أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن معبر رفح البرى والاحتياجات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة هى من الأولويات التى كانت مصر واعية لها من بداية الحرب.. مشيرا إلى أن ما يقرب من 65 % إلى 70 % من المساعدات الإنسانية جاءت من مصر سواء من الحكومة أو من المجتمع المدنى المصرى.
وقال الوزير - في حوار مع جريدة "أخبار الخليج" البحرينية جرى على هامش فعاليات القمة العربية التي انعقدت بالمنامة، إن مصر كانت حريصة على أن يظل معبر رفح مفتوحا وأن نعمل بالتنسيق مع الشركاء لإقناع إسرائيل بضرورة دخول المساعدات بكميات أكبر وأن نتجاوز كثيرا من المعوقات التي وضعتها إسرائيل للحد من دخول هذه المساعدات.
وردا على سؤال حول تنصل الاحتلال الإسرائيلي من مسؤولياته تجاه توفير الضمانات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، وإلقاء الكرة في ملعب مصر بشأن تنظيم ذلك عبر معبر رفح الحدودي، أوضح شكري أنه في ظل الحرب القائمة والوجود العسكري على معبر رفح لا يمكن تأمين دخول المساعدات من خلال المعبر أو تأمين سائقي الحافلات أو العاملين في النطاق الإنساني، وبالتالي فإن استمرار العمليات العسكرية يعيق العمل الإنساني، وهذا لا ينفي مسؤولية دولة الاحتلال في توفير المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وإسرائيل تسيطر على 5 معابر متصلة بغزة وعليها أن تسمح بدخول المساعدات عبر هذه المعابر، ولا يمكن أن تلقي بالمسؤولية على مصر في ظل الأوضاع الاستثنائية القائمة على معبر رفح، وتهمل مسؤولياتها وقدراتها بأن توفر المساعدات التي تطمئن إليها وأن تكون نافذة بكميات تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة.
وعن الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة لمصر وإصرارها على اجتياح رفح، وهو ما اعتبره البعض انتهاكا لاتفاقية السلام المشتركة بينهما، والرؤية المصرية للتعامل مع هذا الوضع وخصوصا أن ذلك يشكل تهديدا لأمن مصر القومي.. أكد وزير الخارجية أن السياسات والقرارات التي تتخذها مصر تتم وفقا للمصلحة المصرية، والعلاقة القائمة بين مصر وإسرائيل تخضع للآليات والأدوات التي تحدد مسار العلاقات بين دولتين بأي شكل من الأشكال، وتتدرج وفقا لتطور الأمور من منظور كل دولة في الحفاظ على أمنها القومي وسيادتها.
وأضاف "كل فعل له رد الفعل المناسب من دون مبالغة، ولا بد أن نحافظ على أمننا القومي وأن نحافظ على مصالح شعبنا، وأن نتخذ من الإجراءات ما يخدم هذه المصالح، ونرتكن إلى الموضوعية والتناول المتزن بعيدا عن المغامرات غير المحسوبة".
وحول القمة العربية التي انعقدت قبل أيام بالمنامة.. قال شكري "إن انعقاد القمة العربية في مملكة البحرين الشقيقة يعد حدثا بارزا، فاجتماع القادة العرب في هذه الظروف وخاصة مع تفاقم أزمة غزة كان أمرا مهما، حتى يتحدث العرب بصوت واحد، وبموقف واحد، وخاصة أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى لدى العالم العربي.
وأوضح وزير الخارجية أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة من أضرار وفي الضفة الغربية من اعتداءات، تستدعي وجود صوت عربي قوي يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وضمان دخول المساعدات الإغاثية والتعامل مع الوضع الإنساني المتردي، ومنع أي تهجير داخلي أو خارجي للشعب الفلسطيني لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية.
ونوه شكري فى هذا الصدد بالجهود الكبيرة التي بذلتها البحرين لإنجاح القمة العربية من الناحية التنظيمية، وكذلك حققت نجاحا في الناحية الموضوعية من خلال تعزيز الرؤية العربية المشتركة في التعامل مع قضية غزة، وبؤر الاضطراب الأخرى في المنطقة سواء في السودان أو ليبيا أو جنوب لبنان أو سوريا، وجميعها قضايا ملحة، لكن القضية الفلسطينية تحتل صدارة الأولويات في الوقت الراهن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
وذكر أن القمة جاءت لتعبر عن رؤية القادة العرب المشتركة تجاه العمل العربي المشترك لتعزيز الأمن القومي العربي من خلال التضامن ما بين الدول العربية والشعور بأهمية السير قدما نحو قضايا التنمية والتعليم، وهذا من الملفات التي أولتها مملكة البحرين الشقيقة اهتماما كبيرا وحرصت على تعزيز التركيز عليها خلال أعمال القمة العربية.
وفيما يخص العلاقات البحرينية المصرية.. قال وزير الخارجية إن العلاقات البحرينية المصرية تشكل أهمية كبرى وتتمتع بالخصوصية، لأنها مبنية على أرضية قوية من مشاعر الإخاء والمحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين، في ظل العلاقات المتميزة التي تربط الرئيس عبدالفتاح السيسي وملك البحرين، والفهم المشترك للتحديات، والرصيد الضخم من الامتزاج الشعبي، يجعل هذه العلاقات نموذجية، وعلاقات يحتذى بها، وتلبي مصلحة مشتركة على أساس من الحرص المتبادل والرغبة المشتركة في تعزيز هذه المقومات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة