قال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، المستشار جمال رشدي إن قضية فلسطين هيمنت على الأعمال التحضيرية للقمة العربية، وكلمات المتحدثين، وهو أمر طبيعي ومتوقع، خاصة وأن المستجدات في قطاع غزة أضفت طابعا استثنائيا للقمة العربية، موضحا أن هناك حالة من الغضب والترقب لدى الرأي العام العربي، ومن المتوقع أن تواكب القمة وما سوف تسفر عنها من رسائل تلك الحالة التي يشهدها الشارع العربي، والتي يستشعرها الجميع.
وأضاف، في تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن مشاريع القرارات التي سيتم رفعها للقادة العرب فإنها سوف تركز بصورة كبيرة على القضية الفلسطينية بمختلف جوانبها، وهو ما يبدو ليس فقط في الشق السياسي من الجانب التحضيري للقمة، وإنما أيضا فيما يتعلق بالشق الاقتصادي، حيث ظهر بجلاء فيما آلت إليه المناقشات فى المجلس الاقتصادي والاجتماعي من تركيز على خطة الاستجابة لتداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحول القرارات المرتقبة عن القمة، يقول رشدي، إنها سوف تتناول الأوضاع فى غزة، سواء على المستوى الميداني، حيث يبقى وقف إطلاق النار أولوية قصوى، بالإضافة إلى رفض التهجير القسري، والعمل على إغاثة سكان القطاع، وكذلك رفض العملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح، أو على المستوى السياسي، حيث ستحمل القمة قرارات من شأنها حشد التأييد للدولة الفلسطينية والاعتراف بها، وتعزيز حل الدولتين، وإيجاد مسار سياسي، بالتعاون والتنسيق مع القوى الدولية، من شأنه تجسيد الدولة الفلسطينية فى أفق زمني معلوم.
وأشار المستشار رشدى إلى حديث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن الأزمات الأخرى بالمنطقة العربية، والتي تبقى معالجتها ذات أهمية كبيرة، رغم هيمنة الأوضاع فى غزة على الاجتماعات، حيث فرضت نفسها على أجندة القمة، بواقع إلحاحها، وتأثيراتها على الأمن القومي العربي، ومنها الوضع الخطير في السودان، في ضوء كونه يمثل الأزمة الإنسانية الأخطر فى العالم، وهو ما يبدو فى نزوح أكثر من 10 ملايين نازح خرجوا من البلاد في غضون الأشهر الماضية، بينما يعاني 25 مليون آخرين من حالة من انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يثير مخاوف جراء حدوث مجاعة فى وقت قصير
وأوضح أن هناك متابعة دائمة من قبل الجامعة العربية للأوضاع الخطيرة التي تشهدها السودان فى المرحلة الراهنة، وخاصة فى دارفور ومدينة الفاشر، ، مشيرا إلى دعوة أبو الغيط لكافة أطراف المعادلة السياسية فى السودان إلى وقف إطلاق النار فورا فى مختلف الجبهات.
وهناك أيضا أزمات أخرى، بحسب رشدي، لا يمكن تجاهلها، منها ليبيا أو سوريا، لأن تجميد الأزمات لا يمثل حلا، لأنه لا يرفع المعاناة عن كاهل الشعوب، والذين يتوقون إلى الأوضاع الطبيعية، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا عبر تسويات سياسية شاملة، تستعيد الدول من خلالها سيادتها وتكاملها على المستوى المؤسساتي، وبالتالي لا ينبغي القبول بالأوضاع مجمدة، لأنها في هذه الحالة تكون قابلة للانتكاس فى أي لحظة، وبالتال يبقى العمل العربي المشترك أساسا مهما لتسوية هذه الأزمات.
وحول الصومال، أشار رشدى إلى انعقاد مجموعة العمل الوزارية لدعم الصومال، موضحا أن اللجنة عملت على متابعة تنفيذ قرار مجلس الجامعة العربية، والذي جاء لمجابهة اتفاق إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال، موضحا أن هذا الاجتماع أسفر عن تجديد الدعم للصومال وسيادته ووحدة أراضيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة