صمت رسمي ألتزمت به إسرائيل منذ الإعلان عن اختفاء مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقوه ، وحتي ما بعد إعلان مصرعه ، وسط حالة من الارتباك الإقليمي والدولي وبطبيعة الحال في الداخل الإيراني.
ومع الإعلان عن وفاة رئيسي ، نفت إسرائيل علي لسان مصدر وجود أي ارتباط بينها وبين الحادث، حيث نقلت صحيفة جيروزالم بوست علي لسان مصدر مسئول لم تذكر اسمه ، قوله " لم نكن نحن"، مشيرة إلى أنه يعتقد أن المروحية تحطمت أثناء عبورها منطقة جبلية وسط ضباب كثيف ولفتت إلى أن فرق الإنقاذ لم تعثر على أي علامات للحياة بعد تحديد موقع التحطم يوم الاثنين بالقرب من الحدود مع أذربيجان، على بعد حوالي 375 ميلاً من العاصمة الإيرانية طهران.
وجاءت التصريحات الإسرائيلية بعد انتشرت شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليلة الأحد حتى صباح الاثنين تزعم تورط الموساد في تحطم المروحية.
وتزايدت حدة التوترات بين إيران وإسرائيل مع اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل 7 أشهر، وفي الأول من أبريل، اتهمت طهران إسرائيل بتنفيذ ضربة جوية دمّرت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، وأسفرت عن مقتل 7 من مسؤولي الحرس الثوري الإيراني.
وردت إيران على ذلك بتنفيذ أول هجوم مباشر في تاريخها على إسرائيل، واستخدمت فيه مئات المسيّرات والصواريخ، والتي أعلنت إسرائيل إسقاط معظمها بالتعاون مع الحلفاء.
وقال الجيش الإسرائيلي حينها إن الغالبية الساحقة من الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران وتخطى عددها الإجمالي الـ300، تم اعتراضها بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، وإن الهجوم لم يسفر إلا عن أضرار طفيفة.
وبعد أقل من أسبوع، دوت انفجارات في محافظة أصفهان الإيرانية، قالت عدة مصادر إنها نجمت عن "ضربة إسرائيلية" ردا على الهجوم الإيراني.
في المقابل، لم يرد أي ذكر لإسرائيل في معظم التصريحات والتقارير الإخبارية الرسمية الإيرانية وقتها. وبث التلفزيون الرسمي آراء محللين قللوا من حجم الواقعة كما قللت طهران من شأن تقارير عن تعرضها لضربة إسرائيلية، وقالت إنها لن ترد ما لم يتم استهداف "مصالح" إيران.
ولم تصدر أي تعليقات رسمية من إسرائيل أو الجيش بشأن الضربة، لكن منذ الهجوم الإيراني، أكد المسؤولون الإسرائيليون أنه ليس أمامهم بديل سوى الرد
بدورها، قالت صحيفة تايمز اوف إسرائيل، على الرغم من أن مقتل اثنين من كبار المسؤولين الإيرانيين يمثل تطوراً دراماتيكياً في وقت تحتدم فيه صراعات متعددة في المنطقة، فمن المرجح ألا يؤثر على مسار تلك المعارك بشكل كبير، حيث تقع القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية والحرب ضمن اختصاص المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأوضح جيسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، أن "رئيس ايران هو منفذ، وليس صانع قرار. وأضاف: ولذا فإن سياسات الجمهورية الإسلامية، وأساسيات تلك السياسات، ستبقى كما هي.
وقال خبراء ان الخسارة المفاجئة للرئيس الإيراني تخلق فراغاً في السلطة ستبدأ شخصيات بارزة في المناورة للاستفادة منه.