وصل قطار المرحلة التمهيدية للقمة العربية إلى محطته الأخيرة، بختام اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، الثلاثاء، استعدادا للقمة العربية المقرر انعقادها في العاصمة البحرينية المنامة، يوم الخميس المقبل، وذلك بعد أيام من الاجتماعات، بدءً من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ولجان متابعة وتنفيذ القرارات، وغيرها، لنصل في نهاية الأمر إلى العديد من الملفات التي تم رفعها على مائدة القادة العرب، لإقرارها خلال فعاليات القمة.
ولعل اليوم الأخير من الجانب التحضيري للقمة العربية، شهد العديد من الاجتماعات، والتي بدأت باجتماع اللجنة العربية الوزارية الخاصة بالصومال، والتي تتشكل من مملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وجمهورية جيبوتي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والتي تشكلت تنفيذًا لقرار مجلس الجامعة في دورته غير العادية بتاريخ 17 يناير الماضي، لدعم جمهورية الصومال في مواجهة مذكرة التفاهم التي وقعتها إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال.
وبحسب بيان صادر عن جامعة الدول العربية، وجددت مجموعة العمل الوزارية التأكيد على الموقف العربي الرافض لمذكرة "التفاهم للشراكة والتعاون" الموقعة بين إثيوبيا وإقليم "أرض الصومال" بموجب القرار رقم 8988 الصادر عن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري يوم 17 يناير، والذي أعلن التضامن الكامل مع الدولة الصومالية وتأييد موقفها باعتبار هذه المذكرة باطلة ولاغية وغير مقبولة، ورفض أية آثار مترتبة عليها سواء قانونية أو سياسية أو تجارية أو عسكرية، مؤكداً تأييد وتضامن الجامعة العربية الكامل مع كافة الخطوات الدبلوماسية التي تقوم بها الصومال لمواجهة هذه الخطوة الخطيرة.
كما تناول الاجتماع الدور العربي المنشود وفق خطة العمل لدعم الصومال على جميع الأصعدة لصيانة وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها وكذلك مساندتها في جهود مكافحة الإرهاب وجذوره، وتقوية مؤسساتها القومية، واقتصادها بما يلبي طموحات الشعب الصومالي المشروعة.
كما انعقد كذلك اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات وتتشكل اللجنة من 6 دول وهم "ترويكا" القمة، وهم البحرين (رئاسة القمة الجديدة في دورتها الثالثة والثلاثين)، والسعودية (رئاسة القمة المنقضية)، والجزائر (رئيس القمة الحادية والثلاثين)، كما تتكون كذلك من "ترويكا" المجلس الوزاري وهي موريتانيا (الرئيس الحالي)، واليمن (رئيس الدورة المقبلة)، والمغرب (رئيس الدورة السابقة).
كما عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تشاورياً بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط؛ للتشاور حول مشروع جدول أعمال القمة العربية الـ 33، وتنسيق المواقف بشأن الوثائق ومشروع البيان الختامي ومشاريع القرارات التي ستصدر عن القمة العربية، والتي سيتم رفعها إلى القمة العربية بعد غد الخميس.
وانعقد الثلاثاء مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية ، وذلك في إطار التمهيد لأعمال القمة العربية ووضع اللمسات الأخيرة على مشروعات القرارات السياسية التي من المقرر مناقشتها وإقرارها من قبل القادة العرب.
وتبقى أزمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أحد أهم القضايا التي تتصدر المناقشات، حيث يناقش المجتمعون تفعيل مبادرة السلام العربية، بالإضافة إلى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال في القدس، ويناقش كذلك تطورات الاستيطان في الضفة الغربية، والاسرى واللاجئون وكذلك التنمية والأونروا.
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن العدوان على غزة، ليس وصمة عار على جبين الاحتلال وإنما على جبين العالم بأسره، موضحا أن الاحتلال تجرد من مشاعر الإحساس بالعار، خاصة وأن الأمور طالت لشهور حتى بدأت بعض الدول المطالبة بوقف إطلاق النار رغم ما تمارسه الدولة العبرية من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن أي تحرك دولي لوضع حد للجرائم المرتكبة بقطاع غزة هو ضرورة قصوى موضحا أن المساعي العربية منذ القمة العربية الإسلامية بالرياض في نوفمبر الماضي، كانت صادقة لبناء قاعدة صلبة من المواقف الدولية والإقليمية المؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه وكشف الاحتلال وممارساته بعد محاولات إسرائيل عبثا استغلال احداث السابع من أكتوبر لاستقطاب التعاطف الدولي لتبرير مخططاتها وإنزال عقاب جماعي للفلسطينيين.
يشمل جدول أعمال المجلس محورا تحت عنوان الشؤون العربية والامن القومي، ويشمل 13 بندا، منها التضامن مع لبنان، وتطورات الوضع في الجمهورية العربية السورية، ودعم السلام والتنمية في جمهورية السودان، وتطورات الوضع في ليبيا، وتطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، ودعم جهود الصومال الفيدرالية، ودعم جمهورية القمر المتحدة، والحل السلمي للنزاع للنزاع الحدودي الجيبوتي الاريتري، والسد الإثيوبي، وغيرها.
كما يتناول الاجتماع دعم وتأييد ترشيح الدكتور خالد العناني مرشح جمهورية مصر العربية لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ودعم وتأييد ترشيح محمود على يوسف مرشح جمهورية جيبوتي لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة