقه في الكمال.

وقال صاحب نفح الطيب بعد نقل ما جاء في الإحاطة من التعريف بابن خلدون: هذا كلام لسان الدين في حق المذكور في مبادئ أمره وأوسطه، فكيف لو رأى تاريخه الكبير؟!.

ومما قاله المقريزي في وصف مقدمة هذا التاريخ: وإنه لعزيز أن يَنال مجتهد مثالها؛ إن هي إلا زبدة المعارف والعلوم، وبهجة العقول السليمة والفهوم، توقف على كُنْهِ الأشياء، وتعرف حقيقة الحوادث والأنباء، وتعبر عن حال الوجود، وتنبئ على أصل كل موجود، بلفظ أبهى من الدر النظيم، وألطف من الماء مر به النسيم.

وقد نُقلت هذه المقدمة إلى لغات أخرى من تركية وإيطالية وفرنسية فكانت أحد الآثار العربية التي شهد بها الغربيون كيف يرتقي الفكر الناشئ في معاهد العلوم الإسلامية حتى يتسنَّى له أن يبحث في نظم الاجتماع وطرق الإصلاح، على وجه بديع وأسلوب حكيم.

ومن أهم أفكار ابن خلدون

يقول محمد الخضر حسين: لابن خلدون في الاجتماع والسياسة آراء سامية، استمدها من مطالعاته الواسعة في التاريخ، ومشاهداته أزمان الرحلة؛ إذ تقلب في أمم، ودخل في أحشاء دول. ولنسق إليكم أمثلة من فلسفته الاجتماعية التي لها مساس بمشروع جمعية أدبية كجمعية تعاون جاليات إفريقية الشمالية.

المغلوب مولع بتقليد الغالب

يقول ابن خلدون: إن المغلوب "مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده".

الأمة المغلوبة يسرع إليها الفناء

يقول ابن خلدون: "إن الأمة إذا غُلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء".

 هم حاجات الإنسان من نظر ابن خلدون

حاجة الإنسان للاجتماع والعمران

إن الإنسان مخلوق اجتماعي مدني بطبيعته، وإن قوْته وأمانه لا يتحقق بقدرات شخصية فهو بحاجة إلى تكاتف جماعي مع بني جلدته ليحافظ على ديمومته وبقائه وقوْته، فالاجتماع والعمران حاجة بشرية بالسليقة، ولكنها بحاجة إلى ما يشد هذا النسيج الاجتماعي، وبحسب ابن خلدون هو "المُلْك".

حاجة الإنسان إلى دولة لانتظامه وعمرانه

تعتبر الدولة الحاضن الوحيد لاستقرار العمران ويدور في محورها الاجتماع البشري، فتحدث بشكل مفصل ومطول عن نشأتها وازدهارها وهرمها ووهنها ثم انقراضها، فالدولة بحسب نظرية ابن خلدون مقومة العمران وهي الحافظ لوجوده، ولكنه اعتبر أيضًا أن الدولة امتداد زماني ومكاني لعصبية ما.

فاعلية العمران ودور العصبية في ضبطه

لم يختلف الباحثون في أن متن ابن خلدون أساسه العصبية، وأن نظرته تمحورت حول بلاد المسلمين وكانت مصدر تفسيره للقوة التي حركت العمران والدولة، فتحدث عن اللحمة والنسب وعن العصبية وغاية العصبية، وعن علامات المُلْك وطبائع المُلْك، وغير ذلك من مقومات العصبية وأطوار الدولة والترف والانقياد والفساد وخراب العمران.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة