أكرم محمد يكتب: وجوه وكتب وقضايا.. التحرر من العرض الصحفي للكتب

الجمعة، 17 مايو 2024 07:38 م
أكرم محمد يكتب: وجوه وكتب وقضايا.. التحرر من العرض الصحفي للكتب غلاف الكتاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتفل دار "بيت الحكمة"، بفعل الإحياء، فى تصوره الخاص بالثقافة والفن، فتسعى فى مشروعها محتفيةً بالترجمة، والمشروعات الثقافية فى مشروع "أفق"، وهنا تصدر كتاب "وجوه وكتب وقضايا" للكاتب والصحفى على عطا، المضفر فى بنيته بين فعل التأريخ والنقد، مبتعثًا من حب الثقافة، وإحياء نص تسجيلى يوازى النقد المعتاد، والعرض الصحفى للقراءات، باحثاً عن الجمال فى الفن والثقافة، بين التأريخ والنقد والعرض الصحفي.

لا يكترث على عطا فى كتابه بشيء قدر حبه تعريف الثقافة والفن، كأنه يقدم الواقع بشكل إقصائي، بعين خاصة، تحتفى بالثقافة والفن، حتى لو تخللتها السياسة، فتتحول للثنائية المعتادة السياسة/الفن، هكذا يعبر على عطا عن مفهوم التجنيس؛ ليصل لذاكرة بديلة للثقافة، ذاكرة تحبها، لا تهتم بثنائية الثقافة/الفن، لا تعنى فقط بالأدب، ويطرح الكتاب مقالًا يمثل بورتريه ينبثق من عرض صحفى عن كتاب عن الفنان التشكيلى والشاعر والناقد أحمد مرسي، المظلوم محلياً، يؤكد الكتاب تصوره للثقافة بتحقق مروية إدوارد سعيد، وتأثر رؤيته السياسية بالفن، سواء بالأدب أو مشاركته فى الأفلام بشخصه الحقيقي، وتحقق بنية كتابته الفكرية بوجود ثلاث أبعاد أدبية، كما يذكر فى مقال يتناول كتاب ألفه تلميذ لإدوارد سعيد.

وجوه وكتب
وجوه وكتب


ويطرح على عطا أولى مقالات الكتاب بمقال يستعرض فيه تأريخًا تتلبس بنيته بنية فن البورتريه، فيقدم نصًا يسجل أبرز ما عرضه الكاتب محمد سلماوى عن حياته، بين رحلته كمرافق لنجيب محفوظ وممثلًا له فى حفل جائزة نوبل بالسويد، ما أثار غضب البعض وقتها؛ لرغبتهم فى حصول كاتب مصرى آخر على الجائزة، حتى المشروع الفنى الأهم له برواية تنبأت بثورة 2011 ، ما تبعه اعتراض "سلماوي" على حكم الإخوان الديكتاتوري، ومشاركته فى لجنة الخمسين؛ لكتابة دستور جديد للبلاد، بعد رفضه المشاركة فى تدشين دستور فى عهد الإخوان القمعيين، ثم يتناول الكتاب عرضاً صحفياً تتبعه آراء لعلى عطا عن قضايا وكتاب مصطفى الفقى "الرواية: رحلة الزمان والمكان".

ويتبع على عطا ذلك المقال بعرض صحفى وتتبع بحثى لمذكرات وجيه غالي، الصادرة عن "الكتب خانة"، ترجمة وتحرير مى حواس، هنا يطرح على عطا تضفيرًا لثنائية السياسة والفن، مبتعثًا من تناول متابعة نقدية المذكرات شاعرية لشخصية سياسية وفنية ثقافية مؤثرة، خاضت العشق والاكتئاب وتهمة التطبيع وانتهت حياتها بالانتحار، يتتبع الكتاب نص يتناول ذاتية بنيت على صدق لا يعترف بتابوهات أو خوف، لتجربة إنسانية فريدة.

وينتهى الكتاب من فصله الأول، المتناول به متابعات لكتب عن شكسبير وألبير قصيرى وغيرهم، ثم يتناول تصور خاص للفن، فن يحول التصور البصرى لفعل التسجيل الأول، كترجمة لمعنى الاكتشاف، باحثًا على عطا فى أدب الرحلات ومتمعنًا بترميز يوازى التقرير والمباشرة الصحفية بثنائية الشرق/الغرب، التى استطنقها على عطا فى تقديم قراءته عن كتب تقوم بالمقاربة بين نقيضى الثنائية، ككتاب "كل المدن أحلام" للكاتب جرجس شكري، وكتاب "حكايات جحا الصقلي" الصادر عام 2001 للكاتبة كواراو، بادئًا بكتاب "شاروخان فى الهند: 40 يومًا فى الهند"، القاطن إياه تعرية للمجتمع الهندي، المختلف عن أفلام شاروخان، الذى حاول مؤلف الكتاب إجراء حوار معه وفشل، محاولة لاكتشاف تمثيل القداسة والتجارة بالدين والجهل فى تلك البلاد، حيث تباع أدوات زينة يقول تجارها أنها محفوفة بالقداسة.. يحقق مهدى مبارك رؤيته لذلك الوطن، وذاكرة مدنه الحزينة بشاعرية لافتة، واصفًا "دلهي" بمدينة تشبه نساء الهند تعرف كيف تحب فى صمت، وتعشق من طرف واحد.

بعد ذلك المقال يتناول على عطا كتاب "كل المدن أحلام" المضفر الشاعرية بالتأريخ والتسجيل، حيث يسجل جرجس شكرى زياراته للمدن الأوروبية كذاكرة تبحث عن الفن والثقافة والوطن تحت انصهار الذات فى التغريب، مؤكداً على حب الكتاب البحث عن الثقافة.. يشمل ذلك الفصل من الكتاب تجريدة معنى الرحلات؛ ليصل إلى الترميز، ويتتبع كتب تُعنى برحلات أكثر خصوصية، كمقال يتحدث عن كتاب "القمر" للألمانى بيرند برونر، المتابع العلاقة الشاعرية والرمزية بين الإنسان والقمر، بدءاً من الثقافات الشعبية، والمروحيات الشفهية، التى رأت فى القمر مصدراً للحب والرغبة الجنسية، حتى أدب وسينما الرعب، المستخدمة إياه للتعبير عما تصدره من أثر نفسي، حتى شخصية روائية فى رواية الكولومبى صاحب نوبل جابرييل جارسيا ماركيز "مئة عام من العزلة".. جميعهم يربطهم موقع الإنسان من الغموض والمجهول، هذا ما يمثله القمر، بكل شاعريته ونسبية تأويل وجوده بين الشاعرى والعلمى والسوداوي، يقدم، أيضاً، ذلك الفصل استقراء للرحلة كاستنطاق للسيرة الذاتية، عبر زيارة حفيدة إبراهيم ناجى سامية محرز لجدها بكتابها الصادر عن دار "الشروق"، "إبراهيم ناجي.. زيارة حميمة تأخرت كثيراً" فى مقال يعبر المتابعة النقدية والقراءة، ليقوم بوضع نص تسجيلى موازى للنص النقدى يقدم سيرة سامية محرز، ورحلتها مع الفن العربى والثقافة العربية، وعلاقتها المتوترة مع فن جدها، التى تتحول فيما بعد بعد تسلم أوراق ومخطوطات تخصه من خالتها، وتلك العلاقة المتوترة، الغير مستمرة، مع الأدب العربى الكلاسيكى يمهد لفصل فى الكتاب يتناول القضايا الشعرية وشخوصها وكتبها بعنوان "الشعر بين القديم والجديد"، ويقطن الكتاب، أيضاً، فصلًا بعنوان "نقد النقد" يستقرأ كتب وأطروحات نقدية عديدة، مبتعثًا منها لقضايا عديدة ترتبط بالثقافة، من الرأسمالية للكتاب الإلكترونى والتراث بين ثنائية الخاص والعام، متمثلاً الخاص فى مفهوم التراث عند الراحل الناقد الدكتور جابر عصفور، كما يظهر استقراء التراث موازيًا للمحور، بين النقدى والتأريخي، فى قراءة كتاب "الأنثى المقدسة" لميرال الطحاوى .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة