قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحكومة الفيدرالية الأمريكية تعمل على إجراء جديد من شأنه أن يطالب أصحاب العمل بتوفير حمايات للعاملين لديهم من الحر، فى ظل ارتفاع أعداد الوفيات الناجمة عن الحر الشديد.
وذكرت الصحيفة أنه على مدار أكثر من عامين، عمل مجموعة من الخبراء والاقتصاديين والمحامين فى الحكومة الأمريكية على معالجة واحدة من أزمات الصحة العامة المتنامية فى الولايات المتحدة، والمتصلة فى وفاة أعداد متزايدة أثناء العمل بسبب الحر الشديد.
وفى الأشهر القادمة، من المتوقع أن يقترح هذا الفريق، المكون من 30 شخصا فى إدارة الصحة والسلامة المهنية قاعدة جديدة تتطلب من أصحاب العمل حماية ما يقدر بـ 50 مليون شخص معرضين لدرجات حرارة مرتفعة أثناء العمل، ويشمل هذا العاملين فى المزارع وفى الإنشاءات، وأيضا من يقومون بحزم الطرود فى المستودعات وتنظيف قمرات الطائرات والطبخ فى المطابخ التجارية.
وسيكون هذا الإجراء هو أول تنظيم فيدرالى حكومى كبير لحماية الأمريكيين من الحر أثناء العمل، ومن المتوقع أن يواجه مقاومة شديد من بعض الشركات ومجموعات الصناعة التى تعرض تنظيمات من شأنها فى بعض الأحيان أن تتطلب مزيد من الاستراحات وتوفير المياه وتكييف الهواء.
لكن الخبراء يقولون إنه حتى فى حال تطبيق الإجراء التنظيمى، فإن نظام استجابة الطوارئ الخاص بالحكومة غير ملائم للتعامل مع الحاجة الملحة فى الوقت الراهن.
وكان العام الماضى هو الأعلى حرارة فى التاريخ، منذ بدء التسجيل، ويتوقع الباحثون رقما قياسيا جديدا الصيف القادم، مع ارتفاع درجات الحرارة فى مناطق حزام الشمس فى الولايات المتحدة.
وبلغ مؤشر الحرارة فى مدينة ميامى الأمريكية الأسبوع الماضى 112 درجة فهرنهايت، متجاوزا الرقم القياسى اليومى المسجل بحوالى 11 درجة.
ونقلت نيويورك تايمز عن د.جون بالبوس، نائب مساعد وزير الصحة الأمريكى لشئون تغير المناخ والعدالة الصحية، أن الزيادة فى الوفيات الناجمة عن الحر أصبح الآن أكبر تهديد لصحة البشر يمثله تغير المناخ، وأضاف أن التهديد للناس من الحر الشديد وصل نقطة ينبغى إعادة التفكير عندما بشأن الكيفية التى يجب أن تكون بها كافة مستويات الحكومة مستعدة، وتطبق استجابة تتلاءم مع فداحة المشكلة.
ووفقا للصحيفة، فإن نحو 2300 شخص توفوا فى الولايات المتحدة فى 2023 نتيجة لأمراض لها صلة بالحر، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف المتوسط السنوى بين عامى 2004 و2018. ويقول الباحثون أن كل هذه الأرقام على الأرجح أقل من الواقع، بسبب الكيفية التى تسجل بها أسباب الوفاة فى شهادات الوفاة.
وارتفعت زيارات غرف الطوارئ بسبب الأمراض الناجمة عن الحر فى جميع أنحاء الولايات المتحدة فى الصيف الماضى مقارنة بالسنوات الخمس السابقة، وفقا لدراسة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ووفقا لهيئة الأرصاد الوطنية الامريكية، فإن الحر يقتل عددا من الناس أكثر مما تفعل الأعاصير والفيضانات والعواصف مجتمعة.
وقد حاول الرئيس بايدن التعامل مع التهديد، لاسيما من خلال الدعوة إلى توفير حمايات للعاملين فى عام 2021، وعينت إدارته د. بالبوس ليكون أول مسئول كبير يعالج الآثار الصحية لتغيير المناخ.
وفى يوليو الماضى، قال بايدن أن حتى هؤلاء الذين ينكرون أننا فى خضم أزمة مناخ، لا يمكنهم أن ينكروا تأثير الحرارة على الأمريكيين، مضيفا أنها تضرب الأكثر ضعفا بقوة، سواء كبار السن أو من يعانون من التشرد وليس لديهم مكانا يلجأون إليه، والمجتمعات المحرومة الأقل قدرة على التعافى من الكوارث المناخية.
وحذرت نيويورك تايمز بأن جهود بايدن للعامل مع الحر الشديد المرتبط بتغير المناخ ستنتهى على الأرجح لو عاد ترامب إلى لبيت الأبيض، بحسب ما يقول الخبراء الجمهوريون. فيمكن أن يتم إلغاء مبادرات مثل مكتب تغير المناخ والعدالة الصحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة