فى عالم يؤمن بالقوة وحدها، وفى إقليم متضارب ومتداخل فى إشكالياته، وفى ظروف تداخلت فيها العوامل فصارت مواطن التشويش أكبر من قدرات الفرز والاختيار، وأصبح للمواطن مدخلات للمعلومات، اختلط فيها الصحيح مع غيره، ومع أن تلك مدخلات لنتيجة واحدة هى عدم القدرة على اتخاذ أنسب القرارات الممكنة، إلا أن عنصرًا واحدًا هو الذى يعدل الكفة ويوجهها، وذلك العنصر أصل وليس فرعًا، وهو عنصر حاكم لا تابع، وحتى لا يغيب عنا الهدف، فالعنصر هو قدرة استخدام القوة الرشيدة فى الوقت الأجدر، وتلك القوة أعنى بها الجيش المصرى ومَن فى حكمه أجهزة وجهات تابعة أو قريبة الصلة، فتلك القوة المؤتمنة منشأها واستمراريتها تكمن فقط فى تحقيق الهدف المطلوب فى الوقت المناسب، أو كما يقول القائل: «حينما تكون جاهزًا.. اشتبك».
صفحة اليوم السابع
"الجمهورية الجديدة هى جمهورية الحلم والأمل، وجمهورية العلم والعمل، والجمهورية القادرة وليست الغاشمة، والمسالمة وليست المستسلمة".. الرئيس عبد الفتاح السيسى
مَن يستعد لمَن.. السؤال الأصح
فى حرب المعلومات، يبقى السؤال الأصح هو الذى يأتى بإجابة أكثر إفادة، ولذلك وفى ظل كل تداخلات مصر بالإقليم، يجب أن نسأل أنفسنا مَن يستعد لمَن؟!»، فالحقيقة أن مصر تمتلك القوة الحقيقية والمتطورة وذات الكفاءة المميزة، ولذلك لا يمكن الذهاب إلى السياق الذى يقول هل مصر مستعدة، بل الحقيقة هل غيرها مستعد لمصر وقوتها وقدرتها وشعبها، هذا هو السؤال الذهبى الذى يشغلهم ويشغل كل الأطراف، فمصر لديها عقل وقدرة، وغيرها متجاذب فى قواته ومتورط فى طموحاته، إلا أن مصر أهدافها واضحة وقواتها على كامل عافيتها، وحدودها تم تطهير كل شبر داخلها.
بلاغ قتال.. صوت لاسلكى يبعث الفخر
فى حضور المناورات والتدريبات العسكرية يمكنك أن تسمع ذلك المصطلح وهو «بلاغ قتال»، أى الإبلاغ عن هدف معادٍ محدد لوضع وسيلة تدميره، وفى تلك المهمة يمكنك أن تستمع لصوت اللاسلكى وهو يبلغ بالمهمة برموز لا يفهمها إلا أهلها، وهم رجال الجيش المصرى وأبطاله، وحينما يتم تنفيذ المهمة فإن تلك الموجات تمتلئ فخرًا بالتنفيذ، وهو تعبير معنوى عظيم لحب المصريين للانتصار، والارتضاء فقط بالنجاح فى تحقيق المهمة.
"مصر عبر تاريخها لم تتجاوز حدودها، وكل هدفها حماية حدودها وتأمين أمنها القومى.. إننا نتعامل مع كل الأزمات بعقل وصبر لتحقيق ما أمكن دون تجاوز فى استخدام القوة".. الرئيس السيسى
العَرق فى التدريب يوفر الدم فى المعركة
فى شواهد العمل داخل القوات المسلحة المصرية، هناك لافتة ذات مغزى كبير، تجدها موجودة فى كثير من الوحدات والكتائب مكتوب فيها «العَرق فى التدريب يوفر الدم فى المعركة»، وتلك العبارة المعبرة عن المغزى يمكننا أن نكملها بعبارة أخرى من قولنا وهى «المعركة قادمة قادمة بطبيعة الحال!!»، ولذلك فإن كل ما نتابعه حاليًا من سياقات وأخبار وعناوين للجيش المصرى، لا يمكن عزلها عن المسار العام للدولة، ففى التدريب والمناورة قدرة على صناعة الرسائل المباشرة وغير المباشرة، وتلك الرسائل يحللها ويقف عليها كل عقل وعاقل فى أى تكوين قريب أو بعيد، حتى أن صياغات الأخبار وعناوينها لها من يحللها ويقف عليها، وهؤلاء المحللون فيهم المعلن والمعروف والمكشوف، وفيهم مَن يعيش فى غرف محصنة وسراديب، وكذلك هناك المتصنعون صنعة الود والزيف للتقرب والرصد لعلهم ينقلونها لرعاتهم ومتابعيهم.
القدرة والقوة والقرار موجودة
المتدبر والمتربص وصاحب البصر وأهل البصيرة، كلهم يجمعون على أن مصر تمتلك القدرة والقوة والقرار فى تنفيذ مبتغاها، وتحقيق كل ما تعلنه «خطابا»، وتنفيذه «عملياتيا»، لكن لكل حدث حديث لعل الجميع يعقلون، ولذلك فهناك مقاربات ومواءمات تحدث فى صياغة الإجراءات التصعيدية والتصاعدية، وكلها تحتكم للعقل واستخدام القوة الرشيدة أو البطش بها، لذلك فصبر مصر الاستراتيجى، صبر حتى الآن أمين ومؤتمن على الجميع، فى ظل ازدواج أخلاقى للعالم فى تطبيق ما تغنى به من معايير، لكن مصر تواصل القبض على أخلاقها وقوتها كالجمر، لكن تلك القبضة وإن كانت قوية فى تحكمها، لكنها ميسرة وسلسلة ومخططة حينما تنبسط، وهى الرسالة التى يجب استيعابها كاملًا، وبشكل مباشر أكثر يجب أن يستوعبها المعتدى والقريب من الأحداث، وهى الرسالة التى يمكن استنباطها من عظمة ما فعله المصريون فى حرب أكتوبر 1973 بالقول «استدل بما لم يكن بما كان فى الأمور اشتباه»، ولذلك يجب أن يستدل الجميع مما فعلناه فى أكتوبر، وكما قال القائد الأعلى للقوات المسلحة «اللى عملها مرة، قادر يعملها كل مرة»، وهى الرسالة التى فهمها البعض فى سياق غير السياق الذى ذكرها الرئيس السيسى، فقد كانت حرب أكتوبر حرب استعادة الأرض، ولم تكن حرب اعتداء أو تجنى، لذلك فجمهورية مصر العربية دولة تحافظ على سيادتها الوطنية دون اعتداء.
الحكاية حقيقية.. شعب وجيش ورئيس
لعل أبسط المعلومات، تلك التى تُذكر بشكل خبرى، وفى الخبر المباشر يأتى امتلاك مصر قدرة عسكرية متطورة، وشعب أصيل له تاريخ وقيم، ورئيس جمهورية خرج من الجيش بأمر الشعب ليصبح مؤتمنًا على مرحلة هى الأخطر فى تاريخ مصر، لذلك فكل تلك فصول حقيقية فى حكاية مصر بأكملها، ولا يوجد دليل على التوفيق الإلهى لمصر فى تلك المرحلة غير اكتمال تلك المعادلة، فالظروف والإشكاليات التى نعيشها وسيلة للقول «ما كنش ينفع غير كده»، بدلًا من القول «هو احنا ليه بيحصل فينا كده»، فمصر المبتلاه إقليميًا خلال تلك الفترة، هى نفسها مصر التى تستعيد ريادتها ودورها الحقيقى، وخير دليل على ذلك هو رعاية أجهزة مصر المعنية لملف المفاوضات فى غزة، كما أن القاهرة صارت قبلة أساسية للحل فى الشهور الأخيرة، ولو أنهم يستمعون للرواية المصرية وفصولها لكان هناك حل توافقى ينقذ الجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة