تمر اليوم ذكرى ميلاد المناضل والداعية الإسلامي الأمريكي "مالكوم إكس" واسمه عند موالده كان "مالكوم ليتل" ويُعرف أيضاً باسم الحاج مالك الشباز، من أصل إفريقي، صحَّح مسيرة الحركة الإسلامية في أمريكا ودعا للعقيدة الصحيحة، وصبر على ذلك حتى اغتيل بسبب دعوته ودفاعه عنها بالنسبة لمحبيه: كان مالكوم إكس رجلاً شجاعاً يدافع عن حقوق السود، ووجِّه الاتهامات لأمريكا والأمريكيين البيض بأنهم قد ارتكبوا أفظعَ الجرائم بحق الأمريكيين السود وقد وُصف مالكوم إكس بأنه واحدٌ من أعظم الإفريقيين الأمريكيين وأكثرهم تأثيراً على مر التاريخ.
يُعَد مالكوم إكس رائدًا لمدرسة فلسفة النضال؛ فكان معروفًا بحُطبه المؤثرة التي اقتّبسَت من خلالها أغلب المقولات الداعية للتحرر والاستقلالية، كما أن أفكاره ظلت مُلهمة لبعض حركات التحرر والمقاومة؛ وقد تميزت أفكاره عن غيره بأنها لم تكن متطرفة تنادي بهدم الدول أو خلق الفوضى، ولكن كانت تدعو إلى عدم الاستسلام واستخدام المنطقية والواقعية في الرد على الأفكار الظالمة المستبدة، وأن الحرية شيء لا يُمتّح؛ فهو القائل: (لو اضطرِرْتَ للتوسل إلى رجل آخر من أجل حريتك؛ فلن تنالها أبدّا، الحرية شيء يجب أن تناله بنفسك).
وعلى مستوى الأمريكان ذوي الأصل الإفريقي؛ يُعد مالكوم إكس الأكثر شعبية بينهم -لا سيما المسلمين منهم- وقد طبعت مذكراته في السيرة الذاتية التي صاغها الروائي (أليكس هيلي) ما يقارب الأربعين طبعة، وقُرّرَت تلك المذكرات في أقسام دراسات الأقلية السوداء بالجامعات، وقد نَشَّرتْ صحيفة (San Francisco Examiner) في ملحق خاص عن مالكوم إكس بمناسبة ذكرى اغتياله أن: (مالكوم إكس حاليًا يعد أكثر شعبيةَ عند الجيل الجديد -من الإفريقيين الأمريكيين- من مارتن لوثر كينج، فبكل تأكيد لا توجد قبعات تحمل اسم مارتن للبيع، فمالكوم لا يزال يشكل أهمية كبيرة للإفريقيين الأمريكيين الفقراء القابعين أسفل المجتمع الأمريكي؛ لأن مالكوم عاش الظروف نفسها وعبّر عن المرارة والإحباط اللذّيْن يعانونهما حتى الآن، في حين عاش مارتن حياة مرفهة ولم يعان الفقر).
أما على المستوى الإسلامي؛ فللأسف لم يعرف الكثير مالكوم الداعية المسلم الفطن النبيه الذي دخل على يديه الآلاف من الأمريكان من ذوي الأصل الإفريقي في دين الإسلام؛ حتى أسلم بعض المشاهير منهم على يديه، مثل الملاكم (محمد علي كلاي)، فقد كان الإسلام سببًا رئيسًا في تغيير حياة مالكوم، ومن دونه لَمَا وصل إلى ما وصل إليه من مكانة، وهي الحقيقة التي كان يؤكدها في كل محفل؛ فيقول: (إنني لم أكن شيئًا من دون الإسلام)، فكان هدفٌ اختيار الباحث لتلك الشخصية في هذا البحث فك القيود الأمريكية الإفريقية عن تلك الشخصية، ومحاولة وصولها إلى أكبر قطاع من المسلمين، آمِلَا أن تكون هذه الدراسة إضافةً إلى ما كُتب عن تلك الشخصية العظيمة؛ وإثراءً للمكتبة الإسلامية الفكرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة