تشهد أسعارأونصة الذهب العالمي تعافي طفيف خلال تداولات اليوم الجمعة وذلك بعد أن سجلت أدنى مستوى في أسبوعين مطلع هذا اليوم، ليقبل الذهب على تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكثر من 5 أشهر في ظل تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة هذا العام.
سجل سعر الذهب الفوري أدنى مستوى منذ أسبوعين مطلع جلسة اليوم عند 2325 دولارا للأونصة قبل أن يرتفع بنسبة 0.6% ليسجل اعلى مستوى عند 2342 دولارا للأونصة، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2340 دولارا للأونصة.
انخفض سعر الذهب منذ بداية الأسبوع وحتى الآن بنسبة 3% بعد أن سجل أعلى مستوى تاريخي مطلع هذا الأسبوع عند 2450 دولارا للأونصة، ليبدأ بعدها سعر الذهب في التراجع بشكل كبير بسبب تغير نظرة الأسواق لمستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.
محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع كان نقطة تغير رئيسية في توجهات الأسواق، بعد أن أظهر البنك الفيدرالي أن معدلات الفائدة متوقع لها الاستمرار عند نفس المستوى لفترة أطول من الوقت بعد أن رفض التضخم التراجع خلال الربع الأول من هذا العام.
كما أظهر محضر الاجتماع نقاشات بين الأعضاء بشأن إمكانية رفع أسعار الفائدة في حال ارتفعت مستويات التضخم إلى مستويات تتطلب مثل هذا الإجراء، وقد أدى هذا إلى ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل كبير دفع معه أسعار السلع وعلى رأسها الذهب إلى التراجع.
بالرغم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي خلال جلسة اليوم إلا أنه في طريقه إلى تسجيل ارتفاع أسبوعي، وهو ما يزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب العالمي الذي تترقب الأسواق اغلاقه الأسبوعي خلال جلسة اليوم، فإذا أغلق الذهب تحت المستوى 2365 قد نشهد المزيد من التراجع في أسعار الذهب.
قامت الأسواق بتعديل توقعاتها بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام بعد محضر اجتماع البنك، فتقلصت توقعات خفض الفائدة في شهر سبتمبر لتصبح متساوية تقريباً مع توقعات تثبيت الفائدة، بينما تراجعت توقعات خفض الفائدة في نوفمبر القادم، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
من جهة أخرى ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال هذا الأسبوع بنسبة 1%، وهو يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار الذهب، وارتفاع العائد يعمل على زيادة تكلفة الفرصة البديلة بالنسبة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
وبالرغم من تزايد فرص تراجع أسعار الذهب العالمي خلال هذه الفترة إلا أن التوقعات بشكل عام لأداء الذهب تظل إيجابية بشكل كبير، خاصة مع تراجع نسبة الذهب إلى الفضة التي يقصد بها كمية الفضة اللازمة لشراء أونصة من الذهب إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2022 وهو ما يعد منطقة مناسب لإعادة شراء الذهب.
أيضا لا تزال الصين تسيطر بقوة على حركة الأسعار في سوق الذهب العالمي، وتشير أحدث البيانات إلى أنه من المرجح أن يستمر هذا الأمر، في حين من المرجح أن ينضم المستثمرون الغربيون إلى زيادة الاستثمار في الذهب قريبا كما يتضح من تزايد التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب الأوروبية والأمريكية مؤخراً.
القطاع الخاص الصيني استورد 543 طنًا من الذهب في الربع الأول من عام 2024، وأضاف البنك المركزي الصيني 189 طنا أخرى إلى احتياطاته خلال نفس الفترة.
فالصين هي أكبر داعم لأسعار الذهب حالياً وأكبر متحكم في السعر باعتبارها أكبر المشترين والمستهلكين للذهب في العالم. حيث ترغب الصين في تنويع احتياطاتها النقدية الضخمة بعيداً عن الدولار وبالتالي تزيد من طلبها على الذهب مما يجعلنا نعتقد أن مشترياتها من الذهب ستستمر خلال هذا العام.
أسعار الذهب فى مصر
تراجع أسعار الذهب في مصر منذ جلسة الأمس متأثرة بالتغيرات في سعر الذهب العالمي بالإضافة إلى إبقاء البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة دون تغير مما يبقي الوضع على ما هو عليها من اعتماد السعر المحلي على تحركات الذهب العالمي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 3135 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3140 جنيها للجرام، وذلك بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بمقدار 20 جنيها ليغلق عند المستوى 3130 جنيها للجرام بعد ان افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3150 جنيها للجرام.
يوم أمس أعلن البنك المركزي المصرى عن تثبيت أسعار الفائدة عند المستوى 27.25% ليوافق التوقعات ويظهر البنك خلال اجتماعه الثالث هذا العام أنه بعد قراره الاستثنائي في 6 مارس الماضي برفع الفائدة 600 نقطة أساس دفعة واحدة وتحرير سعر الصرف أظهر التضخم استجابة في التراجع وأنه في طريقه إلى التراجع لنمطه المعتاد قبل مارس 2022.
وتوقع البنك المركزي المصري في بيانه أيضاً أن يتراجع التضخم بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من العام الجاري بسبب تشديد السياسة النقدية وتوحيد سعر الصرف.
بقاء أسعار الفائدة دون تغير خلال اجتماع المركزي يوم أمس من شأنه أن يبقي أسعار الذهب عند مستوياتها الحالية، حيث يعتمد سعر الذهب حالياً على التغير فى سعر أونصة الذهب العالمي بالإضافة إلى التغيرات التدريجية في سعر صرف الدولار.
الفترة الحالية تشهد ضعف في الطلب على الذهب بشكل عام كما تراجع الطلب الاستثماري على الذهب المتمثل في السبائك والعملات الذهبية، بينما يبقى الطلب على المشغولات الذهبية الذي يتميز بكونه طلب موسمي.
من جهة أخرى استقرار سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية وتحركه بشكل معتدل وتدريجي ساعد على استقرار سعر الذهب المحلي واختفاء عمليات المضاربة على السعر باختفاء السوق الموازية، وبالتالي أصبحت تحركات الذهب تعتمد على تغيرات سعر الذهب العالمي بشكل كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة